تحليل: ماذا تغير منذ زيارة بايدن الأخيرة للشرق الأوسط في 2016؟
سلطت صحيفة جيروزاليم بوست الضوء على الزيارة المتوقعة للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل هذا العام وقد يزور مناطق أخرى في المنطقة، وفي مارس 2016، زار بايدن إسرائيل عندما كان الرجل الثاني في البيت الأبيض نائبًا للرئيس السابق باراك أوباما، ولكن تغير الكثير في السنوات الفاصلة بين الزيارتين، ويجدر النظر في كيفية وصول بايدن إلى منطقة متغيرة والتحديات والفرص المتاحة أمامه بالشرق الأوسط، وبالنسبة للعلاقات الإسرائيلية الأمريكية والمنطقة بشكل عام، فإن إحدى أكبر التحولات هي اتفاقيات إبراهام عندما جاء بايدن آخر مرة، كانت إسرائيل أكثر عزلة وفي ذلك الوقت، مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كانت لإسرائيل علاقات باردة مع الأردن، على الأقل في العلن، ولم تكن العلاقات مع مصر على ما يرام، لذا لم تتضمن زيارات متبادلة لمسؤولين، وفي وقت لاحق سيسافر نتنياهو إلى عمان وكان هناك شيء من الانفتاح مع السعودية والخليج.
ويعني هذا التغيير الكبير أن بايدن يدخل منطقة تربط فيها إسرائيل علاقات جديدة واليوم تجري إسرائيل مناورات بحرية مشتركة جديدة مع أصدقاء أمريكا في منطقة الخليج، فضلاً عن العلاقات المتنامية بين إسرائيل واليونان وقبرص ودول أخرى في البحر الأبيض المتوسط.
وأضافت الصحيفة: "إن أحد التحولات الرئيسية في المنطقة هو التحول من الحرب العالمية على الإرهاب التي كانت الولايات المتحدة تشنها إلى التركيز بدرجة أكبر على نقاط القوة الجديدة لدول المنطقة"، ونشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرا بعنوان "حرب أوكرانيا تمنح بايدن فرصة لتوطيد علاقات أمريكا مع الحلفاء العرب"، ويسود في الغرب الاعتقاد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم ينجح في إعادة بناء مكانة القوة العظمى لروسيا في أي مكان خارج الاتحاد السوفيتي السابق أكثر مما حققه في الشرق الأوسط باقتدار، والآن، ومع ذلك، وبينما يحصي بوتين تكاليف مغامرته الفاشلة في أوكرانيا، ليس من الواضح بعد ما إذا كانت مكاسب روسيا في الشرق الأوسط يمكن التصدي لها من جانب أمريكا.
وحث تقرير الصحيفة الأمريكية إدارة بايدن على الاستفادة من الأخطاء الأمريكية مثل فشل الرئيس السابق باراك أوباما في فرض تهديداته بالرد العسكري على سوريا دمشق، ففي ذلك الوقت أدخلت روسيا نفسها في سياسات الشرق الأوسط ودافعت عن نظام الأسد من خصومه المحليين، كما أدى نجاح ذلك التدخل الروسي، الذي لا يعجب الغرب ولكنه تحول إلى أمر واقع، وحقيقة، إلى إلحاق أضرار بالغة بالهيبة الأمريكية، وزاد من نفوذ موسكو على تركيا، ودعم وصول روسيا إلى الدول العربية الغنية بالنفط، وأجبر إسرائيل على طلب الإذن من روسيا لتنفيذ عمليات ضد وكلاء إيران في سوريا، ولكن تقرير وول ستريت جورنال لا يزال يرجح أن بإمكان واشنطن التركيز على الآثار المترتبة على اندلاع الحرب الأوكرانية من أجل ترميم علاقات أمريكا بالدول العربية في مجالات توريد القمح والمساعدات الاقتصادية التي من شأنها خدمة مصالح أمريكا وترضية حلفائها العرب الذين لديهم آلاف الأسباب للنفور من السياسات الأمريكية والأخطار الأمريكية.