رئيس وزراء إسرائيلي يزور الإمارات بالتزامن مع تعثر مفاوضات النووي الإيراني
سلطت صحيفة نيويورك تايمز الضوء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للإمارات وسط توترات مع إيران، وقالت الصحيفة إن رحلة نفتالي بينيت هي محاولة لترسيخ قدميه في مجال السياسة الخارجية وتوفر، في الوقت نفسه، بعض الإلهاء عن مشاكله السياسية الداخلية، وقام رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت برحلة سريعة إلى الإمارات العربية المتحدة، أمس الخميس، في أحدث تطور يهدف لتعزيز التحالف بين البلدين والجبهة الموحدة ضد إيران وسط تصاعد التوترات بشأن طموحات طهران النووية.
جاءت الزيارة، التي التقى خلالها بينيت برئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعد أكثر من أسبوع بقليل من توقيع إسرائيل والإمارات لاتفاقية تجارة حرة واسعة النطاق، وهي علامة أخرى على تعميق العلاقات بين إسرائيل وبعض الحكومات العربية بعد عقود من العزلة في المنطقة، وأقامت إسرائيل والإمارات علاقات دبلوماسية كاملة قبل أقل من عامين بوساطة من إدارة ترامب، أدى هذا الاختراق إلى تحالف إقليمي أوسع نتج عنه اتفاقيات دبلوماسية مع البحرين والمغرب.
وقعت إسرائيل معاهدات سلام مع مصر والأردن منذ عقود، ولكن في حين استمرت العلاقات الأمنية، أدى عدم إحراز تقدم في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى إحباط تطبيع العلاقات بين إسرائيل وتلك الدول العربية وعلى النقيض من ذلك، كانت علاقة إسرائيل بالإمارات العربية المتحدة أكثر دفئًا وودية بشكل ملحوظ وبعد سنوات من العلاقات الهادئة وغير الرسمية، أصبحت الصفقات التجارية مفتوحة، وتعبر رحلات جوية مباشرة متعددة يوميًا بين تل أبيب ومدن في الإمارات العربية المتحدة وقضى مئات الآلاف من الإسرائيليين إجازاتهم في دبي.
وأثناء مغادرته إسرائيل، قال بينيت إنه ذاهب إلى أبو ظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة، للتعبير عن تعازيه وتعازي الشعب الإسرائيلي في وفاة الشيخ خليفة بن زايد، رئيس الدولة، ووصف بينيت الشيخ محمد بأنه "رجل ذو رؤية وقائد شجاع"، وقال: "اليوم، معًا، سنأخذ الرابطة الخاصة التي تم نسجها بين بلداننا إلى المستوى التالي - من أجل النمو والأمن لشعبينا ".
كما أشار بينيت إلى الملف النووي الإيراني، وهو أحد العوامل الرئيسية التي يقوم عليها التحالف الإسرائيلي الإماراتي، وأشاد بقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي انتقد فيه إيران لافتقارها إلى الشفافية في برنامجها النووي وقال بينيت: "نرى في هذا القرار كشف لا ريب فيه لأكاذيب ونفاق إيران بشأن القضية النووية وبشكل عام نرى هنا موقفاً حازماً من دول العالم فيما يتعلق بالتمييز بين الخير والشر، فهي تعلن بوضوح أن إيران تخفي الحقائق ولن نتوانى عن الرد على ذلك".
وتصر إيران على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية وخلال زيارة إلى إسرائيل الأسبوع الماضي، التقى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل م. جروسي، برئيس الوزراء بينيت وأعرب عن "قلقه العميق إزاء استمرار تقدم إيران نحو امتلاك أسلحة نووية، بينما يخدع المجتمع الدولي باستخدام معلومات كاذبة وأكاذيب".
وتعثرت المحادثات لتجديد اتفاق دولي لكبح الأنشطة النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات، وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران تخطط لتكثيف تخصيب اليورانيوم كما أدى مقتل العديد من الضباط العسكريين في إيران مؤخرًا إلى زيادة التوترات بين إيران وإسرائيل، اللتين تشنان منذ سنوات حربًا تخريبية واغتيالات سرية ضد بعضهما البعض، وقال مكتب بينيت إن زيارته إلى أبوظبي جاءت بدعوة من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وأنهما ناقشا مختلف القضايا الاقتصادية والإقليمية وكان هذا هو الاجتماع الثالث بينهما في الأشهر الأخيرة، والأول منذ تولي الشيخ محمد الرئاسة ويوم الخميس، التقيا على انفراد لمدة ساعتين تقريبًا في قصر الرئيس، ثم أقيم غداء عمل مع أعضاء وفودهما، وفقًا لمكتب بينيت.