الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

اغتيال شيرين أبو عاقلة يشعل فتيل العنف الإسرائيلي الفلسطيني داخل جنين المحتلة

الرئيس نيوز


بعد مرور نحو شهرين من موجة العنف المتجددة في جنين شمال الضفة الغربية، الأخيرة، التي  كانت هادئة نسبيًا لما يقرب من خمسة عشر عامًا قبل تفشي وباء كوفيد-19 وأن المدينة استفادت بشكل كبير من السياحة والاستثمار العربي الإسرائيلي، فقد تكون تجربة المدينة في إدارة الصراع على وشك الوصول إلى محطتها.

 وذكر تقرير لموقع ذي ناشيونال إنترست الأمريكي أن الاغتيال المأساوي لمراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في جنين جعل هذه المدينة مرادفة مرة أخرى للعنف الإسرائيلي الفلسطيني.

 ولم يعرف بعد ما إذا كانت الرصاصة التي قتلت الصحفية البارزة أطلقت من سلاح إسرائيلي أم فلسطيني حتى الآن ومع ذلك، حتى لو تم حل هذا اللغز، فلن يؤدي ذلك إلى عكس عملية انتقال المدينة التي كانت مسالمة في يوم من الأيام إلى نقطة محورية للمنظمات المتشددة التي تتنافس على المكانة بينما تنتظر الزوال الحتمي للرئيس الفلسطيني محمود عباس.   

وأضاف التقرير: "تعتبر جنين معقل "المقاومة" الفلسطينية في الضفة الغربية، في الماضي والحاضر. وهي بمثابة مركز للعديد من المنظمات التي صنفتها الولايات المتحدة كمنظمات إرهابية بالمعايير الأمريكية، وخلال الانتفاضة الثانية، من عام 2000 إلى عام 2005، استخدمت جنين كنقطة انطلاق لتنفيذ العديد من التفجيرات داخل المدن والتجمعات الإسرائيلية وبسبب الهجمات المتكررة التي انطلقت من الضفة الغربية في عام 2002، وأذنت الحكومة الإسرائيلية لقوات الدفاع الإسرائيلية بدخول جنين كجزء من عملية عسكرية واسعة لإزالة التهديد، و بالنسبة للفلسطينيين، تركت المعركة ذكريات مقاومة فاعلة وكانت جنين ساحة القتال الوحيدة لإلحاق أضرار حقيقية بالجيش الإسرائيلي ولكن صور الدمار في موقع الكمين كان لها أيضًا تأثير طويل المدى، وكذلك فقدان العديد من المقاتلين والقادة.

حددت هذه الصدمة سمعة جنين، لكن الأحداث التي لا تُنسى دفعت بالمدينة نحو حياة أكثر سلامًا وفي عام 2005، انسحب الإسرائيليون من أربع مستوطنات في الضفة الغربية في منطقة جنين، وهو نفس أسبوع الانسحاب الإسرائيلي الأكثر دراماتيكية من قطاع غزة وجعلت جنين المدينة الرئيسية الوحيدة في الضفة الغربية التي ليس بها وجود حقيقي للمستوطنين في ضواحيها المباشرة، وبالتالي فإن غياب المستوطنات غيّر تماما طابع الوجود العسكري الإسرائيلي، وأدى هذا، إلى جانب المشاركة الأمريكية والأوروبية المكثفة في تدريب قوة الشرطة الفلسطينية المحلية، إلى جعل جنين موقع نشأ فجأة كمركز ومعقل للهدوء على مدار خمسة عشر عامًا تقريبًا، مدعومًا بتدفق هادئ من العرب الإسرائيليين عبر الخط الأخضر قادمون إلى جنين للتسوق والاستثمار والقيام بأعمال تجارية.

بدأ كل هذا يتفكك مع عمليات الإغلاق الوبائي في عام 2020 والتنافس الداخلي المتنامي بين مختلف الفصائل الفلسطينية المسلحة التي تستعد لمعركة خلافة حتمية في السلطة الفلسطينية، حيث يختتم عباس عقده التاسع ويبدأ عامه الثامن عشر من أربع سنوات في المنصب وأدى الصراع في غزة في مايو من العام الماضي إلى تسريع العودة إلى العنف.

وأدى هروب ستة مسلحين من سجن في شمال إسرائيل، على الجانب الآخر من خط جنين، إلى حشد المقاتلين في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية وأخيرًا، أسفرت عمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية طوال عام 2021 عن عدد كبير بشكل غير عادي من القتلى العسكريين ودفعت هذه الوفيات المنظمات الفلسطينية في جنين إلى إعادة تنظيم وإنشاء غرفة عمليات مشتركة للرد على غارات الجيش الإسرائيلي بشكل أكثر فعالية وكانت النتيجة زيادة ملحوظة في الاشتباكات مع قوات الجيش الإسرائيلي.