الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مصر تتخذ خطوات للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة ونقل الغاز الطبيعي

الرئيس نيوز

سلطت وكالة "برينسا لاتينا" للأنباء في كوبا، الضوء على الخطوات التي تتخذها مصر مؤخرًا على طريق التحول إلى مركز إقليمي موثوق في جميع أنحاء العالم لتجارة ونقل الغاز الطبيعي، واستشهدت بالاتفاقية الأخيرة لتوريد الغاز المسال إلى الاتحاد الأوروبي، في إطار صفقة يبدي الاتحاد الأوروبي اهتمامًا خَاصًّا بها ضمن مساعيه للاستغناء عن الغاز الروسي.

وتوقعت الوكالة أن الاتفاقية المشار إليها ليست سوى خطوة أولى في سلسلة من الاتفاقات مع دول أخرى ستوقعها مصر في المستقبل القريب.

وفي الأسبوع الماضي، وقعت مصر والاتحاد الأوروبي وثيقة لتوريد الغاز للكتلة، ومن المقرر استخراج كميات الغاز المتفق عليها من الحقول الكبيرة الموجودة في شرق المتوسط، حيث سيتم نقله إلى مصر ليتم تسييله بمحطاتها قبل نقله إلى أوروبا عبر ناقلات الغاز الطبيعي المسال.

في عام 2021 فقط، ارتفعت عائدات مبيعات النفط والغاز في مصر إلى حوالي 13 مليار دولار، بزيادة خمسة مليارات دولار مقارنة بالعام السابق، وأشاد ممثلو المشاركين في منتدى الغاز بالإعلان عن الصفقة. مصر هي الدولة الوحيدة في منتدى الغاز التي لديها مصانع لإنتاج الغاز الطبيعي المسال.

ونقل موقع "فويس أوف أمريكا"، عن أستاذ علم الاجتماع السياسي المصري سعيد صادق قوله إن الإعلان عن الصفقة يضفي الطابع الرسمي على التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومصر المستمر في العديد من المجالات، بما في ذلك اتفاقات أمنية ومنع الهجرة غير الشرعية لأوروبا منذ عدة أشهر.

ومن جانبها، تكثف الولايات المتحدة جهودها لحلحلة التفاوض على تسوية النزاع الإقليمي البحري بين إسرائيل ولبنان حتى يمكن استخدام الغاز في القطاع المتنازع عليه كجزء من الصفقة الحالية مع الاتحاد الأوروبي، وكانت روسيا قد أوقفت بالفعل صادراتها من الغاز الطبيعي إلى أوروبا "كدليل على استيائها من الصفقة الموقعة في القاهرة".

وعلق بول سوليفان، محلل الطاقة في المجلس الأطلسي بواشنطن، في تصريحات لموقع "فويس أوف أمريكا" قائلاً: "إن الصفقة بين الاتحاد الأوروبي ومصر لتصدير الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي هي أحد الطرق التي يمكن للاتحاد الأوروبي بها أن يواصل بها انتزاع نفسه من الإفراط في الاعتماد على الغاز الروسي"، وهو الأمر الذي يوليه قادة الدول الأوروبية اهتمامًا كبيرًا بما في ذلك ألمانيا وفرنسا، وأن ذلك "يمكن أن يفيد مصر اقتصاديًا واستراتيجيًا".

وأشار الموقع الأمريكي، إلى تصريحات سابقة للرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاين"، أوضح فيها أن الاتفاقية الموقعة في القاهرة جزء مما أسماه السيسي "تعزيز التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في العديد من المجالات"، وسط صعوبات سياسية عالمية وأزمات اقتصادية غير مسبوقة.

كما شكر "السيسي" شركاء مصر السياسيين، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، على المساعدة في "التخفيف من آثار ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأزمة الحالية التي تؤثر على العديد من البلدان النامية".

وصرحت فون ديرا لاين، خلال المؤتمر الصحفي بأن الاتحاد الأوروبي سيساهم مالياً وتكنولوجياً لمساعدة مصر في إنتاج الغذاء، وقالت: "ستدعم هذه الاستثمارات الأنظمة الغذائية في منطقتكم وفي أي مكان آخر حتى نتمكن معًا من مناقشة كيفية تطوير الحلول والتقنيات الحديثة للزراعة المتطورة لمحاصيل جديدة تتكيف مع تغير المناخ، لأنه من المهم بالنسبة لنا أن يتم إنتاج الغذاء على هذا النحو".