الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

محمد بن سلمان يزور تركيا.. فهل تغير أنقرة مسار سياساتها؟

ولي العهد السعودي
ولي العهد السعودي

يناقش ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مع المسؤولين الأتراك عددًا من القضايا في مقدمتها الملف النووي الإيراني والحرب في اليمن، ومن المتوقع أن ترسل الزيارة المقرر لها الأسبوع المقبل إشارة قوية مفادها أن المملكة العربية السعودية تغلبت على التوترات التي اندلعت بعد حادث جمال خاشقجي في تركيا عام 2018، وتفاقمت هذه التوترات في ذلك الوقت بشكل خاص بسبب تصرفات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفقًا لصحيفة ديجيتال نيوز الكندية.

ومع ذلك، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل سيغير الرئيس التركي طريقته في النظر إلى العالم؟، وما الذي يضمن بناء علاقات دائمة مع المملكة العربية السعودية والدول الأخرى؟.

يقول مراقبون أتراك، إن التحول الحالي في نهج أردوغان لا يمكن الوثوق به، لأنه يفعل ذلك لإقناع المستثمرين والسياح السعوديين بأن تركيا تغيرت، على أمل إعادة العلاقات الاقتصادية والتجارية إلى طبيعتها.

ونقلت صحيفة دوفار التركية عن محللين أتراك قولهم إن التحول في النهج فرضته الظروف ولم ينبع من مراجعة للسياسة، لأن أردوغان لا يزال متمسكًا بالمواقف نفسها بشأن قضايا أخرى.

داخليًا، حافظ أردوغان على موقفه المتشدد ضد حرية التعبير وخصومه السياسيين ومن الواضح أن ميله إلى الصدام مع القادة الآخرين وتوتر العلاقات الخارجية سيستمر كما يتضح من التصريحات الأخيرة ضد اليونان وفرنسا.

وفي الواقع، خلق أردوغان أعداءً جددًا من خلال اختلاق معارك هامشية، مثل ما يحدث مع السويد وفنلندا بمعارضته لطلباتهما بالانضمام لعضوية الناتو، وصرح أردوغان، الجمعة، بأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز يعتزم زيارة أنقرة الأسبوع المقبل، مؤكدًا أن الزيارة الرسمية ستتم الأربعاء.

وقال أردوغان إنه وولي العهد سيناقشان دفع العلاقات التركية السعودية إلى "درجة أعلى بكثير" خلال الوفود والاجتماعات الفردية في القصر الرئاسي.

وستساهم زيارة ولي العهد لتركيا في ذوبان الجليد السريع في العلاقات بعد انهيار تلك العلاقات منذ 2018، ورفعت تركيا قضية مفتوحة ضد 26 مشتبهًا سُعُودِيًّا غِيَابِيًّا، لكن المدعي العام أحال القضية إلى المملكة العربية السعودية في وقت سابق من هذا العام، مما يمهد الطريق لتقارب البلدين، كما زار أردوغان المملكة العربية السعودية في أبريل لأول مرة منذ خمس سنوات.

وتأتي جهوده لتحسين العلاقات مع السعودية، وكذلك الإمارات العربية المتحدة، في الوقت الذي تواجه فيه تركيا أزمة اقتصادية كبيرة، مع تضخم رسمي يبلغ 73.5٪، وإجراء انتخابات رئاسية العام المقبل، وأدت المحادثات مع الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أواخر العام الماضي إلى صفقات استثمارية بقيمة 10 مليارات دولار بعد سنوات من التنافس الإقليمي، ولفت مسؤولون سعوديون إلى أن ولي العهد سيزور أيضًا مصر والأردن قبل زيارته لتركيا.

ومن المقرر أن يستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي ولي العهد السعودي، غدًا الإثنين، في شرم الشيخ قبل أن يجتمع مع الملك عبد الله في عمان يوم الثلاثاء، وقال المسؤولون إن الغرض من اجتماعاته في مصر والأردن هو تنسيق مواقفهما بشأن القضايا الرئيسية قبل قمة مشتركة مع الرئيس جو بايدن في جدة الشهر المقبل ستضم رئيس الوزراء العراقي.

وقال المسؤولون السعوديون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لبحث تفاصيل الجولة، إن الأمير محمد سيناقش أيضًا مع المسؤولين في تركيا عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الملف النووي الإيراني، والمساعي لإنهاء الحرب في اليمن، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على المنطقة، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية في مجالي الطاقة والتجارة، كما لم يستبعد المسؤولون قيام ولي العهد بزيارة محتملة هذا الصيف إلى اليونان وقبرص، وهما دولتان متحالفتان بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية.