دولة صديقة.. كيف تتفاعل مجموعة السبعة مع موقف مصر من استيراد القمح الروسي؟
وثق موقع السفارة الأمريكية في القاهرة مواقف سفراء كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تجاه سعر القمح في الأسواق العالمية الذي وصل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، عند 160٪ من مستويات ما قبل الأزمة، وقال تقرير السفارة إن كل الدلائل تشير إلى تحديات أكثر صعوبة قادمة وإن حرب روسيا ضد أوكرانيا هي التي تعرض إمدادات الحبوب إلى العالم للخطر.
وبالتالي، فإن الحل لهذه الأزمة الفورية هو حل بسيط: تحتاج روسيا إلى وقف حربها ضد أوكرانيا وسحب قواتها من أوكرانيا على الفور، ومضى التقرير في القول: "يمكن رؤية سبب أزمة الحبوب بسهولة في كل حقل قمح دمرته القنابل، وقتل المزارعين، وأغلقت الطريق أمام كل سفينة حبوب في موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، وبسبب الحرب الدائرة، ستنخفض غلة هذا الموسم في أوكرانيا بنسبة 50 في المائة وقد لا يتمكن المزارعون الأوكرانيون من زراعة القمح الشتوي كما تم منع تصدير عشرين مليون طن من الحبوب الموجودة من أوكرانيا إلى دول حول العالم، بما في ذلك مصر.
وتشير تقارير موثوقة إلى اشتراك أطراف دولية في سرقة القمح الأوكراني أو شراء القمح المسروق، الذي يتم نقله من أوكرانيا على الرغم من أنه مخصص للبلدان التي هي في أمس الحاجة إلى واردات القمح، علاوة على قرار روسيا نفسها بإيقاف صادراتها من العديد من أنواع الحبوب بسبب الحرب وقررت فقط إطعام "الدول الصديقة"، مما أدى إلى تفاقم الوضع أكثر، وأعرب السفراء عن أسفهم لتحويل القمح إلى سلاح في الحرب وبالتالي تهديد العالم بالجوع.
وتابع السفراء: "بغض النظر عما قد يقوله المسؤولون الروس بشأن التعاون مع مصر، فلا يمكنهم تبرير المصاعب التي تسببها هذه الحرب العدوانية في مصر كما لا يمكن لروسيا أن تصرف الانتباه عن العواقب المالية للحرب التي تهدد ازدهار المصريين وسبل عيشهم".
وقلل السفراء من أهمية الإعلان عن سفينة أو سفينتين من الحبوب متجهة إلى مصر، لكن هذا يوضح فقط أن صادرات الحبوب أوقفت في المقام الأول، وثمة تهديد ضمني وراء ذلك هو دعم الدول "الصديقة" مع معاقبة منتقدي الحرب ويعتبر الأمن الغذائي والتغذية من المنافع العامة، ولا ينبغي استخدام الجوع كسلاح ضد الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك في القارة الأفريقية.
وتلقي روسيا باللوم على العقوبات التي فرضتها دول مجموعة السبع وغيرها في التسبب بشكل مباشر في أزمة الغذاء الوشيكة، وأنكر السفراء هذا الرأي الروسي معتبرين إياه غير صحيح، وأوضحوا أن عقوباتهم تستهدف المسؤولين عن الحرب وتستثني الإمدادات الغذائية والسلع الزراعية والسلع الإنسانية والطبية الأخرى، ودافعوا عن العقوبات كوسيلة لوقف آلة الحرب الروسية، التي تسبب أزمة الغذاء العالمية.
بدأت دول أوروبية مجاورة مثل رومانيا وبولندا مبادرة للإنقاذ من خلال نقل الحبوب براً، كما فعلت في مناقصة القمح المصري الأسبوع الماضي ولكن مع وجود سعة أقل بكثير وبتكلفة أعلى، فإن هذا مجرد حل مؤقت والحقيقة هي أن السفن الحربية لا تزال تغلق الموانئ الأوكرانية، حيث تنتظر ملايين الأطنان من القمح التصدير.
وأضاف السفراء: "تقف مجموعة السبع إلى جانب التزامها بدعم مصر خلال هذه الأزمة التي سببتها الحرب كما نعمل على تعزيز تعاوننا مع مصر لمواجهة هذه الأزمة، من خلال زيادة الدعم لأنشطة برنامج الأغذية العالمي في مصر، أو الأطر الإقليمية مثل التحالف العالمي للأمن الغذائي أو بعثة الصمود في مجال الأغذية والزراعة أو دعم الحكومة المصرية من خلال المساعدة الثنائية مثل مرفق الغذاء في الاتحاد الأوروبي والأطر الوطنية، ونحن نتشاور عن كثب مع مصر والشركاء الإقليميين الآخرين بشأن هذه الأزمة، على سبيل المثال في الحوار المتوسطي حول أزمة الأمن الغذائي الذي عقد في روما الأسبوع الماضي، دعوة وزير الخارجية الأمريكية بشأن الأمن الغذائي العالمي للعمل الوزاري في 18 مايو في الولايات المتحدة ثم زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية السيدة فون دير لاين إلى القاهرة أو مؤتمر الاتحاد من أجل الأمن الغذائي العالمي المرتقب في برلين.
مثلما تشارك الحكومة المصرية بنشاط في تأمين شحنات القمح والمواد الغذائية الأخرى، تعمل دول مجموعة السبع على إبقاء الأسواق الزراعية العالمية مفتوحة، وقال السفراء: "نحن ندعم أوكرانيا في إنتاج وتصدير المواد الغذائية للمساعدة في تخفيف الأزمة ومن خلال هذا نقف أيضًا إلى جانب شعب مصر".
وأشاروا إلى أن تجنب هذه الأزمة ممكن فقط من خلال ممارسة كل تأثير ممكن على روسيا لتجنب الجوع العالمي.