اختبار صعب.. روسيا تجهز لمؤتمر اقتصادي عالمي يونيو المقبل وتختار مصر "ضيف شرف"
فيما يبدو أن روسيا تريد تحريك الماء الراكد، بشأن اكتشاف ردود الفعل الدولية تجاهها، بعد أزمتها الأخيرة مع جارتها الأوكرانية، فقد صرح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بأن الجانب الروسي دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي لحضور منتدى سان بطرسبورج الاقتصادي الدولي يونيو المقبل.
ومن المتوقع أن تحاول روسيا أن تختبر مدى استجابة الدول للضغوط الأمريكية الرامية لمقاطعة موسكو وعزلها، عبر تنظيم مؤتمر سان بطرسبورج الاقتصادي، المقرر منتصف يونيو المقبل، وهو الأختبار الذي فيما يبدو أنه سيكون ثقيلًا على الضيوف.
وتتخذ مصر موقفًا حياديًا في الأزمة الروسية الأوكرانية، وترفض إقحامها فيه من قبل اللاعبين الدوليين؛ لكونها تتمتع بعلاقات طيبة بكلا البلدين (روسيا وأوكرانيا)، وقد دعا الرئيس السيسي إلى الحوار لحل الأزمة، وعرض قدرة القاهرة على الوساطة في ذلك الأمر.
ولم تعلن حتى اللحظة مؤسسة الرئاسة إذا ما كان الرئيس السيسي ينتوي حضور المؤتمر الاقتصادي الروسي أم لا، لكن بحكم الموقف الحيادي المصري في الأزمة، واستقلالية القاهرة في اتخاذ القرار، من المؤكد أن الخارجية بالتنسيق مع الأجهزة المعنية سيتخذون قرارًا صائبًا في الموضوع، إذ أن المؤتمر اقتصادي في المقام الأول، ولا علاقة له بالأزمة الأخيرة، إلا إذا رغبت الدول وعلى رأسها أمريكا، تسييس المؤتمر، وممارسة ضغوط على المدعوين.
ومن المقرر أن يستضيف منتجع شرم الشيخ القمة الدولية عن المناخ، أكتوبر المقبل، وتريد القاهرة تنظيم مؤتمرًا يجمع الدول السبع الصناعية الكبرى بما فيها روسيا، للخروج بتوصيات فعالة لحل أزمة المناخ؛ التي باتت تلقي بظلالها على جميع دول العالم، وتحديدًا في القارة السمراء، والشرق الأوسط.
إذا استمرت الأمور على ما هي عليه الآن في استمرار حالة الاستقطاب، فقد تلقي هذه الحالة بظلالها على قمة المناخ المقبلة.
كان ألكسندر بيغلوف، حاكم مدينة سان بطرسبورغ قد أبلغ وكالة أنباء نوفوستي في وقت سابق بأن سلطات المدينة مع السلطات الفدرالية تعكف على تحضير جدول أعمال منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي وخطة العمل للفترة من 15 إلى 18 يونيو 2022.
يشار إلى أن منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي ينعقد منذ عام 1997 دوريا، في حين بات منذ عام 2006 يلتئم تحت رعاية ومشاركة رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين.
تصريحات سابقة
كان السفير الروسي لدى مصر غيورغي بوريسنكو، قال في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، في 7 فبراير الماضي، أي قبل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا التي وقعت في 24 فبراير الماضي، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يعتزم المشاركة في فعاليات منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي.
بحسب السفير، فإن عام 2022 سيكون حافلا بالأحداث على صعيد العلاقات الروسية المصرية. وقال السفير: "على وجه الخصوص، ستكون مصر الضيف الرئيسي لمنتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي الخامس والعشرين. وقد أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بالفعل عزمه زيارة روسيا للمشاركة في هذا الحدث".
تابع السفير: "ستعقد في القاهرة مشاورات وزيري الخارجية والدفاع لكلا البلدين بصيغة "2 + 2".
كانت قد أعلنت مؤسسة "روس كونغرس"، في وقت سابق، عن مشاركة مصر كضيف شرف في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي 2022 في نسخته الـ"25".
أكدت المؤسسة المنظمة للمنتدى في بيان، أن مستشار الرئيس الروسي أنطون كوبياكوف والسفير المصري لدى روسيا إيهاب طلعت نصر، ناقشا خلال اجتماع عقد في العاصمة الروسية، مشاركة مصر بصفة ضيف في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي 2022.
المنتدى الاقتصادي
وينعقد منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي منذ عام 1997. ومنذ عام 2006، يعقد برعاية ومشاركة الرئيس الروسي.
في وقت سابق، قال محافظ سانت بطرسبورغ ألكسندر بيغلوف في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، إن سلطات المدينة، جنبا إلى جنب مع السلطات الفيدرالية، تعمل على جدول أعمال SPIEF وخطة العمل في الفترة من 15 إلى 18 يونيو 2022.
