الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

من 5 إلى 7 سنوات.. مدير "سد النهضة" يفجر مفاجأة بشأن مدة الملء

سد النهضة
سد النهضة

في ظل التوقف التام لمفاوضات سد النهضة بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، تواصل أديس أبابا أعمال تعلية السد لإتمام عملية الملء الثالث خلال شهر أغسطس المقبل، دون الالتفات إلى الاعتراضات المصرية السودانية، مما يمثل تعنتًا واضح من الجانب الإثيوبي.

تصريحات مثيرة لمدير سد النهضة

اعترف مدير سد النهضة الإثيوبي كيفلي هورو، بأنه قد تكون هناك آثار جانبية لبناء السد على دولتي مصر والسودان، مشيرا إلى أنه لا يستطيع إنكار ذلك، ولكنها آثار جانبية تكون خلال فترات الملء فقط، ولكن في أوقات التشغيل الاعتيادية ما يدخل من مياه هو نفسه ما يخرج منها.

وذكر مدير سد النهضة، خلال حوار مع قناة العربية، أن إثيوبيا تقوم بتنفيذ المشروع والملء على مراحل لمراعاة شئون الدول الأخرى وهى الضمانات المتوفرة لدينا .

اتهام لمصر والسودان

وردًا على تصريحات مصر بأنه يهدد أمنها المائي، قال إن السد عبارة عن محطة مائية لتوليد الكهرباء، أي يحول المياه المتدفقة إلى طاقة حركية وكهربائية، وأن ما يدخل من مياه يخرج فورًا، ولذلك ما يحدث هو لغط من مصر والسودان، ولا تعدو سوى شائعات سياسية لرغبتهم في استخدام المياه وحدهم والاستحواذ على الموارد.

وبالنسبة للسودان، صرح: "خلال عملية الملء قد يكون هناك تأثير طفيف لكنه بسيط، لكن عندما يتم إتمام الملء النهائي لن تتواجد أي تأثيرات، والمكان مخصص لكمية محددة تقدر بـ 74 مليار متر مكعب من الميا، وسيتم الملء وفق الاتفاق المبدئي من 5 الى 7 سنوات، وبعدها سيكون الوارد من المياه مساوى للكمية التي تخرج، وبالتالي فإننا لن ننقص متر مكعب واحد من المياه ".

وأشار: "هناك خلط بين تشييد السد وملئه فكلاهما مختلفان،  الملء يتم وفقًا لكمية الحجز المتفق عليها وهي نقاط خلاف حتى الآن، وسيتم  تفريغ الكميات المتبقية من خلال المنافذ السفلية ومرافق التوليد الأخرى قبل حلول موسم الأمطار التالي، كما أنه بسبب الأنانية المفرطة هم يريدونها لهم فقط، والله أنعم علينا بهذه المياه، لكن يسلبون حقنا فيها ولا يردوننا أن نستفيد منها وهذا ليس من العدل ولن نسمح به ".

إنتاج الكهرباء

قال مدير سد النهضة الإثيوبي، إن الأرقام الحقيقية هي التي تعكس طاقة المولد الفعلي وهى 375 ميجا وات وهى الطاقة القصوى عند وصول السد إلى أعلى ارتفاع، وأنه بغض النظر عما يقال من هنا وهناك، فنيًا الوضع مختلف لأن السد يتم تشييده بالتدريج وبالتالي فإن علوه يزداد على مراحل .

وأوضح: "كانت النية أن نبدأ في التوليد عندما يصل السد المركزي إلى 60 متر على مستوى الأرض ثم سنزيد الطاقة مع زيادة الارتفاع، لأن المشروع الذي أطلقناه بقدرة 375 ميجا وات لكننا لن نصل إلى تلك الطاقة إلا عند وصول السد إلى ارتفاع الحد النهائي له وإتمام الإنشاء.

إتمام تركيب المولد الأول والثاني يدخل الخدمة قريبًا

وذكر أن المولد الأول في السد يعمل فعليا ومتصل الآن بالشبكة القومية للكهرباء عبر خط 500 كيلو وات ، وأخر  400 كيلو فولت، وبالتالي آيا كان المصدر فكل ما يتم توليده سيغطى الشبكة القومية، والطاقة التي تخرج من السد ليست بمحطه مستقلة ولكنها جزء من الشبكة القومية وتغذى مختلف مناطق الدولة، مشيرًا إلى أن التصميم الأولى كان يهدف إلى تشغيل السد بمولدين، وهى تسمى توربينات الجيل البدائي، معلنًا دخول التوربين الثاني الخدمة خلال عدة أسابيع وذلك بعد إتمام تجميع المواد وتركيبه وتجربته.

