التحالف الشعبي: نجاح الحوار الوطني مرهون بتوافر 5 شروط وهذه مقترحاتنا
أكد حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، حاجة البلاد إلى حوار سياسي علمي وطني شامل، لكنه شدد على ضرورة أن تتوافر لهذا الحوار شروط وضمانات تسبقه وتواكبه في مقدمتها إخلاء سبيل سجناء الرأي، وأن تدير الحوار هيئة مستقلة وأن يكون مفتوحا شفافا وشاملا لكل القوى السياسية دون إقصاء ويتناول كل القضايا الأكثر إلحاحا ومساراتها خلال العقد الأخير.
وقال حزب التحالف في بيان صحفي، أمس الخميس، إنه تدارس الدعوة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى لحوار وطنى شامل بحضور كل القوى السياسية دون إقصاء، ويهمه أن يؤكد حاجة البلاد بالفعل إلى حوار سياسي علمي وطني شامل وتفاوض اجتماعى واقعى يستهدف مواجهة الأزمات والتحديات وبلورة سياسات بديلة للخروج من الأزمة التى تهدد الشعب والوطن ويمكن أن تنفجر في وجهنا جميعا بما يستوجب تحقيق مراجعة شاملة ورؤية واضحة.
لابد من شروط لنجاح الحوار
ورأى “التحالف” أن الحوار إذا توفرت له شروط التكافؤ وجرى في أجواء ديمقراطية يمكن أن يمثل فرصة مواتية لتحقيق ما كنا ننادى به دوما من ضرورة فتح المجال العام ورفع القيود عن المجال السياسي إدراكا منا أن الحق في التعددية والتنوع يمثل رصيدا لقدرتنا على البناء بتفاعل حر بين الآراء كما يعتبر مثل هذا الحوار تفعيلا للمادة الخامسة من الدستور التى تؤكد أن النظام السياسى يقوم على تعدد الأحزاب والحق في تداول السلطة.
وأشار البيان إلى ضرورة أن يجرى الحوار وفق المبادئ الدستورية الصحيحة التى ترسى مبدأ سيادة الشعب، و تضمن وتؤكد الحق في التعدد والتفكير والتعبير والتنظيم وكل حقوق وواجبات المواطنة، وتنتصر للطابع المدني التام للدولة الحديثة والتداول السلمي للسلطة عبر صندوق انتخابات حرة.
تعديل قوانين الحبس الاحتياطي والإجراءات الجنائية
وشدد حزب التحالف على أنه لكي يحقق هذا الحوار أهدافه يلزم أن تتوافر له شروط وضمانات تسبقه وتواكبه وفى مقدمتها إخلاء سبيل سجناء الرأى وتعديل قوانين الحبس الاحتياطي والإجراءات الجنائية عموما ورفع الحظر عن المواقع المحجوبة وتأكيد الحق في تداول المعلومات والأراء وغيرها من إجراءات بناء الثقة بعد سنوات من الاحتقان والتوتر
كما شدد على ضرورة أن يكون حوارا موضوعيا ، لا تحاصره أجواء التشكيك والمكايدات وأن يكون مفتوحا شفافا وشاملا لكل القوى السياسية دون إقصاء، ولكل القضايا الأكثر إلحاحا ومساراتها خلال العقد الاخير، وأن تتعدد منصاته بورش العمل والمنابر الإعلامية وتتمتع أطرافه بفرص مناسبة في أجهزة الإعلام الرسمية المعروفة بالقومية وتديره هيئة مستقلة وتشارك أطرافه في تحديد جدول أعماله وآليات نشاطه شاملة تنفيذ ما يتم التوافق عليه من توجهات.
واقترح حزب التحالف الشعبى القضايا الأكثر إلحاحا في ٣ محاور وينفتح على ما تطرحه القوى الأخرى من أولويات. وفيما يلي نستعرض المحاور الثلاث التي اقترحها “التحالف” في بيانه:
المحور الأول في مجال الاقتصاد
بحث مسار التنمية في الفترة السابقة وما انتهى له من أوضاع متأزمة للغاية، وضرورة تحديد الأسباب المؤدية لذلك، وخاصة تزايد الديون ومدفوعات الفوائد عليها، وارتفاع معدل التضخم بشكل يثقل كاهل المواطنين، واستمرار الخلل الهائل لميزان المدفوعات والميزان التجاري، وزيادة نسبة الفقر وتهميش قطاعات كبيرة من المواطنين.
