لافروف في زيارة غير مُعلنة للجزائر.. ماذا بحث مع نظيره لعمامرة؟
بينما عقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الذي وصل إلى الجزائر الليلة الماضية، اجتماعا مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة لبحث جملة من القضايا الاثنائية والإقليمية والدولية، قالت الخارجية الروسية إن الوزير لافروف استهل زيارته، التي تأتي في الذكرى الـ60 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بوضع إكليل من الزهور في مقام الشهداء في العاصمة الجزائرية تكريما لضحايا حرب التحرير.
والاتحاد السوفييتي كان أول دولة تقيم علاقات دبلوماسية مع الجزائر بعد استقلالها من الاستعمار الفرنسي في 23 مارس 1962، فيما اعترفت الجزائر بروسيا الاتحادية رسميا في 26 ديسمبر 1991.
من جانبه، قال لعمامرة: "لقاؤنا السابق في موسكو كان فرصة لنعقد جلسة عمل جديدة تحدثنا يومها عن معظم النقاط وقيمنا التعاون الثاني وآفاق تطويره"، مشيرًا إلى أن زيارة لافروف الحالية "تتيح استكمال الدراسة التي قمنا بها وبلورة آفاق التعاون الاستراتيجي"، وأضاف: "ناقشنا العديد من القضايا الدولية والنقاط التي أردنا أن تعالج".
ذكر لعمامرة أنه شكر لافروف على ترحمه على أرواح شهداء الجزائر من خلال وضع إكليل زهور على نصب الشهيد.
ولم تعلن وزارة الخارجية الجزائرية عن الزيارة مسبقا، فيما قالت وسائل إعلام روسية إن لافروف سيجري مباحثات مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة والرئيس عبد المجيد تبون، وقالت قناة الجزائر الدولية (حكومية) في خبر مقتضب: “وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، يصل إلى الجزائر في زيارة عمل”.
وفي 18 أبريل الماضي أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مباحثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، عبر الهاتف، حسب ما أفاد به بيان للرئاسة الجزائرية.
ذكر البيان آنذاك أن تبون “تلقى مكالمة هاتفية من رئيس فيدرالية روسيا السيد فلاديمير بوتين، تبادلا فيها التهاني بمناسبة الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث عبرا عن ارتياحهما للتطور المسجل في التعاون الثنائي في كل المجالات”.
أوضح أنهما “اتفقا على أهمية تبادل الزيارات الرفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين، والاجتماع القادم للجنة المشتركة، للتعاون الاقتصادي”.
وأشار البيان إلى أن تبون وبوتين “تبادلا الرؤى حول الوضع الدولي، في ظل تطورات الأوضاع المزرية في فلسطين المحتلة، ولا سيما انتهاك حرمة الأماكن الاسلامية المقدسة في القدس الشريف وكذا الأزمة الأوكرانية”، حيث تقوم روسيا بهجوم عسكري على أوكرانيا منذ أواخر فبراير الماضي.
وبحث السبت، وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا، العلاقات الثنائية والجهود الدولية لوقف الحرب الجارية وتداعياتها على الأمن الغذائي العالمي.
جاء ذلك في اتصال هاتفي تلقاه لعمامرة من الوزير الأوكراني، حسب بيان للخارجية الجزائرية.
وقال البيان إن “الطرفين استعرضا خلال الاتصال العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق تعزيزها في مختلف المجالات”، وأن الاتصال شكل فرصة للتباحث حول تطورات الأزمة في أوكرانيا والجهود الرامية إلى تحقيق حل سياسي”.
من جهته نشر وزير الخارجية الأوكراني تغريدة حول المحادثات أكد فيها أنه تناول مع نظيره الجزائري مسألة التعاون الدولي في مجال الأمن الغذائي. وأوضح كوليبا أن كييف تبذل جهودا “لتجاوز العقبات التي تواجه الصادرات الأوكرانية والناجمة عن العدوان الروسي”.
والجزائر عضو في المجموعة التي شكلتها الجامعة العربية للوساطة في الأزمة الأوكرانية التي زارت موسكو ووارسو قبل أيام للقاء طرفي الأزمة كما تعتبر الجزائر نفسها دولة محايدة في النزاع القائم.