الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

نكسة حزب الله الانتخابية.. الرياض أول الرابحين

الرئيس نيوز

تمثل خسائر حلفاء إيران في الانتخابات العامة اللبنانية خبرًا سارًا بالنسبة للمملكة العربية السعودية، من بلد لطالما تصاعد فيه نفوذ طهران ويمكن أن تصب نتائج الانتخابات اللبنانية في مصلحة الرياض في صراع إقليمي على النفوذ، وفقا لتقرير صحيفة آراب ويكلي التي تصدر من لندن.

إن خسارة الأغلبية البرلمانية التي فاز بها حزب الله وحلفاؤه في عام 2018 هي انعكاس للوزن السياسي الذي هبطت إليه الجماعة المدججة بالسلاح، وهي قوة مهيمنة في لبنان لسنوات بدعم لا يتزعزع من إيران التي يقودها الشيعة، وغسلت المملكة العربية السعودية يديها من لبنان إلى حد كبير بعد أن أنفقت المليارات لتعزيز نفوذها، فقط لمشاهدة دور حزب الله ينمو وإيران توسع نفوذها الإقليمي عبر وكلاء آخرين أقرب إلى الوطن، بما في ذلك في اليمن والعراق.

وسط بوادر الاهتمام السعودي المتجدد بلبنان، يعتقد المحللون أن الرياض ستناور بحذر بدلاً من العودة بالكامل إلى بلد لا يزال حزب الله الشيعي، الذي أسسه الحرس الثوري الإيراني، أقوى فصيل في لبنان، بأسلحة تفوق الجيش الوطني.

مع حليفته حركة أمل، احتفظ حزب الله بجميع المقاعد الشيعية في البرلمان ولكن بعض أقدم حلفائه، بمن فيهم السياسيون الدروز والمسيحيون، فقدوا مقاعدهم وتمثل نتيجة الانتخابات ضربة لحزب الله الذي أعلن نتيجة 2018 "انتصاراً سياسياً وأخلاقياً".

على الرغم من أنه يشكل أقلية في البرلمان الجديد، إلا أن الخصم الرئيسي لحزب الله في لبنان، حزب القوات اللبنانية الموالي للسعودية، حصل على مقاعد كما فاز المسلمون السنة المتشابهون في التفكير بمقاعد، وعلق السفير السعودي في لبنان وليد بخاري على النتائج معتبرا إياها تظهر أن "منطق الدولة" سينتصر دائما "على أي فصيل يشكل دولة داخل الدولة ويعطل الحياة السياسية ويهدد الاستقرار السياسي"، في إشارة إلى حزب الله، ومع انقسام البرلمان، فإن النتيجة تجعل من الصعب على حزب الله وحلفائه توجيه أجندة تشريعية تتضمن انتخاب بديل للرئيس ميشال عون، وهو مسيحي متحالف مع حزب الله، في وقت لاحق من هذا العام.

وعلق عبد العزيز صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث ومقره الرياض، قائلا إن الانتخابات حسنت الوضع في لبنان من منظور سعودي، لكنها لم تحل مشكلة هيمنة حزب الله، وأضاف: "السعودية ستكون حذرة ولن تقفز على العربة بهذه السرعة لقد اشتكت من قبل، لذا فإن الحذر واجب الآن"، ووفر نفوذ حزب الله في لبنان دعامة أساسية لسوريا المجاورة، وهي حليف إيراني آخر، ومصدر قلق لإسرائيل التي خاضت ضده عدة حروب.
بالنسبة للبنان، فإن أي عودة للانخراط في الشأن اللبناني من قبل دول الخليج العربية، بقيادة المملكة العربية السعودية، ستكون ذات أهمية خاصة مع غرق البلد في انهيار اقتصادي مدمر يمثل أكثر أزماته زعزعة للاستقرار منذ الحرب الأهلية 1975-1990.

وقال مهند حاج علي من مركز كارنيجي للشرق الأوسط إن ربع أعضاء البرلمان الجديد أو أكثر مناهضون بشدة لحزب الله ومتحالفون مع الرياض وقال "الأقلية الكبيرة داخل البرلمان المعلق سيكون لها تأثير بالتأكيد" وأضاف "إنه يمنح السعودية خيارات وحلفاؤها في وضع أقوى مما كانوا عليه في 2018".

وأصبح لبنان خط المواجهة في الصراع بين المملكة العربية السعودية وإيران بعد اغتيال رفيق الحريري عام 2005، وهو سياسي سني كان يرمز إلى النفوذ السعودي وأدانت محكمة مدعومة من الأمم المتحدة في عام 2020 عضوا في حزب الله بالتآمر لقتل الحريري ولكن حزب الله ينفي أي دور، ثم دعمت الرياض نجله سعد الحريري وحلفائه في مواجهة حزب الله، مما أدى إلى نزاع مسلح في عام 2008 عندما سيطر حزب الله على بيروت.