الخميس 12 ديسمبر 2024 الموافق 11 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

لماذا حدث ذلك الآن؟.. المصالحة بين حماس ودمشق تثير قلق إسرائيل

بشار الأسد - إسماعيل
بشار الأسد - إسماعيل هنية

ذكر مايكل باراك الباحث بمعهد مكافحة الإرهاب في هرتسليا، أن المصالحة بين حركة حماس ودمشق تأتي ضمن حسابات استراتيجية إيرانية لتحويل سوريا إلى منطقة نشاط أخرى للمقاومة الفلسطينية، وأن التقرير الأخير الذي أفاد بأن حماس وسوريا أعادتا علاقاتهما بعد عقد من الانقسام بينهما هو مصدر قلق لإسرائيل.

وذكرت وكالة رويترز، نقلًا عن عضوين من حماس، قولهما إن الحركة "قررت إعادة العلاقات مع سوريا بعد 10 سنوات من ابتعاد قيادتها عن دمشق بسبب معارضة حملة الرئيس بشار الأسد على التمرد ضد حكمه"، واضطرت حماس، التي تحكم قطاع غزة، إلى إخلاء مقرها في دمشق في عام 2012 بعد أن سقطت إلى جانب المتمردين السنة الذين كانوا يقاتلون للإطاحة بنظام الأسد الأقلية العلوية من السلطة في ذلك العام، ولكن الجهاد الإسلامي الفلسطيني قرر البقاء في دمشق ولم يبتعد كما ابتعدت حركة حماس، كما أضر موقف حماس من الحرب السورية بعلاقاتها مع إيران لعدة سنوات حتى تمت استعادة هذه العلاقات في عام 2017، واستؤنفت المساعدات المالية والعملياتية الإيرانية لحماس.

ويعتقد باراك، إن التقارير التي تتحدث عن انفراجه جديدة في العلاقات بين دمشق وحماس تبدو موثوقة، مشيرًا إلى أن حزب الله في لبنان منخرط في هذه المصالحة، وأدت الجهود إلى ضوء أخضر من حماس والنظام السوري.

لماذا حدث ذلك الآن؟، لقد استغرق حزب الله وقتًا في التوسط وانتظر حتى ذوبان الجليد في العلاقات"، وحذر باراك من أن هذا مصدر قلق لإسرائيل لعلم إسرائيل بأن حماس تعزز وجودها في شمال لبنان، فإذا فتحت حماس مقرًا لها في سوريا، فيمكنها البدء في بناء القدرات في سوريا أيضًا.

مع وجود جزء كبير من سوريا تحت السيطرة الإيرانية، فإن لدى حماس فرصة جديدة للحصول على أسلحة من القوات المدعومة من إيران في المنطقة، مثل حزب الله والميليشيات الشيعية الموالية لإيران، لتتحول الأراضي السورية لميدان مواجهة جديدة.

وفي إشارة إلى التغييرات التي حدثت منذ عام 2012 والتي سهلت المصالحة، قال باراك: "يجب أن نتذكر أن الظروف الجيواستراتيجية قد تغيرت، ففي عام 2012، صعد رئيس إخواني إلى السلطة مما أدى إلى إلغاء حماس علاقاتها مع سوريا، كما قلصت حماس العلاقات مع إيران إلى الحد الأدنى من العلاقات، ولكن منذ ذلك الحين، أصبح نظام الأسد أقوى؛ وإيران تتقدم في برنامجها النووي؛ وخرج الإخوان من السلطة بثورة مصرية شعبية في 30 يونيو 2013، وخلع مرسي؛ وبقيت حماس معزولة في المنطقة".

وأوضح أن حماس خلصت إلى أنه من الصواب أولاً تحسين العلاقات مع إيران من خلال تدخل حزب الله، والآن ساعد حزب الله في تأمين المصالحة بين حماس وسوريا، وهذا جزء من حساب إستراتيجي إيراني لتحويل سوريا إلى منطقة نشاط أخرى للمنظمات الفلسطينية.

وبالنظر إلى المستقبل، طرح باراك سيناريو يمكن أن تكون فيه حماس رأس السهم للفصائل الإرهابية الفلسطينية في سوريا بمباركة حزب الله وإيران، وفي 23 يونيو، التقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في بيروت، في أول لقاء بينهما منذ عام، وناقش الجانبان "محور المقاومة" ضد إسرائيل، بحسب قناة المنار الإعلامية لحزب الله.

وفي بيروت أيضًا، عقد حزب الله مؤخرًا سلسلة اجتماعات مع فصائل فلسطينية أخرى، مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجهاد الإسلامي في فلسطين، ويعتقد باراك أن "الهدف هو إيجاد طريقة لتوحيد الصفوف ومناقشة كيفية تقوية الكتلة الفلسطينية في محور المقاومة"، موضحًا أن حماس تحاول إنشاء آلية قيادة وتحكم مع الفصائل الفلسطينية الأخرى في لبنان حتى تتمكن من العمل بطريقة أكثر فاعلية من لبنان، والآن باب سوريا مفتوح أيضًا، وهذا عامل مضاعف للقوة.

ورجح باراك أن الأردن لا يرغب في وجود خلايا لحماس تعمل بالقرب من حدوده، مضيفًا أن مصر، التي تشعر بالقلق أيضًا من تطلعات الهيمنة الإيرانية في الشرق الأوسط، ستتعامل بحذر مع اندماج حماس المتزايد مع المحور الإيراني واقترابها من الهلال الشيعي الإيراني.