الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

داخل فقاعة عازلة.. تل أبيب بعد هجوم 7 أبريل وتصعيد الاحتلال في الضفة الغربية

الرئيس نيوز


بدأت الحياة في تل أبيب تعود إلى الوضع الطبيعي في أعقاب هجوم وصفه الإسرائيليون بالإرهابي، وتابعت سارة هوفمان، مراسلة موقع دويتش فيله الألماني المقيمة في تل أبيب، ما يعنيه ذلك مع استمرار العمليات العسكرية على بعد كيلومترات فقط من المدينة، أي داخل الأراضي الفلسطينية.
وقالت المراسلة: "تبدو تل أبيب هادئة بشكل غير عادي هذه الأيام فترى المطاعم المعروفة بطوابير الانتظار الطويلة أمامها، قد اختفى الزحام أمامها، ولم تعد أمامها طوابير انتظار بل لا تزال بها أماكن جلوس متاحة لتناول طعام الغداء والعشاء وربما يكون السبب عيد الفصح، أو ربما الخوف من تكرار الهجوم الإرهابي على حانة في وسط تل أبيب وهو الحادث الذي وقع في وقت سابق من أبريل الجاري".
كان يوم الخميس، بداية عطلة نهاية الأسبوع في إسرائيل، عندما سمعنا عويل سيارات الإسعاف وصفارات الإنذار التابعة للشرطة وعلى بعد 600 متر من مقر إقامة المراسلة، أطلق شخص النار على عدة أشخاص في حانة وبالفعل لقي ثلاثة منهم مصرعهم وأصيب سبعة آخرون بعضهم في حالة خطرة وهذا هو رابع هجوم تتعرض له إسرائيل خلال أسبوعين فقط.
ويتفاعل الناس في تل أبيب بسرعة في مثل هذه المواقف، وتوقع أصدقاء القتلى أنهم من بين الضحايا لأنهم لم يردوا على هواتفهم، وسرعان ما هرعت قوات الإنقاذ والأمن إلى مكان الهجوم.
المجتمع الملتزم
عندما تتعرض إسرائيل للهجوم، سواء كان ذلك على الأرض أو صواريخ من غزة، هناك شعور غريب بالألفة مع مشهد رجل يرتدي بيجامة وهو يسرع الخطى ليدخل ملجأ آمن ضد القنابل في الساعة الثانية صباحًا، وهو مشهد أصبح متكررا.
وتترك الحوادث التي وقعت بالفعل تأثير نفسي هائل، فالخوف هو الشعور الأكثر سيادة في تل أبيب كلما تنطلق صفارات الإنذار، والكل ينظرون حولهم عندما تندفع سيارات الإسعاف، ويتساءلون عن العواقب إذا قرر أحدهم التريض في الشارع بالقرب من موقع الحادث، وذكرت المراسلة أن هناك اشتباكات في الضفة الغربية تدور رحاها في مكان قريب من تل أبيب لكنها نادرا ما تؤثر على الفقاعة العازلة التي تجد المدينة نفسها داخلها، بعد مرور 20 عاما على بناء الجدار الفاصل.
غالبًا ما يشار إلى تل أبيب على أنها فقاعة حيث يحتسي البوهيميون القهوة، بينما على بعد أقل من ساعة بالسيارة في قلقيلية وطولكرم وبلدات أخرى، يعيش الفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي - خلف جدار تقول إسرائيل إنه بني لمنع الهجمات الإرهابية وبدأ بناء ما يسمى بالجدار الفاصل قبل عشرين عاما تقريبا، خلال الانتفاضة الثانية.
في أعقاب هجوم 7 أبريل في تل أبيب، بدأ الجيش الإسرائيلي عدة عمليات عسكرية في جنين ومواقع أخرى في الضفة الغربية المحتلة وقتل ما لا يقل عن 23 فلسطينيا منذ ذلك الحين، من بينهم مسلحون - ولكن أيضا استشهد قصي الحمامرة البالغ من العمر 14 عاما وزعم الجيش الاحتلال أنه ألقى عليهم زجاجة حارقة  وفقًا لبعض تقارير الوكالات، لم يكن متورطًا في أي شيء على الإطلاق.
وزعم جيش الاحتلال أن امرأة تبلغ من العمر 40 عاما قتلت بالرصاص بعد اقترابها "بشكل مريب" من جنود وأفادت مصادر فلسطينية أن المرأة كانت أرملة مصابة بضعف البصر وأم لستة أولاد، كما نفذ الجيش الإسرائيلي هجمات في غزة وتقول السلطات إنها استهدفت موقعًا لتصنيع الأسلحة بعد أن تم اعتراض صاروخ أطلق من غزة التي تسيطر عليها حماس.
الوضع الحالي لا يمكن مقارنته بما كان عليه في الانتفاضة الثانية قبل عشرين عامًا، ولكنه يستعيد الذكريات ويثير الصدمة بين الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، ويقال إن الانتفاضة الثانية قللت بشكل كبير من التعاطف مع ضحايا الجانب الآخر وحتى يومنا هذا، لا يستطيع الكثيرون التعاطف مع محنة المدنيين على الجانب الآخر من الصراع.
جعل الحاجز الفاصل الاتصال البشري صعبًا خلال العقدين الماضيين وبصرف النظر عن خدمتهم العسكرية، فإن معظم سكان تل أبيب اليهود لم يلتقوا أبدًا بأسرة فلسطينية واستخدم الفلسطينيون ثقوبًا في الجدار للذهاب إلى العمل في إسرائيل، أحيانًا بشكل غير قانوني؛ والآن يتم إغلاق هذه الفجوات.