الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

المخرج خالد الحلفاوي: المنتجون حصروني في الأعمال الكوميدية.. وتجهيزات "مكتوب عليا" استغرقت 6 أشهر (حوار)

خالد الحلفاوي
خالد الحلفاوي

- السيناريو الجيد هو أساس أي عمل فني ناجح و"مكتوب عليا" فكرته شدتني

- إذا أعطيت سيناريو مهلهل لـ"مارتن سكورسيزي" لإخراجه هيتكفي على وشه

أكرم حسني ممثل وليس كوميديان فقط.. وأحمد أمين موهوب وطموح.. والاثنان قادران على التنوع في أدوارهم

كريم أبو ذكري منتج فنان ولا يعمل بنظرية "محفظة الفلوس"

- لم أطلب من فردوس عبدالحميد أن تقدم دور "الباتعه" في إطار كوميدي

- رشحنا فنان أخر لدور والد أكرم حسني كنوع من "الفزلكة"

- أيتن عامر لديها قدرات تمثيلية جبارة

- هنادي مهنا نجحت في تقديم الشخصبة السوية الوحيدة في العمل

- فكرة فيلم "نادي الرجال السري" استفزتني.. والعمل مع كريم عبدالعزيز إضافة لأي مخرج 

مخرج مميز قدم مجموعة من الأعمال الكوميدية الناجحة ما بين السينما والدراما، وبخلاف تعليمه ودراسته للإخراج، فهو أيضا قد اكتسب خبرات عديدة بسبب جينات الفنون التي اكتسبها من عائلته الفنية، هو المخرج المميز خالد الحلفاوي نجل الفنان الموهوب نبيل الحلفاوي، والفنانة القديرة فردوس عبدالحميد، والذي خاض موسم دراما رمضان هذا العام بمسلسل "مكتوب عليا" مع شريك نجاحه أكرم حسني، وقد لاقى العمل ردود أفعال إيجابية كبيرة.


حول مسلسل "مكتوب عليا" وتجهيزاته وأسباب اختيار الفكرة، تحدث المخرج خالد الحلفاوي في حوار خاص مع "الرئيس نيوز"، كما تطرق الحوار لأعماله السينمائية، والتي كان أخرها "نادي الرجال السري" للنجم كريم عبدالعزيز، وتفاصيل أخرى كثيرة.

إلى نص الحوار..

بداية.. ما الذي جذبك كمخرج لتقديم مسلسل "مكتوب عليا" ؟

الفكرة نفسها استفزتني، الحدوتة بها جاذبية فتحمست لتقديمها على الشاشة، وبرغم أن العمل لم يكن سيناريو كامل ولكن شدتني الفكرة، وقررنا تقديمها في مسلسل "مكتوب عليا"، ودائًما الأصل في العمل الفني الناجح هو السيناريو، وستجد أن أغلب الأعمال التي لم تلقى نجاحًا كانت بسبب السيناريو أولا، (لو جبت سيناريو مهلهل ومش متماسك وخليت مارتن سكورسيزي يخرجه هيتكفي على وشه لأنه مش هيبقى عنده موضوع أصلًا يقوله)، فالسيناريو دائما يأتي في المقام الأول.

ذكرت أن السيناريو لم يكن مكتمل.. فكيف حكمت إذا عليه ؟

عندما عرض إيهاب بليبل الفكرة، وجدنا أن بها قماشة جيدة يمكن أن تخرج عمل متكامل، وجلست مع المنتج كريم أبوذكري، والفنان أكرم حسني، والمؤلف إيهاب بليبل كورشة عمل، واستمرت التجهيزات منذ شهر 7 الماضي، وبدأنا تصوير شهر يناير، وطوال هذه المدة كنا في مرحلة التأليف والتجهيز.

هل كان هناك مشروعات أخرى قبل اختيار "مكتوب عليا" ؟

بالطبع كان هناك فترة العصف الذهني، وكنا نبحث في أفكار وسيناريوهات عدة، ونتواصل مع مؤلفين، وكان معنا الفنان أحمد أمين في البداية، ولظروف ما لم يتمكن من الاستمرار، فقررنا أن نفكر في نوعية مختلفة، حتى جاء إيهاب بليبل بفكرة "مكتوب عليا".


