ماذا قالت الصحافة العالمية عن زيارة أردوغان إلى السعودية
“لماذا يقرّر الخصمان تركيا والسعودية إصلاح علاقاتهما؟”، هذا هو السؤال الذي طرحته وكالة اسوشيتدبرس، فقد كانت العلاقات المتوترة والمزعزعة بالفعل بين تركيا والمملكة العربية السعودية في حالة سقوط حر تام، ولكن الجانبان أحرزا تقدما سريعًا بعد 3 سنوات ونصف، ويبدو أن تركيا والمملكة العربية السعودية تحاولان بناء الجسور واستئناف وتطبيع العلاقات فيما بينهما، في أول رحلة له إلى المملكة العربية السعودية منذ خمس سنوات، عانق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان واحتسي القهوة العربية التقليدية مع الملك سلمان قبل مأدبة عشاء رسمية ومحادثات مباشرة استمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة.
يتزامن التوجه الدبلوماسي لتركيا مع أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ عقدين ويمكن أن يساعد وجود دول الخليج العربية الثرية كحلفاء في جذب الاستثمارات كما اتخذت تركيا خطوات لتحسين العلاقات مع مصر وإسرائيل.
بعد إصلاح العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة، أعلنت أبو ظبي عن صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا واتخذت خطوات أخرى لدعم الاقتصاد وبلغ معدل التضخم الرسمي 61٪، بينما تراجعت قيمة الليرة 44٪ مقابل الدولار العام الماضي، وقالت صحيفة واشنطن بوست إن هذه الأرقام لا تبشر بالخير لأردوغان، الذي قد تتهدد قبضته على السلطة بسبب المشاكل الاقتصادية للبلاد ومن المقرر أن تجري تركيا انتخابات العام المقبل.
ولفتت شبكة سي إن إن الأمريكية إلى أن محكمة تركية قضت بإمكانية نقل المحاكمة الغيابية لـ 26 من المشتبه بهم المتهمين بقتل الصحفي جمال خاشقجي إلى المملكة العربية السعودية، في خطوة يمكن أن تنهي القضية التي توترت بسببها العلاقات بين البلدين إنهاءً فعليًا وفي مارس، طلب المدعي العام التركي وقف المحاكمة التي دامت قرابة عامين ونقلها إلى المملكة العربية السعودية لأنه لا يمكن تنفيذ أوامر القبض على المشتبه بهم، وتعذر أخذ أقوالهم.
أما صحيفة ذي إندبندنت البريطانية، فتقول: "منذ وقت ليس ببعيد، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علنًا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بإصدار الأمر بقتل كاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي في إسطنبول، وبدوره وصف ولي العهد، بدوره، السيد أردوغان بأنه "إسلامجي خطير"، في محادثاته مع صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والمبعوث الخليجي الفعلي جاريد كوشنر، وفقًا لتقارير نشرتها وسائل الإعلام الأمريكية.
لكن السنوات مرت، وتوقفت محاكمة قتلة خاشقجي وأصبحت مليارات الدولارات من التجارة المحتملة معلقة في الميزان واختتم أردوغان يوم الجمعة رحلة استغرقت يومين إلى المملكة العربية السعودية لكسر الجليد مع الأمير محمد بن سلمان وكان الاجتماع بمثابة تقارب كامل بين تركيا ودول الخليج العربي بعد عقد من الانقسامات الأيديولوجية والحروب بالوكالة وقال أردوغان قبل مغادرته إلى جدة: "نعتقد أن تعزيز التعاون في مجالات تشمل الدفاع والتمويل يصب في مصلحتنا المشتركة".