في ذكرى النكسة.. عبدالناصر أبلغ القوات بالهجوم الإسرائيلي قبله بثلاثة أيام
قال المؤرخ خالد فهمي، إن مصر حتى الآن تدفع فاتورة ما حدث في 5 يونيو 1967؛ إذ أوضح أن دورها في مواجهة إسرائيل تراجع، وكذلك في قيادة الأمة العربية، موضحًا في مقطع مصور له، إن مصر فعليًا استردت كامل أراضيها المحتلة في سيناء، لكن قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية والجولان السورية، ظلوا محتلين من إسرائيل.
لفت فهمي إلى أن العدوان الإسرائيلي، على مصر لم يكن مفاجئًا للقيادة المصرية، فقد اجتمع عبد الناصر بقادة الجيش في مقر القيادة العامة للجيش في مدينة نصر، في 2 يونيو 1967، وقال إن "الحسابات الدقيقة تؤكد أن إسرائيل ستشن هجومًا جويًا على مصر خلال يومين أو ثلاثة، وتحديدًا في 5 يونيو المقبل".
يقول فهمي إن مصر كانت قادرة على زرع عيون لها في جميع المناطق المحيطة لإسرائيل، ففي الضفة الغربية الأردنية، كان قائد الفرقة المصرية هناك هو الجنرال عبد المنعم رياض، ويقول: "كانت هناك إشارات قادمة من منطقة عجلون من الأردن، لكن المخابرات الحربية فشلت في تسلمها؛ فقد كان وقتها عبد المنعم رياض هو قائد الجبهة الأردنية، وبالفعل أرسل في تمام الساعة 7:45 صباح يوم 5 يونيو إشارة تفيد بتدفق طائرات إسرائيلة حربية إلى الجهة المصرية، وقام بإرسال الرسالة المتفق عليها وكانت (عنب عنب عنب)، لكن المخابرات الحربية فشلت في تلقي الرسالة؛ لأنه تم تغيير الشفرة قبلها بيوم"، لافتًا إلى أن الإشارة لو أنه قد تم استلامها لكانت القاهرة قادرة على رفع درجة الاستعداد قبل الهجوم بساعة.
يتابع الدكتور خالد فهمي: "كان هناك إشارة أخرى، من منطقة أم بسيس، جاءت في تمام الساعة 7:30 تفيد بأن المدرعات الإسرائيلية في طريقها لاختراق الحدود المصرية، لكن الرسالة فشلت في الوصول، موضحًا أن مصر لو استلمت الرسالة لكان لديها الوقت الكافي للاستعداد للهجوم.
يوضح المؤرخ المصري إلى أن الرئيس عبد الناصر قال في خطاب التنحي، "انتظرناهم من الشرق لكن جولنا من الغرب"؛ في إشارة إلى أن الهجوم الإسرائيلي جاء من حاملة طائرات أمريكية أو بريطانية في البحر المتوسط.
يعود المؤرخ خالد فهمي إلى كتاب "الانفجار"، للكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، والذي وصفه بـ"الكتاب المهم"، ولفت إلى أن هيكل كان يقول إن عبد الناصر تعرض لمؤامرة كبرى من أمريكا من جهة، والقوى الرجعية في المنطقة من جهة ثانية، ومنتفعين من الداخل، من جهة ثالثة؛ للإطاحة به؛ لكونه لعب دورًا كبيرًا في دعم حركات التحرر الوطني، وأفكاره التقدمية، وأن خيوط تلك المؤامرة كشفتها مراسلات أمريكية، وكانت تحت مسمى "اصطياد الديك الرومي".