بسبب المنافسة أم الأوضاع الاقتصادية.. هل تأجيل مهرجان الجونة مؤشرًا على إيقافه؟

أفردت مجلة فاريتي الأمريكية، تقريرًا لتسليط الضوء على خبر تأجيل مهرجان الجونة السينمائي في مصر، بعد خمس نسخ ناجحة حظيت باهتمام إعلامي كبير، وتوقعت أنه من الممكن أن يكون هذا التأجيل مؤشرًا على وجود نية إلغاء الحدث السينمائي المصري العربي بشكل دائم أو إعادة هيكلة المهرجان وطريقة تنظيمه بشكل جذري.

وكان من المقرر إقامة مهرجان الجونة، في نسخته السادسة، خلال الفترة من 13 إلى 22 أكتوبر في منتجع الجونة المصري المطل على البحر الأحمر.

أما السبب، فقد أثار اهتمام تقرير فاريتي الذي وصف بيان اللجنة المنظمة بـ "الغامض"، فقد نشر خبر التأجيل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقال البيان إن المهرجان- الذي دخل نسخته السادسة الآن- تم تأجيله "نظرًا للدور الحيوي الذي يلعبه" في قطاعي الفن والسياحة، محليًا وعالميًا، والذي تتم إعادة التفكير فيه وتقييمه الآن "في ضوء التحديات العالمية الحالية".

ولفتت المجلة إلى أن المنافسة بين مهرجانات الأفلام العربية شرسة بشكل متزايد مع انضمام مهرجان البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية إلى معترك المهرجانات والأحداث السينمائية المهمة اعتبارًا من العام الماضي، إلى جانب مهرجان القاهرة الدولي، ومهرجان مراكش، وتقع جميع المهرجانات السينمائية في العالم العربي خلال الربع الأخير من العام عندما تكون الظروف المناخية في جميع أنحاء المنطقة أكثر ملاءمة.

وأضاف التقرير: "ومما يزيد الأمور تعقيد الأزمة الاقتصادية الحالية في مصر، والتي من المحتمل أن تؤثر على الرعاة الراغبين في الاستثمار في مهرجان الجونة، بالإضافة إلى ذلك هناك سوق العقارات الذي ليس في أفضل حالاته، ومن المعروف أن سوق العقارات كان من بين أسباب إطلاق مهرجان الجونة في البداية، كما تتأثر السياحة في منطقة البحر الأحمر في مصر بالحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث يمثل مواطنو البلدين المتحاربين حوالي 40٪ من سائحي الشواطئ الذين يسافرون إلى مصر سنويًا".

تم إطلاق مهرجان الجونة في عام 2017 من قبل الملياردير نجيب ساويرس، الذي بنى شقيقه سميح منتجع الجونة بالقرب من الغردقة، والمنتجع الذي يُعتقد منذ بداية المهرجان أنه شهد زيادة ملحوظة في مبيعات وحداته للأثرياء أصبح به الآن مركز مؤتمرات جديد يشبه قصر المهرجانات، ويضم مساحة كبيرة في الهواء الطلق مخصصة لإقامة الحفلات الموسيقية وعروض الأفلام.

ووضع المدير الفني الخبير انتشال التميمي مهرجان الجونة بسرعة على خريطة المهرجانات الدولية من خلال إثبات قوته في الترويج لأفضل إنتاجات السينما في المنطقة مع تقديم دعم رئيسي في رعاية الأعمال الجديدة من خلال سوق الجونة السينمائية، وعلى الرغم من جهوده يبدو أن قرار تأجيل الحدث يؤكد تقلب المنطقة عندما يتعلق الأمر باستمرارية مهرجانات الأفلام الطموحة، وامتنع التميمي الذي تواصلت معه مجلة فارايتي عن التعليق على التأجيل.

في عام 2015، أُلغي مهرجان أبو ظبي السينمائي، حيث كان التميمي مسؤولاً عن الأفلام العربية، بعد ثماني دورات حظي خلالها الحدث تدريجياً بمكانة بارزة في دائرة المهرجانات الدولية وفي عام 2018، أُغلق مهرجان دبي السينمائي بعد 14 عامًا أصبح خلالها أكبر حدثا سينمائيا في المنطقة وعلى غرار الجونة، صدر إعلان دبي ببيان صحفي غير شفاف أعلن عن "نهج جديد".