الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 الموافق 19 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أردوغان يبتز السويد.. الانضمام للناتو مقابل تسليم معارضي حكومته

الرئيس التركي
الرئيس التركي

شن موقع دايلي بيست الأمريكي هجومًا عنيفًا ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بسبب ما وصفه بصلفه وموقفه المتشدد ضد انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو.

وأكد الموقع أن أردوغان عاشق للشهرة مهما كان الثمن، وحتى لو كان الثمن هو الزج بأكثر من 13000 شخص في السجن بتهمة ساذجة مثل "إهانة الرئيس".

وانتقد تقرير دايلي بيست، أسلوب أردوغان الشاذ في القيادة، وقوله إن السويد غير مناسبة لعضوية الناتو لأن الدولة وبرلمانها "تفرخ" الجماعات الإرهابية، بل ذهب أردوغان لأبعد من ذلك إلى حد التهديد باستخدام حق النقض ضد السويد وفنلندا لمنعهما من الانضمام إلى التحالف عبر الأطلسي كقوة موازنة أخرى للنفوذ الروسي في المنطقة.

وقال مسؤول رفيع المستوى في الناتو، غير مصرح له بالحديث رسميًا، لصحيفة دايلي بيست: "أردوغان نفسه ليس سوى ألم مزمن في الرقبة وهو يحب أن يتدخل في كل شيء بهذه الطريقة".

وأكد التقرير أن مدى إحراج تصرفات الرئيس التركي الغريبة لحلف شمال الأطلسي على مر السنين يفوق أي قدرة على التخيل، بعد ثماني سنوات، خلال زيارة رسمية لواشنطن، وجه فريق حماية أردوغان التابع للشرطة التركية اللكمات لبعض الأتراك وركل حراسه المتظاهرين المتجمعين عبر الشارع أمام مقر إقامة السفير التركي وتم نقل تسعة متظاهرين إلى المستشفى وكتب ثلاثون نائباً في الكونجرس رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون يطالبون فيها "باعتقال فريق أردوغان الأمني ومحاكمته وسجنه".

وأعلن أردوغان أن ذلك كان دفاعًا عن النفس وعاد إلى بلاده بصحبة حراسه، حيث استمر في حبس معارضيه، وتطهير القضاة الذين حكموا ضد أي قرار اتخذه حزب العدالة والتنمية الحاكم. وحمل التقرير أردوغان المسؤولية عن تشريد ما يقرب من مليون كردي منذ توليه السلطة في عام 2003 في حين ظل يلقي التصريحات حول إحياء الإمبراطورية العثمانية باعتباره السبيل الوحيد لإحلال السلام في الشرق الأوسط، ولا تزال حكومة أردوغان في المرتبة السادسة على قائمة لجنة حماية الصحفيين للبلدان التي تضم أكثر الصحفيين سجنًا وفي العام الماضي، انسحب بغطرسة من اتفاقية إسطنبول وهي معاهدة عام 2011 تحمي النساء من العنف المنزلي.

جنون "السلطان" أردوغان التركي

ومع ذلك، فإن الدولة ذات الغالبية الإسلامية التي يبلغ عدد سكانها 84 مليون نسمة يحكمها أردوغان بقبضة من حديد، ويصف علماء السياسة نظام أردوغان بأنه استبدادي تنافسي، وهي حكومة عبارة عن كيان ديني هجين يحكم بمرسوم ويضفي الشرعية على نفسه من خلال انتخابات إشكالية وهي طريقة معترف بها للإدارة السياسية العدوانية وأتقنها العثمانيون طوال تاريخهم.

 وعرقلت تركيا خطط الناتو لإدخال فنلندا والسويد في التحالف العسكري الغربي المهم، مما أثار الشكوك حول الآمال في أن ينضم البلدان الإسكندنافيان بسرعة.

وسلطت صحيفة فاينانشيال تايمز الضوء على اجتماع سفراء الناتو، الأربعاء، بهدف فتح محادثات الانضمام في نفس اليوم الذي قدم فيه البلدان طلباتهما لكن معارضة أنقرة أوقفت التصويت وتثير هذه الخطوة الشكوك في أن الناتو سيكون قادرًا على الموافقة على المرحلة الأولى من طلبات فنلندا والسويد في غضون أسبوع أو أسبوعين.

