الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

بين نارين.. زيارة وفد الناتو تضاعف الضغط على الجزائر

الرئيس نيوز

حرص رئيس أركان الجيش الجزائري اللواء السعيد شنقريحة على تأكيد أن الجزائر "تتبنى سياسة الحياد وتحرص على النأي بنفسها" عن التوترات بشتى أنواعها، وجاءت تصريحات المسؤول العسكري الكبير بالتزامن مع زيارة وفد رفيع المستوى من منظمة حلف شمال الأطلسي، الناتو، إلى الجزائر، حيث تتزايد الضغوط على القيادة الجزائرية من طرفي الصراع الدائر في أوكرانيا.

وتأتي زيارة وفد الناتو بعد أيام فقط من زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي قدم مسودة اتفاق للشراكة الاستراتيجية المعمقة للجزائر للرد عليها، والتقى رئيس أركان الجيش الجزائري الجنرال السعيد شنقريحة بمدير عام أركان حلف الناتو الفريق هانز وارنر ويرمان، ولم تكشف وسائل الإعلام المحلية عن تفاصيل الاجتماع وسط تكهنات بأنهم ناقشوا توقعات الناتو والدور الذي يمكن أن تلعبه الجزائر، وحرص السعيد على التأكيد على أن بلاده "تتبنى سياسة الحياد" بين كافة الأطراف، وأن الجزائر ستواصل التعاون مع حلفائها وشركائها، في إطار مصالحها الوطنية ومبادئها الراسخة، وفقا لصحيفة ديجيتال نيوز الكندية.

وأصر المسؤول العسكري الجزائري الكبير على أن الزيارة ستسمح للجزائر وحلف شمال الأطلسي بتحديد التحديات الأمنية التي تواجهها بشكل أفضل وصياغة رؤية مشتركة من شأنها حماية المنطقة بشكل أكبر من مخاطر عدم الاستقرار.

وأشار شنقريحة إلى أن الجزائر دعمت دائما مبادرات المجتمع الدولي في ضوء احترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وقال لمسؤول الناتو فيرمان: "إن زيارتكم دليل على الاهتمام بمنطقتنا من قبل منظمة حلف شمال الأطلسي، وبالتالي تدل على الأهمية التي يوليها حلف الناتو للجهود المبذولة على المستوى الإقليمي في مجال الأمن والاستقرار لدول الجنوب على شاطئ البحر الأبيض المتوسط".

ونقلت الصحيفة الكندية عن مراقبين جزائريين قولهم إن إصرار شنقريحة على الحياد يظهر أن وفد الناتو مارس ضغوطًا على الجزائر لتحديد موقفها، ليس فقط بشأن التدخل الروسي في أوكرانيا، ولكن أيضًا بشأن دور موسكو في إفريقيا، بما في ذلك في ليبيا ومالي ويأتي ذلك في وقت تزعم فيه تقارير إخبارية أن دخول روسيا إلى مالي جاء عبر الجزائر وعكس منافسة الجزائر مع فرنسا.

وعلق موقع فرانس 24 على هذه الزيارة قائلاً: "يبدو أن سياسة الجزائر تتلخص في أن تخبر كل ضيف بما يريد سماعه، وتنتظر روسيا توضيحًا كاملاً من الجزائر بشأن مجموعة من القضايا ويريد وفد الناتو الوضوح أيضًا وهذا يعرض النظام الجزائري لأزمة حقيقية وأشاد الجنرال ويرمان بالدور المحوري للجزائر في "الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال تقديم المساعدة في مختلف المجالات لدول الجوار ومواكبتها في تسوية أوضاعها الأمنية".

وجاء في الافتتاحية الأخيرة لمجلة الجيش الجزائري، وهي لسان حال المؤسسة العسكرية الجزائرية، أن "الجزائر مستعدة للتكيف مع التطورات الدولية"، في إشارة إلى التعامل مع الديناميكيات الناشئة الجديدة على المستوى الاستراتيجي ولكن المراقبين يحذرون من أن الجزائر لم تعد قادرة على لعب لعبة مزدوجة وأن فكرة "التكيف مع التطورات" تفترض مسبقًا رغبة في المناورة والتعبير عن سياسة واحدة وعكسها تمامًا، وهو الأمر الذي لم يعد ممكنًا الآن، ويرى مراقبون أن الدول الغربية تريد معرفة موقف الجزائر ليس فقط فيما يتعلق بالعلاقة مع روسيا والتعاون العسكري بين الجزائر وموسكو في مجال التسلح والدعم العسكري، ولكن أيضًا عندما يتعلق الأمر بموقف الجزائر من التطورات الجارية، وقال مراقبون إن الدول الغربية لن تتوقف عند المطالبة بزيادة إمدادات الغاز، بل ستتجاوز ذلك لتطلب من الجزائر تبني موقف واضح من التدخل الروسي في أوكرانيا، من خلال تقليص تعاونها مع موسكو ونفوذ روسيا في أفريقيا وخاصة ليبيا ومالي.