الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

لماذا تدعم الجزائر الدبيبة حتى الآن رغم قرار البرلمان الليبي بتعيين ‏باشاغا؟

الرئيس نيوز

لا يزال المشهد الليبي ملتبسًا ومعقدًا، في ظل رفض رئيس الحكومة ‏المنتهية ولايتها، عبد الحميد الدبيبة، تسليم السلطة، لفتحي باشاغا ‏المنتخب من البرلمان الليبي الشرعي، رئيسًا لحكومة الاستقرار الجديدة.‏

ووصل الدبيبة، أمس الأول الاثنين، إلى الجزائر في زيارة رسمية، ‏يرافقه عدد من الوزراء ورئيس الأركان العامة ورئيس جهاز المخابرات ‏العامة ورئيس جهاز الأمن الداخلي، في محاولة للحصول على دعمها ‏وكسر العزلة السياسية لحكومته.‏

أكد الدبيبة أن حكومته ستتخذ إجراءات رادعة حيال العبث بثروات ‏الشعب الليبي، وذلك تعليقا على عمليات الإقفال التي طالت حقولا ‏وموانئ نفطية منذ السبت، وفي تصريح عقب لقائه الرئيس الجزائري ‏عبد المجيد تبون، قال إن "الحكومة اليوم ستقوم بخطوات رادعة حيال ‏العبث بثروات الشعب الليبي. حقيقة الأمر القرار السيادي في بلادي هو ‏قرار شرعي ودولي.‏

ولفت إلى أنه ناقش مع تبون عددا من الملفات أهمها عقد الانتخابات ‏القادمة في ليبيا، وأضاف أنه قدم للرئيس الجزائري تصور حكومة ‏الوحدة الوطنية لإنجاز هذا المشروع المهم، والانتقال بليبيا من المراحل ‏الانتقالية إلى مرحلة الاستقرار، وتمكين الشعب الليبي من اختيار من ‏يحكمه وممثليه في السلطة.‏

أكد أنه تطرق خلال مناقشاته مع تبون للدور الجزائري المهم المأمول في ‏دعم هذه الانتخابات وضرورة إجرائها في أقرب وقت ممكن، وإلى ‏ضرورة زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين، خاصة في مجال النفط ‏والغاز، خصوصا في ظل الظروف العالمية بهدف زيادة الإنتاج والتحكم ‏في الأسعار وتسويقها.‏



زيارة لها مغزى

زيارة الدبيبة للجزائر حملت رسائل واضحة أن الجزائر لا تزال تعترف ‏بسلطة الدبيبة على الرغم من قرار البرلمان الليبي بتعيين باشاغا رئيسًا ‏لحكومة الاستقرار.‏

ومنذ بدايات الأزمة بين الدبيبة وباشاغا، وأظهرت الجزائر دعمًا للأول، ‏حيث التقى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بالدبيبة في قطر، وتحدثا ‏على ضرورة إحداث استقرار في ليبيا.‏

ويأتي دعم الجزائر للدبيبة رغم وجود شبه إجماع عربي يأتي على رأسه ‏القاهرة، على دعم قرارات المؤسسات الليبية، بما فيها قرار البرلمان ‏الليبي بتنصيب باشاغا. ‏



دعم قديم ‏

الكاتب الصحفي، عبد الله السناوي، يقول لـ"الرئيس نيوز": "مسألة ‏التباين المصري الجزائري بشأن التعاطي مع الملف الليبي قديمة وليست ‏جديدة، وتأخذ بتغير الظروف أسباب مختلفة، رغم بعض الجهود ‏والمحادثات والزيارات والبيانات المشتركة، إلا أن الملف الليبي لغز في ‏العلاقات المصرية والجزائرية، ولم تتمكن الدولتان حتى الآن من توافق ‏حقيقي بشأنه، على الرغم من أنه جرى حلحلة مواقف أخرى كثيرة بينها ‏الموقف المصري التركي، لكن ظل الجزائر إحدى دول الحدود مع ليبيا ‏في نفس المشكلة". ‏

أوضح الكاتب الصحفي، أن الجزائر كانت طوال الوقت مع الحل ‏السياسي للأزمة الليبية في ظل توحش الميليشيات، والتهديد على الحدود ‏الجنوبية، وقال: "الجزائر كانت أقرب ما تكون واقفة من مسافة متساوية ‏من الأطراف المتنازعة (ميليشيات وغير ميليشيات) بغض النظر عن ‏الحق والباطل والصواب والخطأ، لأن ليبيا دولة حدودية مع الجزائر، ‏ولا تريد الجزائر أي قلاقل على حدودها، فضلًا عن أن شبح التسعينيات ‏أو ما يسمى العشرية السوداء لا يزال عالقًا في أذهان الجزائريين".‏



العشرية السوداء

أكد السناوي: "الجزائر حريصة على تسوية أمن الحدود مع ليبيا، لأن ‏الحدود واسعة، ومن الممكن استخدامها في تهريب السلاح. وحتى تنأى ‏بنفسها عن مواطن العنف أو أن يعود العنف إلى أراضيها مرة اخرى، ‏أخذت هذا الموقف الذي يتقطاع بشكل كبير مع الموقف المصري، ‏الرافض لأي دور للميليشيات أو الجماعات المسلحة في المستقبل الليبي؛ ‏لأن هذا تهديد صريح للامن القومي المصري". ‏

تابع الكاتب الصحفي: "نحن عانينا كثيرًا من عمليات التهريب وتسلل ‏العناصر الإرهابية، من ليبيا إلى مصر، لكننا نجحنا إلى درجة كبيرة جدًا ‏في منع ذلك". ‏

يوضح السناوي: "ظني أن الحل الوحيد لتجاوز أي تباينات مصرية ‏جزائرية، هو الجلوس في اجتماعات للتعرف على شواغل كل طرف، ‏وتوجهاته ومواقفه من القضية الليبية وتفهمها، فالأمن الجزائري القومي ‏مصر تضعه على قمة أولوياتها، ومصر لها نفس التصور، ولابد ‏للجزائر أن تعترف بحق القاهرة في الخوف على أمنها القومي جراء ‏انهيار الأوضاع في ليبيا، وما يتوجب اتخاذه لحماية أمن حدودها".‏

اختتم قائلًا: "التنسيق بين الدولتين سيمنع أي تقاطعات أو تجاذبات بينهما ‏فيما يتعلق بالملف الليبي".‏