تستهدف فيلق القدس.. سياسة جديدة للموساد تجاه إيران
وسعت إسرائيل نطاق حربها السرية لتستهدف القوات الإيرانية خارج سوريا، ولكنها قد تحتاج إلى استهداف البرنامج النووي بشكل سري، وكان حادث اغتيال ضابط إيراني في طهران هذا الأسبوع هو دليل آخر على اختراق إيران من قبل الموساد الإسرائيلي والاستخبارات العسكرية.
ويبدو أن اغتيال العقيد حسن صياد خدائي في العاصمة الإيرانية في وضح النهار، والذي نُسب إلى الموساد، يشير إلى نقطة تحول في سياسة إسرائيل تجاه إيران، وخاصة الموساد، وحتى وقت قريب، كانت جميع الضربات منسوبة إلى جواسيس إسرائيل، باستثناء عملية واحدة، ضد علماء نوويين إيرانيين، كما نُسبت عمليات التخريب ضد المنشآت النووية الإيرانية إلى الموساد والاستثناء كان اغتيال أبو محمد المصري في أغسطس 2020 في طهران أيضًا وفي وضح النهار، وتم الإبلاغ عن مقتله بعد حوالي ثلاثة أشهر فقط.
أبو محمد المصري، واسمه الحقيقي عبد الله أحمد عبد الله، كان ناشطا بارزا في تنظيم القاعدة متورطا في هجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة في الصومال وفي تفجيرات 1998 لسفارتي الولايات المتحدة في نيروبي، كينيا، ودار السلام، تنزانيا، التي أودت بحياة 224 شخصًا، بمن فيهم أمريكيون، وفي السنوات التي سبقت اغتياله، وجد المصري مأوى له في إيران، حيث تمتع، مثل عدد قليل من مساعدي ونشطاء أسامة بن لادن، بحماية الحرس الثوري الإيراني وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
قال مسؤولو المخابرات الأمريكية إن إدارة ترامب طلبت مساعدة إسرائيل في قتل المصري، وعرض مكتب التحقيقات الفيدرالي 10 ملايين دولار للحصول على معلومات تؤدي إلى اعتقاله، وأطلق مسلحان يستقلان دراجة بخارية النار على سيارته فقتلوه هو وابنته البالغة من العمر 27 عامًا.
ووفقًا للتقارير الصحفية، فإن طريقة الاغتيال هذه شائعة لدى الموساد وتم استخدامها ضد العلماء النوويين الإيرانيين، على الرغم من أن الموساد لم يخترعها واستخدمت أجهزة مخابرات أخرى الدراجات النارية، كما استخدمها مجرمون، بينهم إسرائيليون، وكان الضابط الذي اغتيل هذا الأسبوع من كبار مساعدي قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني، الذي قتله الأمريكيون في مطار بغداد في يناير 2020 بعد عودته من دمشق؛ وجاء الأمر من الرئيس آنذاك دونالد ترامب وفقًا لرئيس المخابرات العسكرية السابق، تامير هايمان، قدمت إسرائيل دعمًا استخباراتيًا لضربة الطائرات الأمريكية بدون طيار.
وشارك الضابط الإيراني في القتال ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، لكن من المفترض أن هذا لم يكن سبب اغتيال إسرائيل له، فقد كان ناشطًا في وحدة 840 التابعة لفيلق القدس، المسؤولة عن العمليات الخارجية، ومنذ اندلاع الحرب الأهلية السورية في مارس 2011 زرع متفجرات بالقرب من الحدود الإسرائيلية في هضبة الجولان وخطط لهجمات ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في الجنوب.
وكانت آخر عمليات الخلية التي شارك فيها محاولة اغتيال القنصل الإسرائيلي في تركيا وتم الكشف عن خطته من قبل الموساد الذي اختطف ضابطا متعاونا مع الحرس الثوري في طهران واستجوبه لساعات في شقة سرية، واعترف بالتخطيط لاغتيال القنصل والصحفي الفرنسي والجنرال الأمريكي، وفي خطوة مفاجئة، أطلق سراحه بعد استجوابه، لكن الموساد حرص على نشر مقتطف من الاعتراف المسجل.
كما نُسبت ضربة بطائرة بدون طيار في غرب إيران في فبراير دمرت مئات الطائرات بدون طيار إلى الموساد ويستخدمها الحرس الثوري وفيلق القدس التابع له في اليمن والسعودية، وفي الأشهر الأخيرة، حاولوا إطلاق طائرات بدون طيار من سوريا والعراق إلى الضفة الغربية وإسرائيل، لكن الطائرات المسيرة أسقطتها القوات الإسرائيلية والقوات الأمريكية في العراق.
ويمكن اعتبار عمليات الاغتيال المذكورة أعلاه دليلاً على أن إسرائيل قررت العمل ضد فيلق القدس ليس فقط في سوريا، حيث يواصل سلاح الجو الإسرائيلي مهاجمة قواعد القدس وأفرادها، ولكن أيضًا داخل إيران، وهذا تغيير جذري في السياسة يبعث برسالة واضحة إلى إيران: حرب إسرائيل السرية موجهة ليس فقط ضد البرنامج النووي المتقدم ولكن أيضًا ضد فيلق القدس، الذي لا يشارك في البرنامج بل يتمثل الدور الرئيسي للقوة في أن يكون رأس حربة لعمليات إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط: في سوريا والعراق ولبنان واليمن وقطاع غزة والضفة الغربية، وللمساعدة في الاغتيالات والهجمات ضد الإسرائيليين واليهود في جميع أنحاء العالم.