الاتحاد الأوروبي يتجه لخفض الاعتماد على الغاز الروسي بإمدادات من شرق المتوسط
تتجه دول الاتحاد الأوروبي، التي تسعى إلى خفض اعتمادها على الغاز الروسي بسبب الحرب في أوكرانيا قريبًا من الحصول على إمدادات من شرق المتوسط.
وكخطوة عملية أولى في هذا الاتجاه؛ وقع الاتحاد الأوروبي وإسرائيل ومصر أمس الأربعاء اتفاقًا لتصدير الغاز الطبيعي في مؤتمر للطاقة استضافته القاهرة، ومن المتوقع أن يتم إرسال الغاز الإسرائيلي إلى مصانع تسييل في مصر، ثم يتم شحنها شمالًا إلى الأسواق في أوروبا.
وقالت وزارة الطاقة الإسرائيلية، إنها ستسمح بتصدير كميات كبيرة من الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا لأول مرة، وبموجب الاتفاق سيشجع الاتحاد الأوروبي أيضًا الشركات الأوروبية على المشاركة في مناقصات التنقيب الإسرائيلية والمصرية.
وقال مسؤولون، إن صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا من المرجح أن ترتفع بموجب الاتفاق، لكن من المحتمل أن يستغرق الأمر عامين قبل أن يتم التوسع في هذه الشحنات، وبالفعل استورد الاتحاد الأوروبي حوالي 40٪ من احتياجاته من الغاز من روسيا العام الماضي، ومن المتوقع أن يظل مستهلك كبير للغاز حتى عام 2030 تقريبًا، وبعد ذلك ستسعى الدول الأوروبية إلى استخدام كميات أقل من الغاز، بهدف تحقيق حالة انعدام الانبعاثات بحلول عام 2050.
ووقعت مذكرة التفاهم وزير البترول المهندس طارق الملا، ووزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحراز، إلى جانب مفوضة الطاقة بالاتحاد الأوروبي قدري سيمسون.
ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرا لاين، التي شهدت التوقيع الاتفاق بأنه "خطوة كبيرة إلى الأمام في إمداد أوروبا بالطاقة"، مضيفة: "أرى ذلك كخطوة أولى تؤدي إلى اتفاقية على مستوى البحر الأبيض المتوسط، لأنني أرى أن إمدادات الطاقة، التي كانت في الغالب في الجزء الشمالي من الأرض، تتحول الآن نحو الجنوب والشرق العالميين".
وعلقت صحيفة واشنطن بوست على هذا التطور اللافت في مسيرة أوروبا لإيجاد بديل للغاز الروسي، وكانت أبرز ثمار هذا السعي اتفاقية ثلاثية للغاز الطبيعي في القاهرة، في الوقت الذي تسعى فيه أوروبا لتجميع استراتيجية للطاقة لتحل محل الإمدادات الروسية التي اعتمدت عليها منذ عقود، ونشرت أورسولا فون ديرا لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، تغريدة الأربعاء من القاهرة مع صورة التوقيع.
كانت إسرائيل قد وعدت في الأسابيع الأخيرة بتسريع إنتاجها من الغاز مع نمو الطلب وارتفاع الأسعار وهي تتطلع، بالتعاون مع دول الشرق الأوسط الأخرى، إلى البيع لأوروبا، التي كانت في السابق أكبر عميل للطاقة الروسية.
كما التقى رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت لمناقشة التعاون في مجال الطاقة، وأشار كلاوديو ديسكالزي رئيس شركة النفط الإيطالية العملاقة إيني، الشهر الماضي، إلى أن إيطاليا تهدف إلى الاستقلال التام عن الغاز الروسي بحلول شتاء 2024-2025.
وذكرت إيني يوم الأربعاء، إن شركة غازبروم الروسية المملوكة للدولة خفضت إمداداتها من الغاز لإيطاليا بنسبة 15 % منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير، وقعت إيطاليا اتفاقيات مع العديد من الدول الأفريقية المصدرة للطاقة، بما في ذلك مصر.
وتأتي اتفاقية التصدير يوم الأربعاء بعد يوم من إعلان شركة غازبروم الروسية المملوكة للدولة أنها ستخفض الطاقة الإنتاجية على خط أنابيب نورد ستريم- أكبر وصلة إمداد بالغاز إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 40 % بعد التأخيرات في الإصلاح والصيانة، مما يعزز بالفعل ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 15٪.