الجمعة 27 سبتمبر 2024 الموافق 24 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

السويد وفنلندا يستجيبان لمطالب أنقرة وخطوة تفصلهما عن انضمام سريع إلى الناتو

الاتفاق الثلاثي -
الاتفاق الثلاثي - مدريد

أعلن حلف شمال الأطلسي، الناتو، أنه تم التوصل إلى اتفاق ثلاثي خلال اجتماع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس فنلندا سولي نينيستو، ورئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا أندرسون، في العاصمة الإسبانية مدريد، بشأن انضمام الدولتين للحلف وهو ما كانت تعارضه تركيا في وقت سابق.

وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، قال ينس ستولتنبرغ الأمين العام للناتو مساء الثلاثاء عشية انطلاق قمة الحلف بالعاصمة الأسبانية: "يسعدني أن أعلن أن لدينا الآن اتفاقًا يمهد الطريق لفنلندا والسويد للانضمام إلى الناتو"، مشيرًا إلى تركيا وفنلندا والسويد وقعت مذكرة تعالج مخاوف تركيا، بما في ذلك بشأن صادرات الأسلحة ومكافحة الإرهاب.

السويد ترفض ادعاءات التنازل لأردوغان

وأشادت رئيسة الوزراء السويدية، بالاتفاق ووصفته بأنه "اتفاق جيد للغاية"، رافضًة الادعاءات بأنها تنازلت كثيرًا لأردوغان من أجل إقناعه بالتخلي عن حق الفيتو.

وذكرت: "اتخاذ الخطوة التالية نحو عضوية كاملة في الناتو أمر مهم بالطبع للسويد وفنلندا. لكنها أيضًا خطوة مهمة جدًا بالنسبة للناتو، لأن بلادنا ستكون مزودي خدمات أمنية داخل الناتو"، وقالت إنها أظهرت للرئيس التركي تغييرات في قانون الإرهاب السويدي المقرر أن يدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل.

"وأضافت: "وبالطبع، سنواصل حربنا ضد الإرهاب، وكما يفعل أعضاء الناتو أيضًا بتعاون أوثق مع تركيا ".

غزو أوكرانيا نقطة تحول

وذكر تقرير الجارديان، أن السويد وفنلندا رفضتا تاريخياً السعي للحصول على عضوية الناتو، جزئيًا بسبب الرأي العام المختلط والحذر بشأن علاقتهما الأمنية مع روسيا، لكن ذلك تغير بشكل كبير بعد أن شنت روسيا هجومًا غير مبرر على أوكرانيا في فبراير، مما دفع كلا البلدين إلى طلب الانضمام.

وهذا يعني أن القادة السويديين والفنلنديين سيكونون قادرين على حضور قمة الناتو يومي الأربعاء والخميس كمدعوين، مما يعني أن بلدانهم تسير على طريق ثابت للحصول على العضوية الكاملة، بشرط تصديق الدول الأعضاء فقط. هذا يعتبر خطوة فنية.

مكاسب كبيرة لتركيا

تركيا ذكرت في وقت سابق أنها ستمنع طلبات السويد وفنلندا ما لم تحصل على تأكيدات مرضية بأن دول الشمال الأوروبي مستعدة لمعالجة ما تعتبره دعمًا للجماعات الكردية التي تصنفها على أنها منظمات إرهابية، ولا سيما حزب العمال الكردستاني.

ونظرًا لأن الناتو يعمل بالإجماع، فمن الممكن لدولة واحدة في التحالف العسكري المؤلف من 30 دولة أن تمنع أحد الطلبات، مما يمنح أنقرة نفوذاً عندما سعى البلدان للانضمام في وقت سابق من هذا العام.

وجاء في بيان أصدره مكتب أردوغان يوم الثلاثاء، أن تركيا حققت مكاسب كبيرة في الحرب ضد المنظمات الإرهابية، مضيفًا أن تركيا حصلت على ما تريد فنص المذكرة الذي وقع عليه الزعماء الثلاثة ينص على أن فنلندا والسويد ستقدمان دعمهما الكامل لتركيا في مسائل الأمن القومي.

تنازل رئيسي

وقالت دول الشمال، إنها أكدت أن حزب العمال الكردستاني منظمة محظورة، وفي تنازل رئيسي، لن "تقدم الدعم" لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السور، ومجموعات وحدات حماية الشعب التي كانت نشطة في المنطقة، وكذا محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، كما أكدت فنلندا والسويد في الاتفاق أنه لا توجد عمليات حظر أسلحة وطنية تتعلق بالمبيعات إلى تركيا وقالت الدول الثلاث جميعها إنها ستعمل معًا بشأن طلبات تسليم المجرمين.

تعديل تشريعي لدى الدولتين

من جهته، أعلن الأمين العام للناتو، أن فنلندا والسويد اتفقتا على تعديل إضافي لتشريعاتهما المحلية لمنح تركيا تطمينات مكافحة الإرهاب التي كانت تسعى إليها، وستقوم بقمع أنشطة حزب العمال الكردستاني، والدخول في اتفاقية مع تركيا بشأن تسليم المجرمين.

تهنئة أمريكية بريطانية

هنأ الرئيس الأمريكي جو بايدن، الدول الثلاث على تأمين الصفقة، التي وصفها بأنها "خطوة حاسمة نحو دعوة الناتو إلى فنلندا والسويد، مما سيعزز تحالفنا ويعزز أمننا الجماعي".

واستقبل بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا الإعلان بالتغريد: "أخبار رائعة ونحن نبدأ قمة الناتو. ستجعل عضوية السويد وفنلندا تحالفنا الرائع أقوى وأكثر أمانًا".

انضمام سريع للتحالف

توقع الأمين العام لحلف الناتو، اليوم الأربعاء، فور وصوله إلى مقر قمة الحلف في مدريد، أن تصبح السويد وفنلندا أعضاء في التحالف العسكري بسرعة، مضيفًا: "نحتاج إلى عملية تصديق في 30 برلمانًا، وهذا يستغرق دائمًا بعض الوقت، لكنني أتوقع أيضًا أن يتم ذلك بسرعة لأن الحلفاء مستعدون لمحاولة جعل عملية التصديق هذه تحدث في أسرع وقت ممكن".

وبحسب شبكة CNN الأمريكية، قال إن قادة الناتو الذين سيجتمعون اليوم في مدريد سيعلنون بوضوح أن روسيا تشكل تهديدا مباشرا لأمننا.

يوم الاثنين، أعلن "ستولتنبرغ"، أن الناتو سيزيد عدد قوات الجاهزية العالية إلى أكثر من 300000 في الجزء الشرقي من الحلف، بينما توقع اليوم أن تكون هذه القوات جاهزة بحلول العام المقبل.