بلومبرج: قيود المركزي على الاستيراد خفضت من أرباح شركات القطاع الخاص
ذكر تقرير لوكالة بلومبرج أن أوضاع الشركات الخاصة في قطاع الاقتصاد غير النفطي بمصر استمرت في التدهور خلال مايو، بسبب التأثير المجمع للقيود الجديدة التي فرضتها الحكومة على الاستيراد وارتفاع الدولار الأمريكي لتمتعه بالقوة لأسباب عالمية عديدة علاوة على الضغوط التضخمية التي أدت إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية العالمية ومن ثم تضافرت كل هذه العوامل لتؤدي في نهاية المطاف إلى تراجع النشاط في القطاع الخاص وخفض إنتاجيته.
وأشار التقرير إلى قرار البنك المركزي في أواخر مارس بتحريك سعر الفائدة وتأثير ذلك على العملة المصرية، التي ظلت مستقرة لما يقرب من عامين، بأكثر من 15٪ الجنيه، كما رفع المركزي أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ عام 2017، ثم أقر زيادة أخرى بمقدار 200 نقطة أساسية في مايو.
وقال ديفيد أوين، الخبير لدى ستاندرد آند بورز جلوبال إن ارتفاع الدولار مقابل الجنيه أضاف أيضًا إلى "عبء أسعار السلع المرتفعة بشكل لا يصدق بسبب الحرب في أوكرانيا والآثار المستمرة لجائحة كوفيد-19".
وتابع "مع تدهور الأوضاع ، تراجعت ثقة الأعمال إلى ثاني أدنى مستوى لها على الإطلاق في مايو ، مما يشير فقط إلى تفاؤل معتدل بزيادة النشاط خلال العام المقبل".
وعلق أوين إن الارتفاع الأخير "سيجعل شركات القطاع الخاص أكثر حرصًا على خفض الإنفاق والاستثمار حتى تصل موجة التضخم الحالية إلى ذروتها تمهيدًا لانكسارها"، وانخفضت طلبات المصانع الجديدة بأسرع إيقاع لها فيما يقرب من عامين وتسارع تضخم تكلفة مدخلات الإنتاج والخدمات إلى أعلى مستوى في ستة أشهر، وفقًا لدراسة مسحية إحصائية لمديري المشتريات أجرتها شركة ستاندرد آند بورز جلوبال.
وخلصت الدراسة المسحية إلى أن إجراءات طلب الحكومة المصرية لخطابات الاعتماد كشرك لجلب السلع المستوردة أدى إلى تأخيرات في الجمارك، مما تسبب في إطالة فترات انتظار مدخلات الإنتاج والخدمات للشهر السابع ومن ناحية أخرى، ذكر التقرير إن الحظر المفروض على بعض المنتجات الأجنبية في أبريل، بسبب مشكلات الاعتماد، "ترك العديد من الشركات عالقة في دائرة البحث عن بدائل وتضطر إلى تقليص نشاطها على المدى القصير".
في حين ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز جلوبال لمديري المشتريات في مصر إلى 47 مقارنة بالقراءة السابقة 46.9 في أبريل، إلا أنه ظل أقل من 50 علامة التي تفصل بين النمو والانكماش للشهر الثامن عشر على التوالي.