الجمعة 18 أكتوبر 2024 الموافق 15 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل

لماذا تسعى مسنات اليابان لدخول السجن؟

الرئيس نيوز

علا سعدي

كشفت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أن المسنات اليابانيات يضعن أنفسهن في السجن لسبب غريب، ويرتكبوا جرائم صغيرة عن عمد لكي يتعرضوا لعقوبة السجن، حيث لدي اليابان أكبر عدد من سكان العالم ويوجد ما لا يقل عن 27% من السكان تجاوزا سن 65 عاما ومع لك تواجه البلاد مشكلة غير مسبوقة. وأشارت الصحيفة إلي أن واحدة من المسنات من خمسة نساء في السجون اليابانية من كبار السن، وأن 9 من كل 10 علي الأقل يرتكبن جرائم صغيرة مثل السرقة من المحلات، ليضعن في السجن والسرقة ليس بهدف السرقة او مشكلة اجتماعية وانما يسرقن ليضعن في السجن لكي يجدوا من يقوم برعايتهم، وكانت مهمة رعاية كبار السن في اليابان تقع على عاتق العائلات والمجتمع، لكن هذا يتغير، فمنذ عام 1980 إلى عام 2015، زاد عدد كبار السن الذي يعيشون وحدهم أكثر من 6 مرات، ليصل إلى 6 ملايين.
أجرت الحكومة اليابانية دراسة استقصائية في عام 2017 ووجدت أن اكثر من 50% من كبار الذين أُلقي القبض عليهم بسبب سرقة المحلات يعيشون وحدهم، و40% منهم لا عائلة لديهم أو لا يتواصلون مع أقاربهم إلا نادراً، وليس لديهم من يلجأون إليه ويحتاجون المساعدة. ونقلت الصحيفة عن يويي موراناكا، أحدي السجينات في سجن “إيواكوني” للنساء، يقع بالقرب من هيروشيما، قولها ” ربما لدينا منازل ولكن ليس لدينا بيت نرتاح فيه، ومن يتواجدون معنا في المنزل لا يرونا ويعتبرونا أن مهمتنا إنجاز الأعمال المنزلية فقط، ووجدنا السجن فرصة للهروب من حياتهن”.
وقالت أخري تبلغ من العمر 80 عاماً ” أن زوجها اصيب بسكتة دماغية وكان ضريح الفراش منذ ذلك الوقت ويعاني من الخرف والأوهام والبارانويا، وأعاني من أمراض الشيخوخة ولم اتحدث مع احد لأني اشعر بالخجل،وسجنت اول مرة وكان عمري 70 عاما بسبب السرقة وكان لدي المال في محفظتي، لم أرغب في العودة إلي المنزل ولك يكن لدي اي مكان آخر أذهب إليه لأطلب المساعدة منه والسجن كان السبيل الوحيد الذي لدي، وحياتي في السجن اسهل بكثير من حياتي خارجه، أستطيع أن اكون نفسي واتنفس بحريتي ولكن السجن بشكل مؤقت”.
وقالت أخري “أن ما دفعها لدخول السجن هو اخبار ابنها لها بإنها يجب أن تدخل مستشفي عقلية ولا اعتقد اني مريضة لذلك سرقة ودخلت السجن”.
وأضافت الصحيفة أن أثناء وجود المسنات في السجن لديهن مختصين لمساعدتهم في مهام الاستحمام واستخدام المرحاض، ومن مهام الضياطرعاية المسنات والتعامل مع اي شيء يعانوا منه مثل مرض سلس البول.
ولفتت الصحيفة إلي أن أكثر من ثلث الضابطات الإصلاحيات استقلن من أعمالهن في غضون 3 سنوات. ومرر البرلمان الياباني في 2016 قانوناً يستهدف ضمان حصول كبار السن ذوي الجرائم المتكررة دعماً من أنظمة الخدمة الاجتماعية والرفاه في اليابان.