أسباب تأخير تنفيذ السد

قال إن إجمالي الطاقة من السد وما سيتم توليده هو 15760 جيجا وات وهو كبير بالطبع والأعلى على الصعيد الدولي، لأن هذا مشروع ضخم كأي مشروع عالمي وقد يستغرق سد النهضة ما بين 8 إلى 10 سنوات، حيث كانت الخطة في البداية أن يتم إنجازه خلال أربعة سنوات، وهي بالنسبة لي كمختص تقدير مبالغ فيه، فالمشروع ضخم بالغ التعقيد مضيفًا: "نزيد تدريجيًا من منسوب المياه خاصة أنه مختلف عن التشييد التقليدي للسدود، وأيضًا نقوم بالتشييد وفى ذات الوقت نقوم بتوليد الطاقة وهو ما يجعل العملية معقدة".

كما أوضح، أن جزء كبير من التأخير في التنفيذ يعود إلى إعطاء المشروع إلى متعهد، كما أن استراتيجية الحكومة السابقة كانت خاطئة واحتاجت التصحيح، لذلك جئنا بخبراء ومختصين لإكمال المشروع .

عامل يتوقف عليه إنجاز الملء

من جانبه قال الدكتور عباس شراقي أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، إن إثيوبيا لا تعلم إلى أي مدى سوف يصل ارتفاع الممر الأوسط كما حدث العامين الماضيين، مشيراً إلى أنها تأمل في تكملة التخزين الذي كان مستهدفًا خلال العامين الماضيين للوصول إلى 18,5 مليار متر مكعب من المياه.

وأوضح أستاذ الموارد المائية لـ "الرئيس نيوز"، أنه لا يوجد اتفاق فعلي حول التخزين، لذلك فكلام مدير المشروع حول إنجاز الملء من ٥ إلى ٧ سنوات يتوقف على مدى الإنجاز في معدلات الأنشاء في السد، لأننا في السنة الثالثة الآن ولم يتم التخزين وفقاً للمعدل المعلن عنه من قبل وهو 18,5 مليار متر مكعب.

وأشار "شراقي"، إلى عدم التأكد من كمية التخزين الفعلية خلال موسم الفيضان المقبل، لأنه يتوقف على مدى التقدم في الأعمال الهندسية، ومن الممكن أن تصل مدة التخزين بهذا الوضع إلى 7 سنوات أو أكثر من ذلك في حالة بطء معدلات التعلية الهندسية بالسد.

مصر الأكثر تضررًا

من جهته أكد الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والري الأسبق، أن جميع الشواهد على أرض الواقع تؤكد نية إثيوبيا في إتمام عملية الملء الثالث لسد النهضة، وهو ما يظهر جلياً في مواصلة أعمال التعلية للممر الأوسط رغم عدم الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم بين الدول الثلاث حول قواعد الملء والتشغيل، خاصة أثناء سنوات الجفاف والجفاف الممتد.

وأوضح وزير الموارد المائية والري الأسبق لـ «الرئيس نيوز»، أنه لا توجد أية بوادر لحل الأزمة قريباً، ولا يلمس شيئا على أرض الواقع، كما أنه يتم استغلال بعض التصريحات غير العلمية هنا من الطرف الأثيوبي لاستمرار التعنت وأعمال التعلية، لافتًا إلى عدم وجود أي أمل للحل، وتنفيذ ما ورد في إعلان المبادئ من توصل لاتفاق حول قواعد وملء تشغيل هذا السد وبما لا يسبب أضرار جسيمة بدولتي المصب مصر والسودان.

وذكر الدكتور نصر الدين علام، أن مصر الأكثر تضررًا من إتمام عملية الملء الثالث باعتبارها أخر مسار النيل الأزرق، وتأخذ السودان حصتها كاملة أثناء المرور وما يبقى يصل لمصر، وبالتالي ستكون مصر هي المتأثرة مباشرة بأطماع إثيوبيا في ظل استمرار التعنت وأعمال التعلية.

وأكد وزير الموارد المائية والري الأسبق، عدم وجود أية بوادر إثيوبية أو موقف معتدل وإنهاء التعنت والتوصل إلى حلول نهائية، مشيراً إلى أن هناك تحركات مصرية لا أعلم ماهيتها في سبيل الوصول إلى إنهاء الأزمة، لعدم التأثير على حصتنا المائية.