بعد قرار الهند وأزمة السكر والفول.. هل تتأثر الأسعار بالأسواق المحلية ؟
ألقت الأحداث الجارية في منطقة البلقان واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، بظلالها على الأسواق العالمية والمحلية، خاصة فيما يتعلق بتوفير السلع الأساسية والمنتجات الغذائية المختلفة ومنها القمح والسكر والفول، وذلك في ظل نقص الإمدادات والاعتماد على الاستيراد من الخارج لسد الفجوة بين الإنتاج المحلى والاستهلاك الفعلي.
نقص إمدادات السكر للأسواق المحلية
كما ظهرت تخوفات من نقص إمدادات السكر للأسواق المحلية المصرية، وذلك في أعقاب قرار الهند ثاني أكبر مصدر للسكر في العالم، بتخفيض ما تصدره إلى 7 ملايين طن فقط، وهي نصف الكمية تقريبا التي كانت تصدرها سابقآ من حجم إنتاجها البالغ 35 مليون طن سنوياً.
إضافة إلى ذلك تعانى مصر، من ارتفاع الفجوة بين الإنتاج المحلى والاستهلاك ومنها السكر، حيث أشار تقرير أخير إلى أن الاحتياجات المحلية لسد الفجوة تتمثل في استيراد 914 ألف طن من السكر، خاصة أن إجمالي الإنتاج المحلى يبلغ 2 مليون و950 ألف طن ، بينما يبلغ حجم الاستهلاك المحلى حوالى 3.3 مليون طن سكر سنويا، لذلك يتم الاستيراد من الخارج.
كذلك، بلغ إنتاج مصر حوالى 1.8 مليون طن من بنجر السكر، بينما سيبلغ إنتاج قصب السكر نحو 1.4 مليون طن، لترتفع الكميات المنتجة مقارنة بالموسم الماضي، فيما توقع التقرير الأخير لوزارة الزراعة الأمريكية، ارتفاع إنتاج مصر من السكر بنسبة 2.5% ليبلغ 3.2 مليون طن خلال الموسم الحالي، وسد جزء من الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك.
40% حجم إنتاج الفول
وأوضح خبراء، عدم تأثر مصر بقرار الهند بشأن استيراد السكر، خاصة أن مصر تعتمد على البرازيل في استيراد السكر بنسبة تبلغ 92%، بينما يتم استيراد الباقي من من دول الاتحاد الأوروبي لسد احتياجات الأسواق.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم مصر بإنتاج حوالى 40% من احتياجاتها من الفول البلدي ، حيث بلغ الإنتاج في العام الماضي 125 ألف فدان، وذلك بمتوسط 190 ألف طن سنويًا، من جملة الاحتياجات الفعلية 480 ألف طن سنويًا، خاصة إن متوسط استهلاك الفرد من الفول يصل إلى حوالي 6 كيلو جرام سنوياً.
من جانبه قال الدكتور عبد النبي عبد المطلب الخبير الاقتصادي، إن مصر تحصل سنويا على نحو قصب السكر المنزرعة مليون طن تقريبا من السكر الأبيض المستخلص من قصب السكر، حيث تبلغ المساحة المزروعة من قصب السكر نحو خلال 340 ألف فدان، إضافة إلى 1.2 مليون طن سكر من البنجر، وبذلك تكون إجمالي الإنتاجية للمحصولين حوالي 2.2 مليون طن سكر.
وأوضح الخبير الاقتصادي ل الرئيس نيوز، إنه من المتوقع ارتفاع إنتاج سكر البنجر هذا العام ليصل إلى 1.7مليون طن، وبذلك نصل إلى ما يقرب من 90% من إجمالي الاستهلاك المحلى.
كما أكد الدكتور عبد النبى، إن البيانات تشير إلى أن استهلاك المصريين من السكر الأبيض يبلغ نحو 3 مليون طن، لافتاً إلى حصول مصر على احتياجاتها من البرازيل، ولذلك فقرار الهند لن يكون له تأثير كبير على سوق السكر فى مصر.
كذلك، أشار، إلى إنه بالنسبة لمحصول الفول فمصر تستورد جزء كبير من احتياجاتها تتراوح بين 60% إلى 80%، وهى نقطة فى منتهى الخطورة، وتحتاج بالفعل إلى دراسة.
وقال احمد موسى، خلال برنامجه على صدى البلد، أن بعض دول العالم في شرق أسيا طالبت مواطنيها بتقليل استهلاك السكر في الشاي، مردفا «أنا مش بقولكم اعملوا كده، أنا عن نفسي بحب الشاي وبشرب كتير».
وتابع موسى: أنا بطلت السكر منذ يناير الماضي، ودا كان قبل الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرًا إلى أن هذا شيء جميل جدا، مشيراً إلى أن علبة الفول التي كان سعرها 5 جنيهات ارتفعت إلى 13 جنيهًا، لافتا إلى أن طلب الفول ارتفع من 5 جنيهات على عربة الفول إلى 15 جنيهًا.