الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

المعارضة السورية تعرب عن قلقها بشأن خطة أردوغان لطرد مليون لاجئ للمناطق الآمنة

الرئيس نيوز


أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن خطة حكومته التي تسمح "بالعودة الطوعية" لمليون لاجئ سوري من تركيا إلى شمال سوريا، وجاءت تصريحات أردوغان في كلمة بالفيديو ألقاها خلال حدث حضره وزير الداخلية التركي سليمان صويلو في بلدة سرمدا بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا لتسليم وحدات سكنية بنتها الحكومة التركية ومنظمات إغاثة تركية بدعوى تخصيصها للنازحين.

وقال أردوغان التركي في خطابه: "عاد حوالي 500 ألف سوري إلى المناطق الآمنة التي وفرتها تركيا منذ بدء عملياتها في سوريا عام 2016"، وأضاف: "نحن نستعد لمشروع جديد يسمح بالعودة الطوعية لمليون من إخواننا السوريين الذين نستضيفهم في بلدنا".

وقال قيادي في المعارضة السورية لصحيفة دايلي ميل البريطانية، شريطة عدم الكشف عن هويته، "أبلغت تركيا المعارضة السورية بهذا المشروع، لكنها لم تزودنا بعد بمزيد من التفاصيل ونخشى أن تكون هذه الخطة غير مدروسة وتؤدي إلى نتائج عكسية في مناطق شمال سوريا المكتظة بعد تدفق أعداد كبيرة من النازحين من جميع مناطق سوريا.

والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق، ماذا سيحدث إذا طردت تركيا مليون لاجئ؟ وهذا بالتأكيد سيفاقم المشكلة، وأشار الباحث السوري محمد السكري، الحاصل على الجنسية التركية والمقيم في تركيا، إلى من الواضح أن هناك توجهاً تركياً لعودة الكثير من السوريين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، على الأقل كجزء من الدعاية السياسية أمام الجمهور التركي الذي زاد استياءه من وجود السوريين في تركيا، وهذا هو نتيجة سياسات اللاجئين الضعيفة في تركيا منذ اندلاع أزمة اللاجئين، حيث عجزت تركيا عن توفير بيئة مستدامة للاجئين بعيدًا عن حالة الاستقطاب السياسي والمعارضة التركية تؤلب الأتراك ضد اللاجئين منذ سنوات، ويبدو أن الأمور خرجت عن سيطرة حزب العدالة والتنمية الحاكم على مواجهة هذه الدعاية ضد السوريين.

وأضاف السكري: "لذلك، تعتقد تركيا أن عودة مجموعات من السوريين إلى سوريا لاحتواء غضب الشارع التركي سيهدف إلى التخفيف من خسائر الناخبين، خاصة في انتخابات 2023 المقبلة، وقد يساعد في نزع فتيل التوتر الشعبي وستسعى الحكومة التركية إلى عودة اللاجئين إلى مناطق منفصلة في شمال سوريا، مع تنفيذ مشاريع من شأنها أن تكون بمثابة وحدات سكنية "بدائية" تستهدف شرائح مختلفة من السوريين في تركيا ويمكن أن تشمل، على سبيل المثال، الأشخاص الذين تم تعليق بطاقة هوية الحماية المؤقتة (المعروفة باسم Kimlik)، واللاجئين الذين ليس لديهم تصاريح عمل أو حتى المخالفين المقيمين في ولايات تركية معينة.

ووفقًا لصحيفة دايلي ميل البريطانية، زعم أردوغان أنه بدعم من مؤسسات المجتمع المدني في كل من تركيا وحول العالم، سيغطي مشروعه 13 منطقة في شمال سوريا، مثل اعزاز، وجرابلس، الباب وتل أبيض، وسيوفر "جميع الاحتياجات الضرورية". العيش الكريم كالمدارس والمستشفيات والمنازل للسوريين "، وأضاف الرئيس التركي: "نحن ندعم المهاجرين الذين يبقون خلف الحدود من خلال مشاريع العودة الطوعية التي تشمل بناء منازل آمنة".
وتابع: "نحن لا نتعامل مع المناطق الجغرافية التي وطأتها أقدامنا على أساس مواردها الطبيعية، بل ننطلق فقط بناءً على حاجات المظلومين والضحايا ونحن لا ننظر إلى لون أي شخص أو شعره أو لون عينه أو معتقده أو لغته، ونؤمن بالمساعدة التي قدمناها للمظلومين واليوم، نحن من أكثر البلدان تقديمًا للمساعدات في العالم".

وفي هذا السياق، كشف موقع صباح التركي عن مراحل المشروع التي أعلنها أردوغان، وذكر الموقع في تقرير نُشر في 5 مايو أن المشروع يهدف إلى إنشاء مجمعات سكنية في مناطق أعزاز وجرابلس والباب في ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي الخاضعين لسيطرة الجيش السوري الحر، حليف تركيا، وكذلك في مناطق تل أبيض ورأس العين بريف الحسكة والرقة الخاضعين أيضًا لسيطرة الجيش السوري الحر.

وقالت الصحيفة إن مشروع العودة يتكون من ثماني مراحل، ستشهد المرحلة الأولى منها العودة الطوعية من الولايات التركية الكبرى المزدحمة بالسوريين، مثل اسطنبول وأنقرة وقونية وأضنة وغازي عنتاب وستشهد المرحلة الثانية العودة الطوعية إلى المناطق التي تضمن الاستقرار العسكري والسياسي والأمني للاجئين في شمال سوريا، بالتعاون مع 13 مجلساً محلياً سورياً، وبمشاركة هيئة إدارة الكوارث والطوارئ، وفي المرحلة الثالثة، ستقوم إدارة الكوارث والطوارئ بالتنسيق مع 12 منظمة مجتمع مدني مثل هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات والهلال الأحمر التركي، وإنشاء مساحات جديدة لبناء المنازل والمرافق العامة والبنية التحتية.