عاجل..خلال قمة المناخ| مصر تعتزم طرح أزمة السد النهضة في إطار الصورة الأوسع لأزمة المياه العالمية
تخطط مصر لطرح قضية المياه في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP27)، الذي ستستضيفه في شرم الشيخ في وقت لاحق من هذا العام، ومن المتوقع أن يحظى بحضور دولي كبير.
وفي 9 مايو، قالت وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد خلال اجتماع مع السفيرة الإيطالية بالقاهرة ميشيل كواروني إن مصر ستثير قضية المياه خلال قمة الأطراف الأممية كموضوع جديد في مؤتمرات المناخ، وأشارت الوزيرة: "لقد أصبح هذا الأمر ملحًا في ضوء الأهمية المتزايدة لقضايا المياه مثل تلوث البحار والمحيطات، ونوعية الحياة المستدامة للمجتمعات المحلية التي تعتمد على المياه".
ولفتت صحيفة نيويورك بوست، إلى أن القضايا الأفريقية تأتي على رأس أولويات مصر، وللمرة الأولى سيكون لقضية المياه تركيز خاص خلال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف، وبالتالي ستتم مناقشة قضايا المياه ونقص المياه وفترات الجفاف والفيضانات وتغير مواقع وكمية الأمطار كما ستتم مناقشة هذه القضايا أيضًا خلال أسبوع القاهرة للمياه في منتصف أكتوبر، للتوصل إلى توصيات دولية سيتم تقديمها وطرحها خلال القمة الأممية.
وتأتي محادثات القاهرة بما في ذلك قضية المياه في جدول أعمال قمة الأمم المتحدة، مع استمرار تعثر المفاوضات بشأن سد النهضة الإثيوبي، بينما تستعد أديس أبابا لملء خزان السد للمرة الثالثة خلال موسم الأمطار الذي يبدأ في يوليو.
ويرى عدد من الدبلوماسيين والمحللين الأمريكيين أن مؤتمر COP27 الأممي يمثل فرصة كبيرة لمصر لإثارة قضية المياه على الساحة الدولية، خاصة مع توقف مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا ومع ذلك، فهم لا يعتقدون أن ذلك سيحدث قفزة كبيرة في مسار المفاوضات الثلاثية.
وعُقدت الجولة الأخيرة من المفاوضات الثلاثية في كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، في أبريل 2021، دون تحقيق تقدم يذكر.
ستستفيد مصر من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في لفت انتباه المجتمع الدولي إلى أهمية قضية المياه لأن نقص المياه هو قضية تغير مناخي ذات تأثير قوي للغاية على الأمن الغذائي ومجالات التصنيع والعديد من القطاعات، وستستثمر القاهرة فرصة المؤتمر لطرح أزمة سد النهضة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وإبراز كيف يؤثر عدم وجود اتفاق مع إثيوبيا على مصر والسودان، مثل تراجع حصصهما المائية.
وبشكل عام لا تفوت مصر أي مناسبة دولية لطرح موضوع السد الإثيوبي وآثاره السلبية المتوقعة، وتخشى مصر أن يؤثر سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق على إمداداتها من مياه النيل التي تعتمد عليها بنسبة 97٪ من احتياجاتها من الشرب والري.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد دعا على هامش الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2021 إلى "ضرورة التعامل بجدية مع أي إجراءات أحادية الجانب تساهم في تفاقم تداعيات تغير المناخ، وفي مقدمتها بناء السدود على الأنهار الدولية دون اتفاق مع دول المصب على قواعد ملئها وتشغيلها".