الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد واقعة قارب الموت.. الأمم المتحدة: الظروف الاقتصادية اليائسة في لبنان تدفع إلى الهجرة

الرئيس نيوز

أفادت كل من مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة بأن مأساة غرق قارب قبالة الساحل اللبناني "تؤكد الحاجة إلى الدعم المستمر للبنان".

وقد وقع الحادث المأساوي السبت، قبالة ساحل طرابلس في شمال لبنان، بعد غرق قارب كان يقلّ أكثر من 84 شخصًا.

وتم إنقاذ 45 شخصًا حتى الآن، وتأكيد وفاة ستة أشخاص من بينهم طفل يبلغ من العمر 40 يومًا، بينما لا يزال الكثيرون في عداد المفقودين. ومن بين الركاب أطفال ونساء ورجال وكبار في السن، ولم يتم التأكد من الجنسيات بعد.

وبحسب موقع الأمم المتحدة، أعربت الوكالتان الأمميتان عن حزن عميق إزاء الحادث، وتتابع مفوضية اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة التطّورات مع السلطات المختصة لدعم الناجين من هذا الحادث المأساوي وعائلات الضحايا.

وقال ممثل مفوضية اللاجئين في لبنان، أياكي إيتو: "يُسلّط هذا الحادث المأساوي الضوء على المخاطر الصادمة التي يلجأ إليها الكثيرون بدافع اليأس. تحطم القوارب وغرقها، والوفيات المأساوية والمعاناة التي تسببها أمر يمكن تفاديه، وذلك من خلال حشد الدعم الدولي المستمر لمساعدة لبنان، خاصة مع تدهور الظروف المعيشيّة للاجئين واللبنانيّين على حدّ سواء."

وفي تغريدة على حسابها على تويتر، قالت يوانّا فرونِتسكا، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، إنها تلقت بكثير من الحزن خبر سقوط ضحايا، بمن فيهم أطفال، في غرق المركب قبالة سواحل مدينة طرابلس.

وقالت "هذه المأساة هي بمثابة إشارة أخرى إلى الحاجة الملحة لإيجاد حلول للأزمات الاجتماعية والاقتصادية والمصاعب المعيشية في لبنان التي تدفع بالكثيرين إلى تعريض حياتهم للخطر أثناء محاولتهم الهروب عن طريق البحر."

ظروف اقتصادية يائسة تدفع إلى الهجرة

من جهته، صرّح رئيس المنظمة الدولية للهجرة في لبنان، ماتيو لوتشيانو أن الأزمة الاقتصادية في لبنان تسببت بواحدة من أكبر موجات الهجرة في تاريخ البلد.

وقال: "تدفع الظروف الاقتصادية اليائسة المتزايدة، بعدد متزايد من الأفراد في لبنان إلى المغادرة بطرق غير آمنة. هناك حاجة ماسة إلى بدائل آمنة وقانونية للهجرة غير النظامية، وإلى دعم سبل العيش وتحسين الوصول إلى الخدمات في المجتمعات المعرضة للخطر".

يُذكر أن لبنان شهد زيادة في عدد المغادرين بحرا منذ عام 2020 حين حاول 38 قاربًا على متنها أكثر من 1,500 راكب القيام بتلك الرحلات الخطرة، وتم اعتراض أو إعادة أكثر من 75 في المائة منها.

دعوة إلى الإنزال الآمن للركاب

هذا العام وحتى هذا التاريخ، وبالإضافة إلى قارب السبت، غادرت ثلاثة قوارب على الأقل الشواطئ اللبنانيّة كانت تضمّ 64 راكبًا، تم اعتراض زورقين منها قبل مغادرتهما المياه اللبنانية.

ودعت المفوضية والمنظمة الدولية للهجرة إلى الإنزال الآمن للأشخاص العالقين في عرض البحر وإلى احترام مبدأ عدم الإعادة القسرية. وسيحصل الأفراد الذين يتم إنقاذهم في البحر أو إعادتهم إلى لبنان على دعم طبي ونفسي ومساعدات طارئة.

كما ناشدت المنظمتان تضامن المجتمع الدولي المستمر لتيسير ظروف المجتمع المضيف وكذلك اللاجئين والمهاجرين الذين يتم استضافتهم في لبنان.

وأكد البيان أن المنظمتين تواصلان العمل مع مجتمعات اللاجئين والمهاجرين والمجتمعات المضيفة لتوعية الأفراد حيال مخاطر الرحلات غير النظامية.