السعودية تتوسط لحلحلة الأزمة بين المغرب والجزائر
قالت مجلة "مغرب إنتيليجينس" بنسختها الفرنسية، إن السعودية اقترحت خارطة طريق تهدف إلى المصالحة بين الجزائر والمغرب.
أكدت المجلة "مغرب إنتليجنس" أن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، التقى الخميس الماضي، بالعديد من القادة الجزائريين، وعلى رأسهم الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، وخصص الأخير لضيفه السعودي جمهورا خاصا ليناقش معه العديد من القضايا الحساسة التي تهم العالم العربي.
أوضحت المجلة أن "رئيس الدبلوماسية السعودية (وزير الخارجية)، التقى في قصر المرادية الرئاسي تبون، بحضور وزير الخارجية رمطان لعمامرة، ومدير ديوان رئاسة الجمهورية، عبد العزيز خلاف وسفير الجزائر لدى الرياض، محمد علي بوغازي"
أشارت "مغرب إنتليجنس"، وفق ما أعلن موقع "روسيا السوم" وفقا لمصادر، إلى أن "العلاقات المعقدة والعاصفة مع الجار المغربي كانت في قلب هذه المناقشات، مؤكدة أن "رئيس الدبلوماسية السعودية اقترح رسميا خارطة طريق تهدف إلى المصالحة بين الجزائر والمغرب، من خلال السماح بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين المغاربيين".
كشفت المجلة أن "خارطة الطريق هذه تركز بشكل أساسي على تدابير خفض التصعيد والحوار تحت رعاية الرياض، وتتمثل الإجراءات المهدئة التي تصورتها المملكة العربية السعودية واقترحتها في تشجيع قادة البلدين على نبذ جميع أشكال الاستفزاز اللفظي والعدوان الدبلوماسي أو الإعلامي، وهي أيضا مسألة في خارطة الطريق هذه لتشكيل لجنة مناقشة ثنائية حول القضايا التي تزعج".
أضاف تقرير المجلة: "بالنسبة للجزائر، فإن المغرب مطالب بالتوقف عن إيواء ودعم قادة الحركة الانفصالية القبايلية "MAK"، كما تدرك الجزائر أن المغرب يدعم ماليا العديد من المعارضين الجزائريين الذين يعتبرون خطرين ويهددون استقرار البلاد، وأمام هذه المطالب، طلب المبعوث من الرياض من القادة الجزائريين التعهد بتخفيف المناخ الجيوسياسي حول نزاع الصحراء الغربية".
تابع تقرير "مغرب إنتليجنس": "في هذا الصدد، يقسم القادة الجزائريون على الالتزام فقط بقرارات الأمم المتحدة التي تعبر عن رغبتهم في حل هذا الصراع الذي طال أمده..لكن لا تبون ولا أي زعيم جزائري آخر يؤمن بصدق خطة الحكم الذاتي المغربية الموعودة".
أكمل التقرير: "أخيرا، فيما يتعلق بالتحالف القائم بين المغرب وإسرائيل وعد رئيس الدبلوماسية السعودية، الجزائر، بأنه يمكنه تقديم تأكيدات تسمح بإبرام أو التفاوض على اتفاقية عدم اعتداء بين الجزائر والمغرب، يتعهد فيها الطرفان بعدم اللجوء إلى التحالفات العسكرية، لشن هجمات على أمن جيرانهم المباشرين"، لافتا إلى أن "المناقشات كانت طويلة، وأن القادة الجزائريين قد أوضحوا شكوكهم".
لفت التقرير إلى أن "رئيس الدبلوماسية السعودية (فيصل بن فرحان)، لعب دور عالم النفس في محاولة لطمأنة القادة الخائفين والحساسين للغاية".