الأحد 13 أكتوبر 2024 الموافق 10 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"جدل عقيم".. أسبانيا ترفض خطة الجزائر لحل لنزاع الصحراء الغربية

الرئيس نيوز

لم يمض وقت طويل على الرد الإسباني على الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، حيث رفضت مدريد بشدة محاولات الجزائر لمناقشة تأييد إسبانيا الرسمي لخطة الحكم الذاتي المغربية كأساس لأي حل لنزاع الصحراء الغربية كما وصف وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس محاولات الجزائر لمناقشة موقف مدريد بـ "الجدل العقيم".

ويرى محللون قرارا حازما من قبل مدريد لتعزيز علاقتها مع المغرب، على أساس تفاهم مشترك حول قضية الصحراء الغربية، مع قصر علاقتها مع الجزائر على اتفاقيات الغاز القائمة، وقال الوزير الإسباني إنه "لا يريد تأجيج الجدل العقيم" مع الجزائر، بعد تصريحات للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، التي انتقد فيها تأييد إسبانيا لخطة المغرب للحكم الذاتي للصحراء الغربية.

وقال ألباريس باقتضاب متحدثا إلى محطة إذاعية إسبانية: "اتخذت إسبانيا قرارا سياديا في إطار القانون الدولي ولا يوجد شيء آخر تضيفه"، وفي حديثه عبر التليفزيون الوطني الجزائري وصف تبون تحول السياسة الإسبانية بشأن قضية الصحراء الغربية بأنه "غير مقبول أخلاقيا وتاريخيا"، مضيفا أن "من بين جميع التصريحات الجزائرية، ما يهم الدولة الإسبانية هو الضمان الكامل لإمداد إسبانيا بالغاز الجزائري والاحترام الصارم للعقود الدولية "في هذا الشأن.

وأضاف: "نؤكد للأصدقاء الإسبان الشعب الإسباني أن الجزائر لن تتخلى عن التزامها بتزويد إسبانيا بالغاز تحت أي ظرف من الظروف" كما تجاهلت مدريد حث الجزائر على "توضيحات" لموقفها من الصحراء الغربية بعد أن قالت وزارة الخارجية الجزائرية إن "عودة السفير الجزائري إلى مدريد سيتم تحديدها بشكل سيادي من قبل السلطات الجزائرية في سياق توضيحات مسبقة وصريحة ".

تزود الجزائر إسبانيا بالغاز عبر خط أنابيب ميدغاز الذي يربط البلدين مباشرة عبر البحر الأبيض المتوسط. وتوقف الإمداد عبر خط أنابيب ثان يربط شبه الجزيرة الأيبيرية عبر المغرب في أكتوبر الماضي.

وتبلغ طاقة النقل لخط أنابيب ميدغاز حوالي ثمانية مليارات متر مكعب سنويًا، وجاري التوسع حاليًا لرفع هذا إلى 10.6 مليار متر مكعب. وتشير تقارير إسبانية إلى أن مدريد تحولت في الآونة الأخيرة إلى إمدادات الغاز الأمريكية، الأمر الذي أثار تكهنات بأنها تستعد تدريجياً لإنهاء اعتمادها على الغاز الجزائري وهذا يفسر سبب امتناع الجزائر عن التصعيد بشأن إمدادات الغاز، إذ من المحتمل ألا تتأثر إسبانيا بقرارات الجزائر بأي حال من الأحوال.

ووفقا لموقع آراب ويكلي، وصف نبيل الأندلسي، الباحث المغربي المتخصص في العلاقات الدولية، الرد الإسباني بأنه "صارم" و"يغلق الباب بشكل دائم أمام مناورات" الجزائر، وقال للموقع: "من الجدير بالذكر أن مدريد لم تتفاعل مع تصريحات تبون بحساسية" بل تعاملت معها "ببراجماتية سياسية"، حيث أن وزير الخارجية الإسباني "احتفظ فقط بتعهد تبون بأن الجزائر ستستمر في تزويد إسبانيا بالغاز".

وأضاف الأندلسي أن عدم الرد الإسباني الجوهري على تصريحات تبون أدى فقط إلى تسليط الضوء على "العزلة الإقليمية والدولية للجزائر".

وقال تبون لوسائل إعلام محلية مساء السبت إن الجزائر "تتمتع بعلاقات طيبة مع إسبانيا" لكن الموقف الأخير لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بشأن قضية الصحراء "كسر كل شيء".

وأضاف: "لن نتدخل في الشؤون الداخلية لإسبانيا، لكن الجزائر كدولة مراقبة في قضية الصحراء إلى جانب الأمم المتحدة تعتبر إسبانيا القوة الإدارية في المنطقة ما لم يتم التوصل إلى حل النزاع"، في 18 مارس، أعلنت مدريد دعمها لخطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء الغربية.

كما وصف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز اقتراح الرباط بأنه "أكثر المبادرات جدية وواقعية ومصداقية" لحل النزاع المستمر منذ عقود.
استضاف العاهل المغربي الملك محمد السادس رئيس الوزراء سانشيز، في 7 أبريل، في زيارة تاريخية أنهت أزمة دبلوماسية استمرت لمدة عام، بعد أن تراجعت مدريد عن عقود من الحياد بشأن نزاع الصحراء الغربية لدعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية لعام 2007.