السناوي لـ"الرئيس نيوز": "الناتو الشرق أوسطي" مقترح إسرائيلي بدعم أمريكي تجهضه مصر
الكاتب الصحفي عبد الله السناوي:
- إسرائيل تستهدف قطع الدعم العربي عن فلسطين بالحلف العسكري
- أمريكا لا تريد إشعال حروب جديدة في المنطقة مع إيران
- السعودية لن تطبع مع الاحتلال في القريب العاجل ولن توافق على "الناتو العربي"
بينما تتصدر افتتاحيات عدد من الصحف الغربية، الحديث عن حلف عسكري شرق أوسطي، يعرف إعلاميًا بـ"ناتو شرق أوسطي"، من المقرر أن يضم دولًا عربية إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي؛ وأن الفكرة مقترح أمريكي في الأساس، تحدث الكاتب الصحفي، عبد الله السناوي، مع "الرئيس نيوز"، وقال إن إسرائيل هي من تلح على تنفيذ تلك الفكرة وليس أمريكا وأنه في الأساس مقترحها.
بيّن السناوي وهو كاتب ناصري مهتم بالشؤون العربية والإقليمية، موقفه بالقول: "الناتو الشرق أوسطي مقترح إسرائيل، وتريد إسرائيل قيادته، أما الحديث عن أن قيادة أمريكية فهي دلالة رمزية؛ فأمريكا لديها مشكلة كبيرة جدًا في أوكرانيا وأزمة مع الصين، وبالتالي هي لا تحبذ على الإطلاق إشعال منطقة الشرق الأوسط بحروب أخرى، كما أن موقف إدارة بايدين من إيران هو الحوار والتفاوض وليس الصدام والحرب".
يتابع السناوي: "أمريكا تريد أيضًا، استخدام إيران في حربها ضد مصادر الطاقة الروسية، فهي تريد إبرام اتفاقًا نوويًا، في مقابل رفع العقوبات عن إيران خاصة المتعلقة بمجال الطاقة، مما يساعدها على تصدير النفط والغاز إلى دول الاتحاد الأوروبي".
هدف إسرائيل
يوضح الكاتب الصحفي أن السبب وراء إلحاح إسرائيل على تأسيس تلك القوات، هو قطع أي إمدادات أو دعم عربي للفلسطينيين، وتابع: "هي تصدر إعلاميًا أن الهدف من وراء تأسيس الحلف مواجهة خطوات إيران العدائية في المنطقة. إنها تريد بذلك استقطاب أكبر عدد من الدول الخليجية في الحلف بناء على التوتر القائم بين الخليج وإيران".
يتابع السناوي: "إسرائيل لديها هواجس أمنية طوال الوقت؛ لكونها دولة مصنوعة في الإقليم وأقلية بالنسبة للعرب، كما أن وضعها في الأراضي المحتلة سيء جدًا؛ فالوضع في القدس خطر جدًا؛ فهناك 600 ألف عربي، وفي المقابل مثلهم للمحتلين اليهود، مع الوضع في الاعتبار الزيادة السكانية التي تصب في صالح العرب، ولعل جنازة الصحفية الشهيدة شرين أبو عقل أكبر دليل على الضعف الإسرائيلي، فالبلدة القديمة شهدت مسيرات حاشدة بالأعلام، في تأكيد منهم على أن القدس، ليست إسرائيلية، فالمعنى الرمزي والاحتشاد كبير جدًا، لذلك استخدم الأمن الإسرائيلي القوة المُفرطة ضد المحتشدين في الجنازة، إلى الدرجة التي أسقط فيها النعش، رُغم حضور السفير الأمريكي وسفراء المجموعة الأوروبية".
يضيف الكاتب الصحفي: "إسرائيل تريد أن تُجهز على القضية الفلسطينية بالناتو العربي؛ لضمان منع أي إمدادات أو دعم عربي للفلسطينين".
الموقف المصري
وحول الموقف المصري من المقترح، يقول السناوي: "قبل قمة جدة (في إشارة منه إلى القمة الأمريكية مع الدول العربية في السعودية بدعوة من الملك سلمان منتصف يوليو المقبل)، ليس هناك مصلحة لمصر أن تنخرط في تحالف عسكري مع إسرائيل".
موضحًا أن مصر سبق وأعربت عن رفضها الانخراط في أي أحلاف موجهة ضد أي دولة، وقال: "الفكرة عُرضت أثناء قمة النقب في إسرائيل فبراير الماضي، وهي القمة التي شارك فيها وزير الخارجية سامح شكري، وبمجرد قدومه إلى القاهرة أعلن رفض مصر الدخول في أي محاور عسكرية موجهة ضد أحد".
يضيف قائلًا: "من المؤكد أن هذا الحلف كان محور حديث الرئيس السيسي مع الزعماء العرب الذين زاروا مصر خلال الأيام القليلة الماضية، وأنه من المؤكد أنه أبلغهم بموقف مصر الرافض لهذا الحلف".
أما عن الموقف السعودي من "الناتو الشرق أوسطي"، يقول الكاتب الصحفي: "الأرجح بالنسبة لي أن السعودية لن تقبل على أي اتفاقيات سلام أو تطبيع مع إسرائيل في القريب العاجل، ولن توافق على الحلف العسكري، وأن زيارة الأمير محمد بن سلمان للقاهرة جس نبض في هذا السياق".
يضيف السناوي: "زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية، جاءت نتيجة قبول المملكة زيادة إنتاج النفط، وهي تمثل الكثير لمحمد بن سلمان؛ لكونها تساهم في تجاوز قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بعدما تعهد بايدين أن يجعل السعودية دولة منبوذة بناء عليها".
ضعف عربي
وعن أسباب موافقة الأردن على الانخراط في ذلك الحلف، يقول السناوي: "من المؤكد أن ذلك ناتج من الضعف العربي في المقام الأول، فللأسف الضعف العربي وصل إلى ما بعد القاع".
يضيف: "للأسف إسرائيل تشارك في مناورة عسكرية إلى جانب المغرب وتونس، تحمل اسم (الأسد الأفريقي 2022) بالتعاون مع الولايات المتحدة".
يختتم السناوي حديثه: "هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها إسرائيل تشارك في مناورات عسكرية إلى جانب دول عربية.