عمرو الليثي: نحتاج إلى تعزيز الوعي بالمواطنة في الممارسات الإعلامية
شارك الدكتور عمرو الليثي رئيس اتحاد الإذاعات الإسلامية، بالمؤتمر الرابع لمنظمة التعاون الإسلامي حول "الوساطة تجارب وآفاق" والذي تنظمه وزارة الخارجية السعودية بالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدة، وانطلقت فعالياته على مدار يومين بمشاركة دولية واسعة.
وأكد "الليثي"، خلال كلمته أن الخطاب الإعلامي الديني يحتاج في هذه المرحلة التي تعاني من وجود صورة مغلوطة للإسلام وترتب على هذه الصورة ما يعرف " بالإسلاموفوبيا" أو الخوف من الإسلام إلى الحوار الموضوعي والصياغة الموضوعية وتعزيز الوعي بالمواطنة في الممارسات الإعلامية، وأيضا تأهيل الإعلاميين في صياغة الرسالة الإعلامية التي تعمل على تعزيز ونشر قيم التسامح ونشر المنهج الوسطي.
وذكر رئيس الإذاعات الإسلامية، أن الخطاب الإعلامي الديني تحديداً له محددات وله مقومات ويجب أن يكون هناك مقومات لمقدم البرامج الدينية حتى يستطيع أن يصل بالرسالة المنشودة للجمهور بكل فئاته، ويحتاج الإعلامي العامل في قضية وفي مسار الخطاب الإعلامي الديني تحرير المفاهيم فماذا يعنى الجهاد؟، وماذا يعنى تطبيق الشريعة الإسلامية؟، وماذا يعنى قبول الإسلام للآخر؟، وماذا يعنى رحمة الإسلام بالناس جميعاً؟، كيف يتجسد قوله تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، هذه الرحمة ليست خاصة بالأنس فقط بل هي تشمل كل الوجود وليست خاصة بالمسلمين دون غيرهم بل هي تشمل المسلمين وغير المسلمين.
وأضاف: "وماذا يعنى الجهاد؟، فكيف يجاهد الإنسان هوى نفسه؟، وكيف يجاهد بالكلمة الطيبة التي تؤتي ثمارها؟، وكيف يقدم نموذج للداعي؟، كيف يدعو إلى دينه بسلوكه وبأخلاقه باعتبار أن الإسلام ليس كما يتوهم البعض أو كما يروج أعداء الإسلام أنه أنتشر بالسيف بل أنه أنتشر بالأخلاق الحسنة".
وقال: "إننا نرى كيف أن أكبر دولة مسلمة الآن في العالم هي إندونيسيا، ودول جنوب شرق أسيا كيف وصل إليها الإسلام؟، من خلال التعامل الحسن للتجار الذين وصلوا هناك من حيث الصدق وعدم الغش والالتزام بالخلق الحسن الذي اتصف به النبي صل الله عليه وسلم".
وأشار "الليثي" إلى أن هناك العديد من التحديات التي تواجهه العالم الإسلامي في هذه المرحلة سواء كانت تحديات اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية لكن بالتكاتف والاعتصام بالله والاستماع الى كلام العلماء العارفين والعلماء المهتمين ببيان مشاكل الناس ووضع الحلول لها اعتمادا على كتاب الله والسنة من خلال الغوص في هذه النصوص الشرعية، والبحث عن مقاصد الشارع الكريم في درء المفاسد عن الناس جميعا على اختلاف أديانهم وألوانهم وأجناسهم ولغاتهم وفي جلب المصالح لهم".
وأختتم كلمته قائلًا: "الداعية أو العالم يجب أن يكون ملماً بالشريعة الإسلامية مطلعاً على الواقع الذي يعيش فيه، فهناك فقه واقع لابد أن يلم به الداعية حتى يكون ابن عصره ويتحدث مع الناس بلغتهم أي بطريقة تفكيرهم وإفهامهم حتى ينزل لمستوى الإنسان الذي يخاطبه حتى يعلمه حقيقة الإسلام الذي لم يجئ ليشقى الناس به وإنما جاء حتى يسعد الناس في الدنيا وفي الآخرة" .
يذكر أن مؤتمر «الوساطة تجارب وآفاق» يهدف إلى تعزيز دور منظمة التعاون الإسلامي في مجال السلم والأمن الإقليمي والعالمي وخلق آليات جديدة للوساطة من خلال ما يتوفر لديها من إمكانات وقدرات على حل النزاعات.