"الرئيس نيوز" ينشر تفاصيل مقترح "استحداث مادة "الهوية المصرية"
يناقش مجلس الشيوخ في جلسته العامة الأحد المقبل تقرير لجنة التعليم
والبحث العلمي والاتصالات وتكونولوجيا المعلومات الخاص باقتراخ النائب
عمرو عزت حجاج ، بشـأن استحداث مادة دراسية لمراحل التعليم قبل الجامعي بعنوان
"هوية مصر" - تلك الظاهرة وأثرها.
وجاء في تقرير اللجنة إن الهوية الفردية جزء أصيل من الهوية الوطنية، فإذا
عاش الإنسان وهو غير قادر على فهم مجتمعه وتركيبة البناء الحضاري لوطنه، فإنه سوف يعجز
حتمأ عن الوصول لفهم دقيق وواضح الهويته الشخصية المعبرة عن ذاته.
وأضاف التقرير أن قضية الهوية شغلت مساحة كبيرة من الفكر العالمي المعاصر
بصفة عامة، ومن الفكر المصري المعاصر بصفة خاصة وهذا يتضح بشدة من الصراع الحاد بين
الاغتراب والتراثية، ومن الحقائق المسلم بها أن الانتماء عملية تنشأ بتعاقب الزمن وبشكل
تراكمي وأن الإنسان يكون أكثر إيمانا بالأفكار التي يتلقنها في الصغر، وبالتأكيد يمكن
تحقيق ذلك من خلال العديد من المجالات كالإعلام والفن والثقافة، ولكن يظل قطاع التعليم
هو المحور الأساسي والأكثر فاعلية على غرس الهوية المصرية داخل عقول ونفوس الأطفال
وترسيخها معرفية بشكل ذكي ومثابر.
وأكد التقرير أن تدريس مادة الهوية سوف يساعد الأجيال الجديدة للتعرف على
مكونات الحضارة المصرية في مختلف العصور مما يحقق عملية الارتباط النفسي والذهني بالوطن
ويعزز روح الانتماء لديهم.
وأشار التقرير إلى أن إقرار "هوية مصر" لطلاب التعليم ما قبل الجامعي بجميع مراحله سوف يكون محفرا حقيقيا، لهم للسعي إلى عملية كسر الجمود الحضاري الذي نعيشه وتحقيق انجازات معاصرة تليق بمنتج أجدادنا، المتوارث، وهذا ما نحن في أمس الحاجة إليه لبناء الجمهورية الجديدة وتحقيق رؤية مصر ۲۰۳۰، ومن الأهداف المرجو تحقيقها من تدريس مادة الهوية المصرية، وتعزيز الانتماء داخل نفوس الطلاب عن طريق الارتباط بمكونات الحضارة المصرية العريقة في مختلف مراحلها، وترسيخ قيم التسامح والتعايش والتنوع لدى الطلاب والحد من خطر الغلو والتطرف والقضاء على ظاهرة التنمر، وتكوين عقلية خلاقة قادرة على الإبداع والإنتاج المعرفي والحضاري، وتأصيل حرية العقيدة وتعزيز روح المساواة داخل الدولة المصرية.
وانتهى التقرير إلى اجماع أعضاء اللجنة على أهمية موضوع الهوية المصرية وأنها يجب أن تتواجد في جميع مناحي الحياة وأن يتم تأصيلها في جميع مراحل التعليم ما قبل الجامعي والتعليم الجامعي من المناهج الدراسية وممارسة الأنشطة المختلفة، كذلك لكافة المواطنين من خلال التكامل بين الوزارات المختلفة كالثقافة والإعلام والأوقاف والشباب والرياضة.