بمناسبة الحديث عن أحمد أمين.. ما رأيك في تجربته هذا العام بمسلسل "جزيرة غمام" ؟

حقيقة لم أشاهد العمل لأنني كنت في مرحلة تصوير ومونتاج "مكتوب عليا"، ولكن تابعت ردود الأفعال الجيدة والإشادة الكبيرة بدور أحمد أمين في مسلسل "جزيرة غمام"، وبشكل شخصي لم أتفاجأ من "أمين" لأنه ممثل وموهوب والبعض كان يظن أنه كوميديان فقط، ولكني أعرف قدراته جيدًا وهو قادر على التلون وتقديم كافة أشكال التمثيل، أحمد أمين ممثل ثقيل وعنده طموح ورؤية، ويسعى لتوسيع مساحات أدواره، ولن أتعجب إذا وجدته يعود لتقديم الكوميديا مجددًا.

وماذا عن أكرم حسني.. هل يمتلك القدرة على تقديم أدوار بعيدة عن الكوميديا ؟

بالطبع أكرم قادر، فهو ممثل وليس كوميديان فقط، ومن يعتقد أن أكرم مجرد فنان دمه خفيف فهو لا يعرف حقيقة أكرم، فهو قادر على التنوع وتقديم شخصيات مختلفة، والأصل في الأمر أن يكون الفنان متنوع ويقدم أدوار وشخصيات مختلفة، وهذا يسري أيضًا على المخرج، يجب أن يتنوع في أعماله.

ولماذا لا نجد تنوعًا في أعمالك.. فدائمًا تقدم أعمالا كوميدية سواء في السينما أو الدراما ؟

يبتسم ويرد ساخرًا: (المنتجين حصروني في الأعمال الكوميدية)، وحقيقة نفسي أقدم عمل غير كوميدي من يوم ما أخرجت، ولكن للأسف في مصر اللي تكسب به العب به، ومحدش بيحب يأخذ ريسك أو يخاطر، ستجد أن أي مخرج ينجح في نوعية معينة يستمر بها طوال الوقت، إذا نجحت في عمل كوميدي تظل مربوطًا في ترابيزة الكوميدي إلى أن تموت، وأيضا في الأكشن أو غيره من الأشكال الأخرى، وهذا  شيء مؤسف جدًا أن تجد من يقدموا أكشن هم أنفسهم، ومن يقدموا كوميديا هم أنفسهم، ومن يقدموا تراجيدي هم أنفسهم، ولا يوجد تنوع وتغيير مستمر، والحل لهذا الأمر هو أن أكتب عمل من فكرتي لأخرجه، ولأنني شخص كسول جدًا فهذا سيستغرق وقتًا طويلًا.


حدثنا عن تعاونك مع أكرم حسني للمرة الثانية.. وكريم أبو ذكري للمرة الثالثة ؟

أكرم حسني أحب العمل معه لأن وجوده يشعرني بعدم الوحدة، فعادة المخرج يعيش حالة شعور بالوحدة، لأنه يتحمل مسئولية العمل وجده في النهاية، وسيسأله الجميع وحده في النهاية عن أسباب اختياره للورق أو الموضوع أو حتى الفنانين المشاركين، فهو المسؤول عن كافة القرارات الخاصة بالعمل الفني، وعندما ينجح العمل يحتفي به الجميع، ولكن إذا لم يقدر للعمل النجاح فتجد أن المخرج يشيل الشيلة كلها وحده، وفي وجود أكرم حسني لا أشعر بالوحدة ولكن أشعر أن هناك شخص كتفه في كتفي ولا يهتم بدوره فقط، بل يهتم بكل التفاصيل وبكل الناس العاملين في المشروع، وأجده مساندًا لي وأخذ رأيه ونتناقش كثيرًا، حتى نخرج بقرار، وأكرم فنان ذكي واختياراته مميزة وليس شخصًا سطحيًا.

بالنسبة للمنتج كريم أبو ذكري، فهو منتج بجد ومن القلائل الذين لا يعملوا بمنطق (محفظة الفلوس).. كريم منتج فاهم في الدراما والسيناريو وقارئ جيد، وكان طول الوقت جزء من ورشة العمل، ويعرف جيدًا أصول المهنة وهو منتج فنان وهم محدودين جدًا في مصر، وبحب أشتغل معه لأنه بيفهم أنا بقول أية ويحسب الأمور فنيًا وليس ماديًا، (في ناس تيجي تشرح لهم حاجة تلاقي كلامهم كله فلوس وأرقام بس) لكن كريم بيفهم جًدًا في الشغلانة وهو منتج فنان.

وبطبيعتي أحب أخذ الكثير من الآراء، حتى في الترشيحات، خاصة أنني مقصر جدًا في المشاهدة، وهناك فنانين شباب أعرفهم كوجوه ولكن لا أعرف أسمائهم، ولذلك أحتاج لتوسيع دائرة البحث لأن دوائري ضيقة جدًا، وأجد هذا في أكرم حسني وكريم أبو ذكري وباقي فريق عملي.


