الحرب الروسية.. نانسي بلوسي تلتقي زيلنيسكي سرا وتأكيد أميركي على دعم أوكرانيا حتى النهاية.. وطائرة استطلاع روسية خرقت الأجواء السويدية
تعرّض مطار أوديسا في جنوب أوكرانيا السبت لقصف صاروخي روسي، أدى الى تدمير المدرج من دون أن يسفر عن سقوط ضحايا، بحسب ما أعلن حاكم المنطقة مكسيم مارتشنكو.
وقال الحاكم في مقطع مصور على تطبيق تلجرام: "اليوم، ضرب العدو من القرم مستخدما نظام باستيون للصواريخ الدفاعية الساحلية. تم تدمير مدرج مطار أوديسا. الحمد لله لم يسقط ضحايا".
نانسي بيلوسي تلتقي زيلينسكي
التقت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي الأحد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في زيارة غير معلنة لكييف.
وكتب الرئيس الأوكراني في تغريدة "شكرا للولايات المتحدة للمساهمة في حماية سيادة دولتنا ووحدة أراضيها" مرفقا إياها بفيديو يظهر فيه محاطا بحراس مسلحين لدى استقباله بيلوسي ووفدا من الكونغرس أمام مقر الرئاسة في كييف ومن ثم خلال اجتماع مع المسؤولين الأميركيين.
وأكد زيلينسكي "الولايات المتحدة هي من الأطراف الداعمة الرئيسية لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي".
وجاء في بيان صادر عن الوفد الأميركي الذي يتوجه بعد كييف إلى جنوب شرق بولندا ووارسو "توجه وفدنا إلى كييف لتوجيه رسالة مدوية ولا لبس فيها إلى العالم بأسره ومفادها أن الولايات المتحدة تقف بجانب اوكرانيا".
وشدد البرلمانيون الأميركيون على أن "دعما أميركيا إضافيا في طريقه" إلى أوكرانيا.
وأتت الزيارة بعد أسبوع على زيارة لكييف قام بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن.
وخلال زيارتهما أعلن المسؤولان العودة التدريجية للوجود الدبلوماسي الأميركي إلى أوكرانيا ومساعدة إضافية مباشرة وغير مباشرة تزيد عن 700 مليون دولار.
جونسون ملتزم بدعم أوكرانيا
قال متحدث من مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن جونسون أبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في اتصال بين الزعيمين، يوم السبت بأنه ملتزم أكثر من أي وقت مضى بدعم أوكرانيا.
وأضاف المتحدث أن جونسون "أكد أن بريطانيا ستواصل تقديم مساعدات عسكرية إضافية لمنح الأوكرانيين العتاد الذي يحتاجون إليه للدفاع عنم أنفسهم". وتابع أن جونسون عرض أيضا مواصلة الدعم البريطاني في المجالين الاقتصادي والإنساني.
خرج عشرون مدنيا السبت من مجمع آزوفستال حيث تتحصن آخر القوات الأوكرانية في ميناء ماريوبول على البحر الأسود، على أن يتجّهوا إلى زابوريجيا، حسبما أعلنت كتيبة آزوف التي تؤمن حماية الموقع.
وقال نائب قائد كتيبة آزوف سفياتوسلاف بالامار "نُقل عشرون مدنيًا هم نساء واطفال إلى مكان مناسب ونأمل أن يتم إجلاؤهم إلى زابوريجيا الواقعة في الأراضي الخاضعة لسيطرة أوكرانيا".
خرقت طائرة استطلاع روسية لوقت قصير الجمعة المجال الجوي السويدي، وفق ما افادت السبت هيئة الاركان السويدية مع درس السلطات في هذا البلد ترشحا محتملا لحلف شمال الاطلسي اثر الغزو الروسي لاوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع السويدية في بيان، إن "طائرة روسية من طراز ايه ان-30 انتهكت المجال الجوي السويدي مساء الجمعة"، موضحة ان فرقها تابعت الحادث برمته وقامت بتصويره.
وأفادت الوزارة بأن الطائرة حلّقت شرق جزيرة بورنهولم الدنماركية في بحر البلطيق قبل أن تتجه نحو الأراضي السويدية.
تبادل أسرى مع روسيا
قالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس وزراء أوكرانيا، إن بلادها نفذت تبادلا للأسرى مع روسيا يوم السبت عاد بمقتضاه إلى الوطن سبعة جنود وسبعة مدنيين.
وأضافت أن من بين الأسرى العائدين امرأة حبلى في الشهر الخامس. ولم تذكر عدد الروس الذين سلمتهم بلادها.