تطوير القدرات الانتاجية للاقتصاد في القطاعين الصناعي والزراعي في اتجاه تحقيق الاعتماد على الذات والسيادة على الغذاء حتى يكون الاقتصاد المصري قادرا على إشباع الاحتياجات الأساسية للمواطنين وأكثر مرونة وقدرة على امتصاص آثار الأزمات العالمية وهو ما يستوجب مراجعة أولويات الإنفاق وإدارة الموارد ومسار الخصخصة الذى أفضى إلى توجه الحكومة الحالية لخصخصة وتصفية الشركات الإنتاجية الكبرى وعلى رأسها شركة الحديد والصلب وشركات الأسمدة والنسيج وغيرها، وبيع ورهن الأصول العامة في العديد من القطاعات.
إدارة الموارد وفق خطة تستهدف تطوير هذه القطاعات ومراجعة الأولويات وعدالة توزيع الموارد والأعباء بهدف تضييق الهوة بين الطبقات وتحقيق الأهداف التى أقرها الدستور في مجال الصحة والتعليم والبحث العلمى والاسكان والحق في العمل والأجر العادل مع مراعاة مبدأ الإتاحة للفقراء ومحدودى الدخل، وهى كلها خطوات لازمة على طريق العدالة الاجتماعية.
المحور الثاني هو الحريات وحقوق المشاركة وهي تشمل:
تعزيز التنافسية في النظام السياسي بما يضمن توازن واستقلال السلطات ودور القضاء في تحقيق العدالة وضمانات استقلاله ودور البرلمان في ممارسة دوره في الرقابة والتشريع وكذلك الحق في تداول السلطة ومراجعة كل التعديلات التشريعية والدستورية المتناقضة مع هذه المبادىء.
حرية العمل الحزبي والنقابي والأهلي وتأكيد مبدأ المشاركة ودور المنظمات القاعدية في تعزيز مبدأ المشاركة.
دور الإعلام في تبادل المعلومات والآراء وإتاحة فرص التعبير لكل المواطنين في أجهزة الإعلام القومية، بالإضافة إلى إصلاح النظام الانتخابي وعلى الأخص نظام القوائم المطلقة الموروثة أصلا من النظم الاستبدادية والمناقضة للنظم الانتخابية المستقرة في جميع الدول الديمقراطية في كل أنحاء العالم.
المحور الثالث هو الأمن القومي المصري في عالم جديد ويناقش قضايا:
محاولات إضعاف مصر وتهميشها في المحيط العربي والإقليمى والدولي وما يتيحه تصدع عالم القطب الواحد من فرص لمواجهة التحديات انطلاقا من بناء علاقات قائمة على التكافؤ ومواجهة توجهات الهيمنة والاحتكار.
تأكيد الانتماء العربي والأفريقي لمصر ودورها مع دول الجنوب مع انتباه خاص لعدة ملفات ساخنة:
أولا: أزمة سد النهضة التى تمثل تهديدا للحق في المياه والحق في الغذاء والحق في الحياة.
ثانيا: التمدد الإسرائيلي في المحيط العربي ومحاولات قيادتها لناتو عربى وتوسيع نفوذها تحت مظلات كصفقة القرن ومشروع نيوم وغيرها، مع استمرار عدوانها المتكرر على الشعب الفلسطيني وأرضه وثقافته ومقدساته. ودور القوى السياسية في دعم نضال الشعب الفلسطيني ومقاومة التطبيع.
ثالثا: دول الجوار والدور الممكن لمصر في تحقيق تقارب بين الدول العربية ودول جوارها على أساس المصلحة المشتركة واحترام حقوق السيادة.
رابعا: دعم توجهات دول الجنوب للخروج من حلقات التبعية ومحاولات الهيمنة وتعزيز بناء عالم جديد وعولمة الشعوب ونضالاتها المحتملة ضد عولمة القوى الاستعمارية والاحتكارات خامسا مواجهة تهديدات الإرهاب ومحاولات تمركزه على الحدود وفى المحيط.
وقال حزب التحالف في ختام بيانه إنه يتمنى أن ندرك جميعا أن الحوار ليس مناسبة لمكايدة أو تحشيد بل هو مجال للتفاعل حر وورشة عمل لصنع البدائل يمكن أن يفتح طريقا للخروج من الازمة و للتغيير للأفضل