كيف تعاملت مع الفنانة فردوس عبدالحميد خلال تصوير مشاهدها كضيفة شرف في المسلسل.. وهل كنت تراها في شخصية "الباتعة" من البداية؟

حقيقة كنت أرى الشخصية نفسها بملامحها وشكلها وأدائها، وخلال تفكيري فوجئت بالمخرجة المنفذة زميلتي سارة ترشح الفنانة فردوس عبدالحميد، فضحكت وقلت لها (تصدقي كنت لسه بفكر في الموضوع).

وكيف كان التعامل معها في اللوكيشن ؟

حقيقة لم يتطلب الأمر مجهودًا لأنها لم تأتي لتقديم شخصية كوميدية، وفي الأساس لا يوجد  شيء اسمه تمثيل كوميدي، وكلن المشاهد مكتوب بها مفارقات كوميدية، ولكن الأداء التمثيلي جاد، ومن الأفضل أن يكون الضحك من جدية الأداء وليس من الاستظراف والهزار، ولذلك خرجت مشاهدها بشكل رائع ودمها خفيف، وقلت لها مثلي بأدائك العادي، وعندما كانت تقول حوارها كان بأداء فردوس عبدالحميد الطبيعي، والمشاهد خرجت طبيعية جدًا وغير مصطنعة، ولذلك كانت مشاهدها قوية جدًا في الأحداث، ولاقت ردود فعل إيجابية وإشادة واسعة الحمدلله، لأننا لم نتصنع ولكن كنا جادين فيما نقدمه.


ما المفارقة التي حدثت في العمل وكانت مفاجأة بالنسبة لك؟

حقيقة هو الفنان إسماعيل فرغلي، فأنا عملت معه كثيرًا وأثق في قدراته وإمكانياته، وما حدث هو تدخل إلهي جعله يقدم شخصية "إحسان" والد أكرم حسني بالصدفة البحتة، فكان إسماعيل فرغلي ضمن الترشيحات الأولى للدور، ولكننا استقرينا على فنان أخر (نوع من الفزلكة)، وقبل بداية التصوير بيومين حدث ظرف ما للفنان الثاني فاضطرينا للعودة إلى الترشيح الأول وهو إسماعيل فرغلي، وأرى أنها رسالة من ربنا سبحانه وتعالى "ربنا قال لي وقف عك بقى وشيل إديك"، والحمد لله كان أفضل حاجة فعلًا، "أحيانا ربنا يحميك من نفسك ومن اختياراتك"، وحقيقة إسماعيل فرغلي فنان موهوب ولديه طاقات كبيرة لم تستغل بعد.

ماذا عن أداء باقي نجوم العمل.. وعلاقة المخرج بالممثل خلال التصوير ؟

المخرج دوره أن يذاكر الورق جيدًا، ويوجه الممثل لسكك أداء مختلفة، والممثل عليه إتقان دوره ليخرج بشكل جيد، وحقيقة تعاوني مع فريق العمل بالكامل كان مثمر جدًا، بداية من أيتن عامر التي لم يكن لدي أي تخوف من وجودها لأنها موهوبة ولديها قدرات تمثيلية عالية جدًا، وأيضًا هنادي مهنا لم يكن دورها كوميدي ولكن كانت موضوعة في إطار كوميدي طوال الوقت، وقدمت الدور بشكل مميز جدًا، ووصلت رسالة العمل بأنها الشخصية السوية الوحيدة وسط كل هذه الشخصيات.

وماذا عن تجربتك الأخيرة مع كريم عبدالعزيز بفيلم "نادي الرجال السري" ؟

حقيقة السيناريو أعجبني جدًا وتحمست له منذ البداية، شعرت أن الجمهور سيتعاطف مع الحدوتة ويحبها، لأن هذه التفاصيل موجودة في الكثير من البيوت المصرية، وعلاقة الرجل والست والحياة الزوجية نفسها مليئة بالمادة التي تمس الناس وتجذبهم، ووجدت أن "التويست" الموجود في العمل يخرج منه كوميديا مميزة وراقية، فكريم كان يلعب شخصية زوج ملتزم جدًا ولكن له حياة أخرى، وأغرتني الفكرة وشكلها الكوميدي خاصة أنه يؤسس نادي بالفعل للخيانة الزوجية، أضيف إلى ذلك وجود كريم عبدالعزيز نفسه يحمس أي مخرج للعمل معه (مين ميحبش يشتغل مع كريم عبدالعزيز؟)، فهو نجم كبير وله قاعدة جماهيرية عريضة وتاريخ سينمائي محترم.