الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الوضع في ليبيا اختبار صعب لاستراتيجية واشنطن الجديدة بشأن بناء السلام

الرئيس نيوز

وفقًا لأي تعريف أكاديمي مقبول، فإن ليبيا تجسد اليوم ما تسميه العلوم السياسية بالدولة الهشة كما يجسد المشد الليبي تحدياً ذا أولوية مرتفعة للأمن الدولي يرقى إلى مستوى التهديد، وفقًا لتقرير مجلة "وورلد بوليتكس ريفيو".

وبحسب التقرير، منذ عام 2011، تمزق ليبيا جولات متكررة من الاقتتال والانقسامات الداخلية والحرب الذي يعتبر التشرذم في ليبيا بمثابة ممر رئيسي لتهريب الأسلحة والاتجار بالبشر، وبؤرة مستمرة لن تحتفي في المستقبل القريب لتغذية العنف والصراع والمعاناة الإنسانية في جميع أنحاء شمال إفريقيا وصولاً إلى منطقة الساحل ومنطقة غرب إفريقيا الأوسع.

واعترافًا بهذه التحديات، صنفت الولايات المتحدة ليبيا مؤخرًا كواحدة من البلدان ذات الأولوية لقانون الهشاشة العالمية وهو قانون صدر في عام 2019 مصمم لتغيير الطريقة التي تتعامل بها حكومة الولايات المتحدة مع منع النزاعات وبناء السلام في الدول الهشة، وبالنظر إلى نقاط القوة والضعف في قانون الهشاشة العالمية في كيفية معالجة عدم الاستقرار في ليبيا، يوضح القانون التحديات التي تواجه المنهج الدولي لمنع الصراع، مع دروس مهمة لكل من مستقبل الاتفاق العالمي الجديد ومساعي بناء السلام الأخرى.

وذكرت مجلة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، أن هناك عوامل كثيرة تجر الولايات المتحدة مجددًا للانخراط مرة أخرى في الشأن الليبي، فبعد مرور عقد على مساعدة دول الناتو في الإطاحة بالقذافي، تقترب الولايات المتحدة من توحيد الفصائل السياسية المنقسمة بشدة في ليبيا – وتوحيد الصف في هذه المرة يتركز على النفط، وتتحرك واشنطن مدفوعة بأزمة الطاقة في أوكرانيا التي سببتها الحرب، وزاد المسؤولون الأمريكيون بشكل كبير من مشاركتهم في النزاعات الداخلية في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا بعد سنوات من الغياب إلى حد كبير.

وتحرز دبلوماسية الأمريكيون المكوكية المكثفة بين الحكومات والفصائل وأعضاء البرلمان وأبرز القادة الليبيين المتنافسين تقدمًا نحو تسوية ليبية لتقاسم عائدات النفط وإعادة الإنتاج بالكامل، وتتعمق واشنطن مرة أخرى في السياسة الليبية، وتحاول التوسط في اتفاق بين السياسيين المتنافسين لتعزيز إنتاج النفط، فهل يمكن أن ينتج عن تلك الجهود اتفاقية وطنية أوسع، أم أن الدوافع الأمريكية مشكوك فيها؟

انخفض إنتاج ليبيا النفطي الى النصف في إبريل وثمة احتجاج على التحويل الجماعي لعائدات النفط إلى الحكومة في غرب ليبيا، ما دفع الجيش الوطني الليبي الذي تغاضى عن إغلاق حقول النفط، مما أدى إلى إعاقة إنتاج 600 ألف برميل - وكلف البلاد 60 مليون دولار - يوميًا.

يقول مسؤول غربي كبير: "نصف النفط الليبي خارج السوق الآن، وهو ما نعتقد أنه ليس سيئًا لليبيين فقط ويحرمهم من الفرص، ولكنه سيء للاقتصاد العالمي"، مضيفًا، "وفي هذه المرحلة، كل برميل مهم"، ويأمل المسؤولون الغربيون، الذين يروجون لاتفاقية عائدات النفط الشفافة التي يشجعونها على أنها مكسب لليبيين، أن تستخدم كنقطة انطلاق نحو تسوية سياسية أوسع.

زاوية روسيا

لكن وراء التركيز الأمريكي والغربي المتجدد على ليبيا، هناك منافسة محتدمة مع موسكو، وتتطلع الولايات المتحدة وأوروبا بقلق إلى وجود الروس في شرق ليبيا الممتد منذ عام 2017، وتتعرض روسيا لانتقادات متزايدة من إدارة بايدن، وما لم يكن الغرب قادرًا على مواجهة نفوذ موسكو قريبًا، يخشى المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون أن روسيا قد تقرر استخدام نفوذها في ليبيا ضد الناتو وأوروبا - إما عن طريق تسهيل الهجرة الجماعية، أو تصدير التطرف، أو ببساطة وقف تدفق النفط.