ونفذت الدولتان تبادلا للأسرى عدة مرات خلال الحرب التي بدأت بالغزو الروسي لأوكرانيا يوم 24 فبراير/ شباط. وقالت أوكرانيا يوم الخميس، إن روسيا سلمت 33 جنديا.
مزيد من العتاد
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن إرسال مزيد من العتاد العسكري ومواد الإغاثة لأوكرانيا. وأكد ماكرون في بيان "تمديد مهمة الخبراء الفرنسيين المساهمين في جمع الأدلة، لمحاربة الافلات من العقاب وتسهيل عمل العدالة الدولية، المتعلق بالجرائم المرتكبة في اطار العدوان الروسي".
ماريوبول مدمرة
في هذه الأثناء، بات ميناء ماريوبول جنوب شرق البلاد الذي سيطرت عليه القوات الروسية مؤخرا، مدمرا بالكامل بعد إحراق مبانيه وإغراق سفنه.
ورغم توقف القتال في ماريوبول، لا يزال القصف المدفعي يسمع بانتظام من المنطقة الصناعية، حيث يقع مجمع آزوفستال للمعادن، وهو آخر معقل تسيطر عليه القوات الأوكرانية في هذه المدينة، ويمكن رؤيته على بعد بضعة كيلومترات في الجانب الآخر من الخليج.
يتحصن عدة مئات من الجنود والمدنيين الأوكرانيين في أنفاق تحت الأرض تعود إلى الحقبة السوفياتية في آزوفستال. وأعلنت الرئاسة الأوكرانية الجمعة أنه من المقرر إجلاء غير المقاتلين في اليوم نفسه.
ومع ذلك، سمع فريق فرانس برس قصفًا عنيفًا في آزوفستال صباح الجمعة وحتى بعد الظهر، خلال زيارة نظمها الجيش الروسي للصحافيين في ماريوبول. وبعد الظهر، كانت الانفجارات تقع بفارق ثوان فقط، وبعضها كان عنيفًا. وارتفعت أعمدة من الدخان الرمادي في سماء المنطقة الصناعية.
في المقابل، كان الوضع هادئًا في الميناء الذي يحمل آثار الحصار الذي جعل من ماريوبول المدينة الإستراتيجية الواقعة على بحر آزوف أحد النقاط الساخنة في الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ في 24 شباط/فبراير. وتعرضت معظم المباني الإدارية في منطقة الميناء لأضرار جسيمة حيث احترقت واجهتها أو تفحمت بسبب الحرائق.
كما جنحت العديد من السفن في الميناء بما في ذلك سفينة شحن وسفينة دونباس التابعة للقيادة العسكرية الأوكرانية التي دمرت أثناء حصار ماريوبول. في نهاية الرصيف، يسعى رجلان يرتديان بدلات خاصة لإبطال مفعول ألغام بحرية رفعها غواصون إلى السطح وكذلك صواريخ. بعد إبطال مفعول الألغام تنقل بواسطة شاحنة عسكرية. على مسافة قريبة، يسير عدد من الرجال إلى جانب جرافة باتجاه أحد المباني العديدة المدمرة. وعملية رفع الأنقاض والركام ستستغرق وقتا.
استعادة قرية قرب خاركيف
وفي شرق البلاد أيضا، خرج مئات المدنيين المنهكين من قرية روسكا لوزوفا "الاستراتيجية"، التي استعادها الجيش الأوكراني بعد نحو شهرين على وقوعها تحت الاحتلال الروسي في شمال خاركيف في الشرق الأوكراني.
لدى وصولهم إلى خاركيف تجمّعوا في مرأب عند أطراف المدينة. وما أن يرى المدخنون علبة سجائر يسارعون لطلب سيجارة، فهم لم يدخنوا منذ شهرين. وتقع روسكا لوزوفا على بعد 18 كلم إلى الشمال من خاركيف وكانت تضم نحو خمسة آلاف نسمة قبل الحرب. ويعبر القرية الطريق السريع ام-20 الذي يربط المنطقة بالحدود الروسية ومن ثم ببلغورود.
تتعرّض الأحياء الواقعة في شمال شرق خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا وكانت تعد قبل الحرب 1,5 مليون نسمة، يوميا للقصف بصواريخ روسية، في ضربات توقع قتلى مدنيين. وتم تحرير قرية روسكا لوزوفا بعد قصف مكثف ومعارك في اليومين الأخيرين.
وقالت سفيتلانا بيريبيليتسا (23 عاما) حاملة جروًا "عشنا ليلتين مرعبتين كالجحيم... الليلة التي سبقت بدا وكأن السماء تحترق، وكأن القرية كلها تحترق".