بعد 4 أشهر من العمليات الطاحنة.. بوتين يحدد موعد انتهاء الحرب في أوكرانيا
بينما تشير التقدريرات الصحفية إلى أن القوات الروسية تواجه حرب استنزاف في أوكرانيا، إلا ان الأوضاع على الأرض رما تقول غير ذلك، فالجيش الروسي أعلن السيطرة على مدينة ماريوبول المطلة على بحر أزوف، ومدينة خيرسون الاستراتيجية، وقواته باتت تسيطر بشكل كبير على الكثير من أراضي إقليم الدونباس في شرق أوكرانيا.
وبعد نحو 5 أشهر من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الموعد الذي من الممكن أن يعلن خلاله انتهاء العملية العسكرية، وقال إن تحرير إقليم دونباس وحماية أهلها وتحقيق أمن روسيا الذاتي هو الهدف النهائي وراء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
أكد بوتين في مؤتمر صحفي على هامش القمة السادسة لدول بحر قزوين التي عقدت في عشق آباد إن "الهدف النهائي هو الذي حددته في 24 فبراير، وهو تحرير دونباس وحماية هؤلاء الناس فيها وخلق الظروف التي أن تضمن أمن روسيا نفسها، وهذا كل شيء"، ولفت إلى أن العمل على تحقيق الهدف مستمر بهدوء وضمن الإيقاع.
وأضاف أن "الجيش الروسي يتحرك ويصل إلى الخطوط التي تم رسمها لتحقيق الهدف من العمليات القتالية، وكل شيء يسير حسب الخطة".
ّإقليم استراتيجي
حديث بوتين ربما يشير إلى الموعد الذي ربما تنتهي فيه العمليات العسكرية وهو السيطرة على إقليم الدونباس الاستراتيجي، ويتكون إقليم الدونباس في الأساس من منطقتي لوجانسيك ودونيتسك، والإقليم مجتمع يمثل نحو 10 % من مساحة أوكرانيا الكلية.
وإذا ما تمكن الجيش الروسي من تحقيق هدفه سيكون بذلك أمن حدوده من ناحية أوكرانيا التي كانت تتجه للدخول في حلف الناتو، وأصبح بذلك قادر على الضغط على الغرب الأوكراني، من ناحية الدونابس هذا من جهة، وشبه جزيرة القرم من جهة أخرى.
يحوي الإقليم مناجم فحم ضخمة بصورة تقدر بنحو 60 مليار طن، وهو وينتج حوالي 70 % من استهلاك أوكرانيا من الفحم، ليصبح الفحم المكون الأساس الذي تقوم عليه صناعة الصلب في البلاد.
ويساهم الإقليم بنحو 30 % من الصادرات الروسية في البلاد، و10 % من سكان أوكرانيا الذي يتحدث معظمهم اللغة الروسية.
كما يحوي الإقليم على مادة الزئبق المستخدمة في استخراج الذهب والفضة والكولور، كما ينتج الإقليم نوع خاص من الفولاذ المستخدم في صناعة الدبابات والطائرات الهيلوكوبتر القتالية الروسية.
كل ذلك يجعل من الإقليم ذو أهمية استراتيجية لروسيا التي ترغب من ناحية تأمين حدودها مع أوكرانيا، الساعية إلى الانضمام إلى حلف الناتو، ومن ناحية أخرى استغلال موارد الإقليم الكبيرة؛ في ظل مسعي روسيا حفظ مكانة متقدمة لها في خريطة الاقتصاديات المهمة والمؤثرة على العالم، وتعزيز موارد أخرى لها غير التقليدية الحبوب والطاقة (البترول والغاز).