السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

رفض مصري وإماراتي.. هل تفلح المساع الأمريكية لإنشاء "ناتو شرق أوسطي"؟

الرئيس الأمريكي
الرئيس الأمريكي

هل تفلح المساع الأمريكية لإنشاء "ناتو شرق أوسطي"؟.. مساع أمريكية لإنشاء نسخة شرق أوسطية من حلف الناتو، يضم دول عربية وإسرائيل، بهدف مواجهة الخطر الإيراني، وكذا الحد من النفوذ الروسي والصيني في المنطقة، وفقًا لتقرير موقع " بريكنج دفنس" المهتم بالشأن العسكري وشؤون الدفاع.

وذكر متحدث باسم البيت الأبيض لموقع بريكنج دفنس، أن الولايات المتحدة تدعم بقوة اندماج إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط الأوسع، وسيكون هذا موضوع نقاش عندما يزور الرئيس بايدن إسرائيل، حيث من المقرر أن يزور الرئيس الأمريكي الشرق الأوسط منتصف يوليو في جولة يزور فيها إسرائيل والضفة الغربية والمملكة العربية السعودية.

وبحسب بيان للديوان الملكي السعودي، يزور "بايدن"، المملكة يومي 15 و16 يوليو المقبل، ويتضمن جدول الزيارة في يومها الثاني حضور الرئيس الأميركي قمة مشتركة دعا إليها الملك سلمان بن عبد العزيز، قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وملك الأردن، والرئيس المصري، ورئيس الحكومة العراقية.

الموقف المصري

قال وزير الخارجية سامح شكري، مارس الماضي، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، بالقاهرة، إن القاهرة لا تسعى من خلال مشاركتها بقمة النقب التي استضافتها إسرائيل إنشاء تحالف موجه ضد أي طرف، مضيفًا: "قمة النقب مرتبطة بتعزيز عملية السلام في منطقتنا، وأن مصر رائدة السلام منذ 43 عاماً".

وأشار إلى أن هدف المشاركة في القمة، تعزيز السلام وطرح وجهة نظرها والدفع بنيل الشعب الفلسطيني على حقوقه الشرعية وإقامة دولته على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدًا على أن مشاركة القاهرة ليست لإنشاء أي تحالف موجه لأي طرف فمصر تسعى لعلاقات تعاون وتفاهم، ولكنها ترصد من لا يلتزم بالمبادئ كما أن لديها تنسيقاً مع أشقاءها العرب.

اجتماع عسكري رفيع المستوى

عقدت الولايات المتحدة اجتماعًا سريًا لكبار المسؤولين العسكريين من إسرائيل والدول العربية في مارس، لاستكشاف كيف يمكنهم التنسيق ضد قدرات إيران الصاروخية والطائرات بدون طيار؟، وفقًا لما نقله تقرير لوول ستريت جورنال عن مسؤولين من الولايات المتحدة والمنطقة.

وذكر التقرير، أن المحادثات عقدت في شرم الشيخ هي المرة الأولى التي يلتقي فيها مثل هذا النطاق من كبار الضباط الإسرائيليين والعرب تحت رعاية عسكرية أمريكية لمناقشة كيفية الدفاع ضد تهديد مشترك، وقال المسؤولون إن الاجتماع جمع كبار الضباط العسكريين من إسرائيل والسعودية وقطر ومصر والأردن وجاء في الوقت الذي تكون فيه إسرائيل وجيرانها في المرحلة المبكرة من مناقشة التعاون العسكري المحتمل.

كما أرسلت الإمارات والبحرين مسؤولين لحضور الاجتماع. ومثل الولايات المتحدة الجنرال فرانك ماكنزي، ثم رئيس القيادة المركزية الأمريكية.

مواجهة إيران


وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن التحالف يهدف لمواجهة المخاوف المشتركة من إيران، وتحسين العلاقات السياسية التي أشارت إليها اتفاقيات إبراهيم، وقرار إدارة ترامب في يناير 2021 لتوسيع منطقة تغطية القيادة المركزية لتشمل إسرائيل، وكذا رغبة الدول العربية في الوصول إلى تكنولوجيا الدفاع الجوي الإسرائيلية في وقت تحول فيه الولايات المتحدة أولوياتها العسكرية نحو مواجهة الصين وروسيا.