كما أشار الأمين العام ينس ستولتنبرج، أن رفض أنقرة يمهد الطريق لعدة أيام من الجهود الدبلوماسية المكثفة بين الولايات المتحدة وتركيا وفنلندا والسويد، وأكد مسؤول تركي أن أنقرة أوقفت طلبي السويد وفنلندا ولكنه أصر على أنها لا تستبعد احتمال انضمام السويد وفنلندا، وقال المسؤول: "لا نقول إنهما لا يمكن أن ينضما لأعضاء الناتو، فقط نحن بحاجة إلى أن نكون على نفس الموجة، ونفس الصفحة، بشأن التهديد الذي نواجهه، نريد التوصل إلى اتفاق... وكلما أسرعنا في التوصل إلى اتفاق، كلما بدأت مناقشات العضوية بشكل أسرع".

ويتعين على جميع أعضاء الناتو الثلاثين الحاليين التصديق على طلبات فنلندا والسويد، لكن هذه العملية تبدأ فقط بمجرد أن يصدر التحالف الدفاعي بروتوكول انضمام ويدعو البلدين رسميًا للانضمام، ورفض الناتو التعليق على الموقف التركي، بخلاف تكرار تصريحات ستولتنبرج التي مفادها أن "المصلحة الأمنية لجميع الحلفاء يجب أن تؤخذ في الاعتبار ونحن مصممون على العمل من خلال جميع القضايا والتوصل إلى نتيجة سريعة".

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي سيستضيف زعماء فنلندا والسويد في البيت الأبيض اليوم الخميس لمناقشة طلباتهم، إنه يؤيد بشدة عضويتهما وأضاف أنه يتطلع إلى "العمل مع الكونجرس الأمريكي وحلفائنا في الناتو لإدخال فنلندا والسويد بسرعة في أقوى تحالف دفاعي في التاريخ".

ولكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هاجم الحلفاء الغربيين لفشلهم في احترام "حساسية" أنقرة تجاه الإرهاب واتهم المتقدمين لحلف شمال الأطلسي الأخير برفض تسليم 30 شخصًا متهمين بتهم تتعلق بالإرهاب في بلاده، وعلق أردوغان: "طلبنا 30 إرهابيا، وموقفهم غير مفهوم، انظر! لن تسلم الإرهابيين لكنك تريد الانضمام إلى الناتو، لا يمكننا أن نقول نعم لمنظمة أمنية خالية من الأمن ".

وتابع أردوغان، الذي يتمتع بسلطة الاعتراض على قبول دول الشمال الأوروبي في الناتو، إن أعضاء الحلف يجب أن "يتفهموا ويحترموا ويدعموا" حساسيات تركيا تجاه هذه الجماعات، لكنه أضاف: "لم يُظهر أي من حلفائنا الاحترام الذي توقعناه".

يأتي قرار هلسنكي وستوكهولم بمواصلة إجراءات الانضمام إلى الحلف، الذي سيعيد رسم الخريطة الأمنية لأوروبا، بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، وهي عضو غير عضو في الناتو تشترك في حدود مع روسيا، وتلقي معارضة أردوغان لقبولهم بظلالها الثقيلة على ما سعى قادة الناتو إلى اعتباره لحظة تاريخية للحلف الذي قال أمينه العام، ستولتنبرج، الأربعاء بينما سلم سفيرا فنلندا والسويد طلباتهما في حفل أقيم في مقر الناتو في بروكسل "هذا يوم مهم وجيد في لحظة حرجة لأمننا"، وتعهد ستولتنبرج بأن يتم توسيع مظلة الناتو، قائلا: "نتفق جميعًا على أننا يجب أن نقف معًا، ونتفق جميعًا على أن هذه لحظة تاريخية يجب علينا جميعًا اغتنامها".

وأشار رئيس فنلندا سولي نينيستو، الذي سيزور بايدن مع رئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا أندرسون، إلى أن المصادقة الأمريكية السريعة يمكن أن تسرع من طلبات عضوية الدول وحتى تساعد في التغلب على المعارضة التركية: "إذا كانت لدينا إجراءات موافقة سريعة في واشنطن، فإنها تساعد الجميع في تسريع الجدول الزمني".