الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تغيير المناهج والتعامل بالروبل.. كيف تغيرت أول مدينة أوكرانية تقع في قبضة الجيش الروسي ؟

اشتباكات بمدينة خيرسون
اشتباكات بمدينة خيرسون

قالت هيئة الإذاعة البريطانية إن روسيا فرضت التعامل بعملتها الروبل كما فرضت خدمات الإعلام والإنترنت إلى أجزاء من أوكرانيا احتلها الجيش الروسي وبصفة خاصة مدينة خيرسون الجنوبية، ولا تزال أوكرانيا تقاوم خطط روسيا لإجراء استفتاء في المدينة لمعرفة ما إذا كان سكانها يريدون إقامة "جمهورية شعبية" منشقة موالية لروسيا، ولكن كييف تصر على أن مثل هذا التصويت سيكون غير قانوني ومصطنع.

لماذا تركز روسيا على خيرسون؟
احتلت القوات الروسية خيرسون في أوائل مارس - بعد أسبوع واحد من بدء غزو أوكرانيا، وكانت أول مدينة كبرى تسقط في قبضة الروس، وقبل الغزو كان عدد سكانها 290 ألف نسمة، ولكن، وفقًا لرئيس البلدية السابق، فر حوالي 40٪ من السكان من المدينة منذ ذلك الحين، وذكرت وزارة الدفاع البريطانية إنه إذا كانت روسيا تهدف إلى الاستيلاء على جنوب أوكرانيا وإنشاء جسر بري إلى شبه جزيرة القرم، فإن خيرسون، عند مصب نهر دنيبر، على ساحل البحر الأسود، ستكون خيارا رئيسيًا.

ونشرت بي بي سي خريطة توضح مناطق أوكرانيا الخاضعة حاليًا للسيطرة الروسية، وتحدث تقرير بي بي سي عن أبرز التغييرات التي أحدثها الروس في خيرسون، فقد سارعت السلطات العسكرية الروسية بإقالة رئيس بلدية خيرسون المنتخب من منصبه.

وقالت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "ريا" إن إيهور كوليكاييف "لم يتعاون" مع قوات الجيش الروسي، وتم تنصيب إدارة موالية لروسيا على رأس مجلس المدينة والمنطقة المحيطة بها كما تم حظر الوصول إلى القنوات التلفزيونية الأوكرانية واستبدال مزودي خدمة الإنترنت بشركات أخرى روسية وحث الروس سكان خيرسون على الاستماع إلى المحطات الإذاعية الموالية لروسيا للحصول على أخبارهم وتقول أوكرانيا إن هدف روسيا هو "جعل دعايتها مصدر معلومات لا جدال فيها"، وتعمل الحكومة الإقليمية الجديدة أيضًا على التخلص التدريجي من العملة الأوكرانية، الهريفنيا، وإدخال الروبل الروسي، وبدأت الفترة الانتقالية التي مدتها أربعة أشهر في 1 مايو، حيث حظرت السلطات تسليم الأموال الأوكرانية إلى البنوك.

وقال سكان خيرسون لبي بي سي نيوز إن السلطات العسكرية بدأت في دفع معاشات التقاعد للسكان بالروبل لكن الكثيرين يحاولون إيجاد طرق لتحدي القوات الروسية، بما في ذلك استبدال أي روبل يتلقونه مرة أخرى بالهريفنيا، وهي العملة التي اعتادوا عليها، وفي المدارس، يتم تعليم الأطفال المناهج الروسية واشتكت أوكرانيا إلى موسكو من "روسنة" شرق أوكرانيا.

وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السكان من أن روسيا تهدف إلى إجراء "ما يسمى بالاستفتاء" في منطقة خيرسون، بشأن الانفصال عن أوكرانيا والتحول إلى "جمهورية شعبية" ونصح بعدم إعطاء السلطات الروسية أي بيانات شخصية، مثل أرقام جوازات السفر، لأنها قد تستخدم لتزوير الأصوات قالت وزارة الدفاع البريطانية، في تحديث استخباراتي في أبريل، إن إجراء استفتاء سيكون وسيلة لروسيا لتبرير احتلالها لأوكرانيا.

اتبعت معاملة روسيا لخيرسون نفس نمط نهجها في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها في عام 2014، بعد استفتاء أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بطلانه، وقامت ببناء جسر بين شبه جزيرة القرم وجنوب روسيا وتحركت بالأسلحة على الأرض باتجاه مناطق أوكرانية جديدة.