بعد انقلاب حلفاء الأمس.. مأزق رئيس الوزراء الإثيوبي يتضاعف
بعد شهرين فقط من إعلان الهدنة في الحرب الأهلية في إثيوبيا، يواجه رئيس الوزراء أبي أحمد تحديًا جديدًا لسلطته من حلفائه السابقين في منطقة أمهرة الشمالية.
وقاتلت قوات أمهرة والميليشيا العرقية المعروفة باسم "فانو" إلى جانب القوات الفيدرالية ضد المتمردين من إقليم تيجراي المجاور، بعد أن كان إقليم تيجراي معقلًا لقادة إثيوبيا على مدار 30 سنة، وانقلب الأمهرة ضد أبي بعد أن شعروا بأنه يعتزم تهميشهم.
وأودى الصراع الأهلي في إثيوبيا بحياة الآلاف منذ اندلاعه في أواخر عام 2020، وفقًا لتقرير نشره موقع بي إن إن بلومبرج الكندي.
وأثار وقف الأعمال العدائية غضب البعض في أمهرة، التي تنافست مع تيجراي للسيطرة على الأراضي المجاورة، حيث يعتقد بعض قادة الأمهرة أن الحكومة كان ينبغي أن تسعى لتحقيق نصر صريح ومن بين هؤلاء العميد تيفيرا مامو، قائد القوات الخاصة في أمهرة، الذي اعتقل الأسبوع الماضي بعد انتقاده لأبي في مقابلة تلفزيونية، كما تم اعتقال أكثر من 4000 شخص آخر في أمهرة، بينهم عدد من الصحفيين، وفقًا لوسائل الإعلام الحكومية.
وقد تكون حملة القمع الأخيرة التي ينفذها أبي أحمد خطوة محفوفة بالمخاطر بالنسبة لسلطته فقد اعتمد أبي بشدة على الأمهرة للحصول على الدعم السياسي والعسكري خلال الحرب كما لعبت القوات الخاصة في أمهرة وفانو أدوارًا رئيسية، حيث قامت بضم غرب تيجراي ومنع المتمردين من فتح قنوات إمداد مع السودان المجاور، وفقًا لتقدير مهدي لبزا، عالم الاجتماع الفرنسي الذي يدرس حركات الأمهرة القومية، وقد اكتشف معارضة متزايدة للحكومة الفيدرالية في المنطقة.
في الأسبوع الماضي، قالت شركة نيسير إنترناشيونال برودكاستنج، التي تصف نفسها بأنها وكالة إعلامية مستقلة في أمهرة، إن قوات الأمن اعتقلت أربعة من صحفيها، وذكرت أنهم احتجزوا أيضًا كثيرين آخرين، بمن فيهم قادة بارزين في المجتمع وعلماء، دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، ورفض جيزاشيو مولونه، المتحدث باسم إدارة إقليم أمهرة، الرد على أسئلة حول الاعتقالات التي تحدثت عنها التقارير الصحفية.
شرعت حركة فانو في حملة تجنيد في شمال إثيوبيا خلال الأشهر الأخيرة، ووقعت عدة اشتباكات بين أعضائها وجنود الحكومة وفي فبراير، هاجمت الميليشيا مركز اعتقال في بلدة أمهرة في نيفاس ميوشا حيث كان بعض أفرادها محتجزين، مما أدى إلى اندلاع بعض أعنف المعارك في إثيوبيا، وقلل زيميني كيس عضو بارز في فانو، من خطورة التوترات إلا أنه اعترف بوجودها، وذكر في مقابلة أجريت معه مؤخرا: "هناك الآلاف من مقاتلي فانو تحت إمرتي حاليا وسرعان ما سيتحولون إلى ملايين ونحن لا نعتبر شرطة الأمهرة أو القوات الخاصة أو الجيش الفيدرالي قوات معادية حتى الآن".
ويخوض رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد معركة أخرى ضد مجلة "تايم"، التي أثارت الغضب في أديس أبابا بعد أن وقع اختيارها على شخصية أبي والمواطن الأمريكي المولود في إثيوبيا وعالم الكمبيوتر تيمنيت جبرو في أحدث قائمة تضم 100 شخص الأكثر نفوذاً لعام 2022.
وقالت المجلة الشهيرة إن معاهدة السلام التي أبرمها أبي مع إريتريا "زرعت بذور حرب أهلية إثيوبية"، ومن الواضح أن رئيس الوزراء أبي أحمد غير راضٍ عن تصويره في مجلة تايم بهذه الصورة، ووفقا لصحيفة ستار، تقول إثيوبيا إنها غاضبة من الطريقة التي صورت بها المجلة الأمريكية، تايم، أبي عندما أعلنت قائمة الأشخاص المؤثرين لهذا العام.
في رسالة إلى المجلة، قال مكتب أبي إن الطريقة التي تم بها تمثيله وكذلك تصويره كشخصية أشبه بالطاغية أمر مفزع، ووصل غضب أبي إلى حد اتهام المجلة باغتياله معنويا.