واعترف التقرير بأن المناقشات بين دول الشرق الأوسط حول التعاون في مجال الدفاع الجوي، لا يزال أمامها طريق طويل لتقطعه ولا تزال حساسة من الناحية الدبلوماسية.

وفي بيان، لم يقر الكولونيل جو بوتشينو المتحدث باسم القيادة المركزية، باجتماع شرم الشيخ، لكنه قال إن القيادة تحافظ على التزامها الراسخ بزيادة التعاون الإقليمي وتطوير بنية دفاعية جوية وصاروخية متكاملة لحماية قواتنا وقوات الشركاء الإقليميين"، مضيفًا أن إيران هي العامل الأساسي لزعزعة الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

رفض إماراتي


ورفض المتحدثون باسم إسرائيل والدول العربية - باستثناء الإمارات - التعليق أو لم يردوا على طلبات التعليق على الاجتماع، ولم تعلق الإمارات على المحادثات، لكنها تناولت قضية التعاون على نطاق واسع، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال.

وقالت الحكومة في بيان: "الإمارات ليست طرفًا في أي تحالف عسكري إقليمي أو تعاون يستهدف أي دولة بعينها"، علاوة على ذلك، فإن الإمارات العربية المتحدة ليست على علم بأي مناقشات رسمية تتعلق بأي تحالف عسكري إقليمي من هذا القبيل.

وقالت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي إن البيت الأبيض يؤيد "توسيع وتعميق العلاقات العربية الإسرائيلية"، لكنها لم تذكر تفاصيل.

وتأمل الولايات المتحدة في بناء درع دفاع جوي متكامل في الشرق الأوسط لعقود من الزمن، من شأنه أن يربط بين الرادارات والأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار الأخرى بين دول المنطقة.

ترحيب أردني


قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إنه سيدعم تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلس، ويمكن أن يتم ذلك مع الدول التي لديها نفس التفكير، مشيرًا إلى أن بلاده تعمل بنشاط مع الناتو وتعتبر نفسها شريكًا في الحلف، بعد أن قاتلت "كتفًا بكتف" مع قوات الناتو لعقود، حسبما صرح خلال حوار مع قناة CNBC الأمريكية.

وأكد أنه سيكون من أوائل الأشخاص الذين يؤيدون إنشاء حلف شمال الأطلسي في الشرق الأوسط، مضيفًا أن رؤية مثل هذا التحالف العسكري يجب أن تكون واضحة جدا ودوره يجب أن يكون محددا بشكل جيد.

القضية الفلسطينية حجر عثرة


وذكر العاهل الأردني، أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على سبيل المثال، لديه القدرة على عرقلة الخطط والتعاون في الشرق الأوسط، مشيرًا: "إذا لم يتحدثا مع بعضهما البعض، فإن ذلك يخلق حالة من عدم الأمان وعدم الاستقرار في المنطقة مما سيؤثر على المشاريع الإقليمية".

وعن إيران، صرح: "دور إيران في المنطقة هو أيضا علامة استفهام"، مؤكدًا: "لا أحد يريد الحرب، لا أحد يريد الصراع"، لكنه أضاف أنه يبقى أن نرى ما إذا كان بإمكان دول الشرق الأوسط العمل نحو رؤية يكون فيها "الازدهار هو اسم اللعبة"، على حد وصفه.

تعقيب إسرائيلي


في إيجاز الأسبوع الماضي للمشرعين الإسرائيليين، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس ، الترتيب الناشئ بأنه "تحالف الدفاع الجوي للشرق الأوسط"، على الرغم من أن بعض الأشخاص المطلعين على المحادثات قالوا إنهم لم يسمعوا بهذا المصطلح من قبل ويبدو أنه يبالغ في تقديره، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال.

كما قال "غانتس" إن مبادرة الدفاع الجوي قد مكّنت بالفعل من "الاعتراض الناجح للمحاولات الإيرانية لمهاجمة إسرائيل ودول أخرى" في المنطقة، ورفض مسؤولون إسرائيليون تقديم تفاصيل عن عمليات اعتراض كهذه.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير رفض مناقشة محادثات شرم الشيخ: "لا يزال العمل جاريا، إنها آلية يتم بناؤها، وهناك بالتأكيد شركاء يرون أن الحديث عن أمر حساس للغاية".

اقرأ أيضاً

عاجل.. مقترح "ناتو شرق أوسطي " بمشاركة إسرائيل فما موقف مصر؟