الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تقرير: إثيوبيا تعيين وزير المياه سفيرا في واشنطن للحصول على الدعم الأمريكي في ملف سد النهضة

الرئيس نيوز

سلطت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية الضوء على تقديم وزير المياه الإثيوبي السابق أوراق اعتماده كسفير جديد لدى الولايات المتحدة، في خطوة ينظر إليها المراقبون على أن هدفها الرئيسي مقاومة ومواجهة الجهود المصرية لكسب دعم الولايات المتحدة إلى جانب القاهرة في النزاع المستمر منذ سنوات مع أديس أبابا بشأن سد النهضة الإثيوبي، وبالتالي عينت إثيوبيا وزير المياه والري والطاقة السابق سيليشي بيكيلي سفيرًا جديدا لدى الولايات المتحدة، وبالفعل قدم بيكيلي، كبير المفاوضين السابقين في محادثات السد ممثلا لبلاده مع مصر والسودان، في 6 مايو أوراق اعتماده إلى وزارة الخارجية الأمريكية كسفير جديد لبلاده.

وكتب بيكيلي على تويتر "سأعمل الآن كسفير معين لجمهورية إثيوبيا الديمقراطية الاتحادية ورئيس البعثة"، مضيفًأ أن تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وإثيوبيا ستكون مهمته الرئيسية خلال فترة توليه منصب كبير الدبلوماسيين لهذه الدولة الواقعة في القرن الأفريقي في واشنطن وتابع السفير المكلف: "أتطلع مع موظفي البعثة الدبلوماسية إلى تنفيذ الواجبات والمسؤوليات التي تم تكليفنا بها على صعيد تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين العظيمين".

ويرى المحللون أن تعيين بيكيلي محاولة من أديس أبابا للترويج لوجهة نظرها فيما يتعلق بنزاع سد النهضة مع مصر والسودان وكذلك الصراع في منطقة تيجراي الواقعة في شمال إثيوبيا.

وفي تصريحات لموقع المنيتور الأمريكي، علق كاميرون هدسون، زميل مركز أفريقيا التابع للمجلس الأطلسي، إن تعيين بيكيلي سفيرا جديدا هو محاولة من قبل أديس أبابا لإعادة ضبط علاقتها بالولايات المتحدة، وأضاف هدسون: "ينطبق ذلك بقدر ما ينطبق على العلاقات المتعلقة بالحرب في تيجراي، والنزاع الحدودي مع السودان، وتطبيق العقوبات الأمريكية بقدر ما ينطبق على سد النهضة"، وأشار إلى أن مصر، التي تعتمد بشكل شبه كامل على نهر النيل لتزويدها بالمياه، تعتبر السد تهديدًا وجوديًا لحصتها من المياه في حين تصر إثيوبيا على أن السد، وهو أكبر مشروع لتوليد الطاقة الكهرومائية في إفريقيا يجري بناؤه بالقرب من الحدود مع السودان على النيل الأزرق، أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل، لن يضر مصر والسودان، وهما دولتا المصب.

وأضافت واشنطن تايمز: "جاء تعيين بيكيلي سفيرا جديدا لإثيوبيا لدى الولايات المتحدة بعد أسابيع قليلة من زيارة وزير الخارجية سامح شكري لواشنطن لإجراء محادثات مع المسؤولين الأمريكيين بشأن مجموعة من القضايا، بما في ذلك سد النهضة وتأتي زيارة شكري في الوقت الذي يحتفل فيه البلدان بمرور 100 عام على العلاقات الدبلوماسية الثنائية، وقالت مصادر دبلوماسية في واشنطن إن شكري طلب من الإدارة الأمريكية الضغط على أديس أبابا للدخول في جولة جديدة من المفاوضات مع القاهرة والخرطوم للتوصل إلى اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.

وتوقفت محادثات سد النيل بين مصر وإثيوبيا والسودان العام الماضي بعد فشل الدول الثلاث في التوصل لاتفاق بشأن سد النهضة وتبادلت الدول الثلاث اللوم على عرقلة المحادثات، وفي عام 2020، توسطت الإدارة الأمريكية السابقة لدونالد ترامب في مفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان من أجل اتفاق ملزم بشأن ملء السد وتشغيله، ولكن أسفرت المحادثات الثلاثية عن مسودة اتفاق بوساطة أمريكية لحل الخلاف ووقعت مصر بالأحرف الأولى على الاتفاقية، لكن إثيوبيا تخطت حفل التوقيع واتهمت ترامب بالانحياز إلى القاهرة وحضر السودان الاجتماع لكنه لم يوقع.

في 11 مايو، جدد الرئيس عبد الفتاح السيسي دعوته للتوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة خلال محادثاته في القاهرة مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، وقال بيان رئاسي إن المحادثات بين السيسي وسوليفان تناولت مجموعة من القضايا، من بينها ملف سد النهضة وشدد السيسي مجددًا على موقف مصر الثابت من ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم قانونا بشأن تشغيل سد النهضة بما يحفظ الأمن المائي لمصر ويحقق المصالح المشتركة لكل من القاهرة والخرطوم وأديس أبابا.

جاءت دعوة السيسي في الوقت الذي تستعد فيه إثيوبيا لتنفيذ المرحلة الثالثة من ملء سد النهضة الشهر المقبل على الرغم من معارضة كل من مصر والسودان، وبصفته وزير سابق للري والمياه، قاوم بيكيلي الضغوط المصرية للتوصل إلى اتفاق ملزم بشأن ملء السد وتشغيله واتهم القاهرة والخرطوم بتعطيل المفاوضات للتوصل إلى اتفاق، وتبنى بيكيلي موقفًا متشددًا خلال مفاوضات سد النهضة مع مصر والسودان، ومن المعروف أن بيكيلي أستاذ جامعي لديه خلفية أكاديمية عميقة في الموارد المائية وله عدة أنواع من الأبحاث حول نهر النيل، ولكن تعيينه سفيراً في واشنطن لا يمكن فهمه إلا أنه عبارة عن محاولة من إثيوبيا للترويج لمشاريعها المائية في الولايات المتحدة، ولا سيما سد النهضة، ومع ذلك، يعتقد هدسون أن أي تحسن في العلاقات الإثيوبية - الأمريكية سيكون على الأقل في الوقت الحالي ثانويًا بالنسبة لنزاع تيجراي وإنهاء الحصار الإنساني الذي تفرضه حكومة أبي أحمد على المنطقة.

واندلع صراع تيجراي في نوفمبر 2020 بعد أن أرسل رئيس الوزراء أبي أحمد قواته إلى المنطقة، زاعمًا أن قوات تيجراي نفذت هجوما على قاعدة عسكرية. يُخشى أن يكون عشرات الآلاف من الأشخاص قد لقوا مصرعهم في الصراع، وفي الشهر الماضي، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في تيجراي واستعادة الخدمات الأساسية للمنطقة، ويعتقد هدسون: "إذا لم تكن أديس قادرة على معالجة الوضع بشكل إيجابي على الأرض في تيجراي، فمن الصعب تخيل أي تقدم يتم إحرازه في أي جزء آخر من العلاقات الثنائية، بما في ذلك ملف سد النهضة".