شيد خلال الحرب الباردة ويعد حصنًا تحت الأرض.. مصنع "آزوفستال" أخر قلاع ماريوبول
قالت القوات الروسية إنها دخلت مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية الأوكرانية، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمر اليوم الخميس قوات بلاده بعدم اقتحام مصنع الصلب "آزوفستال" الذي يعد آخر معقل للقوات الموالية لحكومة كييف في مدينة ماريوبول جنوب شرق أوكرانيا، فلماذا جاء القرار على ذلك النحو.
ونقلت وكالة "روسيا اليوم" عن بوتين قوله: لا تقتحموا مصنع آزوفستال وأحكموا الطوق عليه والاقتراح مرة أخرى على القوات الأوكرانية المتحصنة فيه بالاستسلام، مع ضمان الحفاظ على أرواحهم ومعاملتهم الكريمة.
كانت موسكو أعلنت غير مرة في الأيام الأخيرة فتح ممرات إنسانية، واقترحت على القوات الأوكرانية المحاصرة في "آزوفستال" نزع السلاح والاستسلام، لكنها ترفض وتطالب بالسماح لها بالانسحاب من ماريوبول مع أسلحتها وجرحاها وجثث قتلاها بوساطة جهة ثالثة.
لماذا رفض بوتين اقتحام المصنع؟
وفق تقارير ميدانية، فإن مصنع "آزوفستال" للحديد والصلب، يعد حصنا ممتازا يمكن للقوات الأوكرانية المحاصرة هناك أن تقاوم فيه القوات الروسية لفترة طويلة.
ومصنع "آزوفستال" الذي تم تدشينه عام 1930 هو بمثابة قلعة خرسانية عملاقة تمتد على مساحة نحو 12 كلم بين نهر كالميوس وبحر آزوف وتملك ميناء شحن خاصا بها ومنظومة مركبة من المرافق تحت الأرضية، وبين هذه المرافق طابق سلفي ضخم وشبكة أنفاق تربط بين مختلف أجزاء المصنع وملجأ تحت أرضي على عمق 10 أمتار تحت الأرض، وتم إنشاء هذه المرافق تحت الأرضية إبان الحرب الباردة بغية حماية 10 آلاف من عمال المصنع.
ويقدر تعداد المجموعة الأوكرانية المحاصرة داخل "آزوفستال" (منهم عناصر للقوات النظامية الأوكرانية وكتيبة "آزوف" القومية ومرتزقة أجانب، وفقا لبيانات وزارة الدفاع الروسية) بما بين 1500 و2000 شخص.
ووفق الوكالة الروسية، "قال بوتين: في مثل هذه الحال خاصة، وكما الحال دائما يجب أن نحرص أكثر من أي وقت آخر على الحفاظ على حياة وصحة جنودنا وضباطنا. ليست هناك حاجة للنزول إلى السراديب والزحف تحت أرض هذه المنشآت الصناعية".