فساد ورشوة.. اتهامات متبادلة بين قيادات الحرس الثوري الإيراني
تورط الجنرال قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” الذراع الخارجية لإيران، في قضايا فساد مالي، واعترف بذلك نائب الرئيس الإيراني الأسبق حميد بقائي، والذي حكم عليه بالسجن 15 عاما، بتهم تتعلق بالفساد.
حميد بقائي (48 عاما)، تولى منصب نائب الرئيس خلال فترتي حكم نجاد، ورشح نفسه للرئاسة في 2017 كمرشح مستقل، قبل أن يرفض المرشد الأعلى ترشيحه للرئاسة ليتحول بعدها إلى متهم بالفساد في قضايا مالية تتعلق بهدايا ومكافآت لقادة دول أفريقية.
وكتب رسالة من سجنه لموقع «دولت بهار» المقرب من الرئيس السابق أحمدي نجاد سر إصرار القضاء الإيراني على إدانته متهما قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني بالتورط في اختفاء أموال قدمها الفيلق لقادة أفريقيين في عهد رئاسة نجاد.
وذكر بقائي في رسالته، أن على السلطات القضائية اعتقال قاسم سليماني بتهمة الاستيلاء غير المشروع على أموالٍ كانت تحت تصرف قائد الفيلق، مضيفا: «لنفترض المستحيل في هذه القصة الملفقة ضدي، فإما أن وراء اختلاس هذه الأموال الجنرال قاسم سليماني، باعتباره القائد المختص في قوة القدس ومسؤولاً عن القضايا التي تختص بهذا الفيلق، فيجب أن يتم اعتقاله والتحقيق معه بشأن ضياع هذه الأموال».
والخميس الماضي، نشرت وكالة أنباء “آريا” نبأ يستشف منه أن المرشد الإيراني علي خامنئي ينوي إقالة قاسم سليماني من منصبه، ولكن بعد سويعات حذفت الوكالة هذا الخبر من موقعها على الإنترنت، في حين ذكرت قناة “تهران تايمز” على تلجرام أن المرشد ينوي إقالة “محمد علي جعفري” من قيادة الحرس الثوري وتعيين قاسم سليماني خليفة له.
وذكرت “تهران تايمز”: “يقال أن آية الله خامنئي ينوي إقالة محمد علي جعفري بسبب اصطداماته المتكررة مع قاسم سليماني وتعيين سليماني بدلا منه كقائد للحرس”.
وخلافاً لـ”تهران تايمز” استنتجت وكالة “آريا” للأنباء في تقرير غامض وقصير لها أن المرشد الأعلى الإيراني ينوي إقالة قاسم سليماني ودمج فيلق القدس في الحرس الثوري.
ونشرت الوكالة بهذا الخصوص تقريرا يحتوي على اتهامات مبطنة لقاسم سليماني بالفساد وعدم الشفافية.
ونقلت تصريحات للمرشد لم تشر إلى مكان وزمان إلقائها تفيد أن خامنئي أشار إلى “حلول استراتيجية للدفاع عن كيان الثورة والنظام والاستقلال وصيانة سلامة أراضي البلد، مؤكدا أهمية السلامة الجسدية لقاسم سليماني في عمله، وتأثير ذلك على مهامه المتعددة في سوريا والعراق، كما عبر عن ملاحظات حول تعيين خليفة لقائد فيلق القدس أو دمج هذا الفيلق في الحرس الثوري”.
وأضافت أن المرشد الإيراني “شرح أهمية خضوع جميع مسؤولي الثورة للمساءلة والرد على مطالبات الناس، مشيرا إلى تبادل الرسائل بين الرئيس التاسع (أحمدي نجاد) وقاسم سليماني، حيث طلب منه الشفافية والرد على أسئلة بخصوص الاختلاس في قوات فيلق القدس وارتباطاته في العمل وإثارته للتناقضات الأخيرة وتأثيرها على الحرس الثوري وعلى الثقة الشعبية”.
ونشر موقع “بهار” التابع للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد النص الكامل لدفاعيات “حميد بقائي” نائب الرئيس الإيراني السابق في المحكمة، حيث نفى بقائي فيها استلامه مبلغ 700 ألف يورو وآلاف الدولارات نقداً من قائد فيلق القدس قاسم سليماني لارتشاء زعماء أفارقة، واصفا الاتهام بهذا الشأن بغير الموثق والواهي، متهما استخبارات الحرس بتلفيق الاتهام.
وكانت استخبارات الحرس الثوري كشفت أن قاسم سليماني قد زود بقائي بهذا المبلغ في أغسطس 2013 بغية دفع رشاوى لزعماء أفارقة. وتساءل بقائي لو فرضنا بأنني استلمت هذا المبلغ، من هو المتهم؟ أنا أم قاسم سليماني الذي سلم تلك العمولة؟ مضيفا “ثم من أين تعرفون أن المبلغ لم يصرف لنفس الغاية التي طرحها الجنرال قاسم سليماني.
ويرى المراقبون أن الاتهامات التي وجهت لبقائي والإيضاحات التي قدمها المتهم في واقع الأمر تشكف أن الهدف هو توجيه الاتهام بشكل غير مباشر من قبل استخبارات الحرس الثوري الذي يقوده محمد علي جعفري إلى قاسم سليماني قائد فيلق القدس، وهو أمر يؤكد عمق الخلافات في أعلى مستويات الحرس الثوري.
وكان أحمدي نجاد وجه هو الآخر رسالة إلى قاسم سليماني لم ينكر فيها استلام المبالغ المخصصة لارتشاء زعماء أفارقة، مؤكدا أنه شخصيا استلم المبلغ بصفته رئيسا للجمهورية وقتها من قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
ودعا أحمدي نجاد في رسالته قاسم سليماني إلى عدم السكوت والرد على إجراءات السلطة القضائية واستخبارات الحرس الثوري بهذا الخصوص.