الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تدحرج نرد أقل قليلا من الشوق فيه فكان الفراق.. وداعا مظفر النواب

الرئيس نيوز

فقد العراق اليوم الجمعة، الشاعر الكبير مظفر النواب الذي دافع عن جميع قضايا العرب من المحيط إلى الخليج، وخصص شعره للدفاع عن المسحوقين في الوطن وانحاز إلى قضايا عربية حاضرة على الساحة كالقضية الفلسطينية، والمنسية منها كقضية عربستان الأهواز.

واشتهر النواب وبرز بإبداعه في عصرنا الحاضر في نقل الشعر الفصيح من مقاهي المثقفين إلى الشارع العربي، والشعر باللهجة الدارجة إلى أوساط المثقفين.

ولم يقف مظفر النواب عند باب الشعر الفصيح، حيث تغنى بأبياته باللهجة العراقية المطربون وصار يرددها أبناء العراق والأهواز والخليج من قبيل "البنفسج" و"مرينا بيكم حمد"، و"حن وأنا حن"، ناهيك عن قصيدته السياسية باللهجة الدارجة "البراءة"، وكان عبقرياً في شعره الشعبي والفصيح على حد سواء، واستطاع بذلك أن يحتل مكانة مرموقة في صدارة الأدب العربي الحديث.

مظفر عبد المجيد النواب من مواليد عام 1934م في الكاظمية ببغداد، من أسرة النواب الثرية المهتمة بالأدب، وكانت قد هاجرت إلى العراق من الهند، إذ كان أجداده عراقيي الأصل، أمراء في الهند، وعائلته هاشمية قرشية تنتسب إلى الإمام موسى الكاظم، هربت للهند منذ الفترة العباسية.

تعرض والده عبد المجيد النواب لهزّة مالية أدت به إلى الفقر، إلا أن مظفر ظل عزيز النفس، ودخل كلية آداب بغداد وتخرج منها، وبعد ثورة 1958م عيّن مفتشاً فنياً بوزارة التربية في بغداد، انتمى للحزب الشيوعي العراقي، ولما حمّ الصراع بين الشيوعيين والقوميين سنة 1963م، تعرض للمطاردة فهرب إلى الأهواز عبر مدينة البصرة المجاورة، محاولا الوصول إلى روسيا.

وعندما وقع في فخ المخابرات الإيرانية "سافاك"، نقلته من الأهواز إلى طهران ولم تبخل في تعذيبه وهددته في النهاية قبل تسليمه إلى السلطات العراقية آنذاك، ألا يتسلل ثانية إلى الأهواز.

وبعد أن سلم مخفوراً إلى الأمن السياسي العراقي، حوكم في المحكمة العسكرية التي حكمت عليه بالإعدام، وخفف الحكم إلى المؤبد، وقبع في سجن نقرة السلمان الرهيب في الصحراء العراقية، ونقل بعد ذلك إلى سجن الحلة المركزي.

واستطاع مع سجناء سياسيين آخرين أن يحفروا نفقاً من زنزاناتهم يؤدي إلى خارج السجن، وهرب من السجن توّجه مع رفاقه للأهوار في جنوب العراق، ومكث هناك إلى أن أعفي عنهم 1969م.

وباشر بوزارة التربية كمدرس للغة العربية، ولكنه ترك التدريس مغادرا العراق إلى دمشق، وهناك بدأت رحلاته إلى عبر عواصم عربية وغربية عدة، ثم استقر ثانية في دمشق حتى عاد للعراق سنة 2011م، إلا أنه اختار في نهاية المطاف أن يشد الرحال إلى الخليج ليستقر في الشارقة بالإمارات العربية المتحدة حتى وفاته.