السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

تبادل اتهامات روسية غربية بمجلس الأمن.. والأمم المتحدة تحذر: أوكرانيا تواجه كابوس إنساني وحشي

الرئيس نيوز

بطلب من المكسيك وفرنسا، عقد مجلس الأمن جلسة لبحث الوضع في أوكرانيا، أمس الثلاثاء، مع دخول الحرب الروسية على أوكرانيا أسبوعها الثامن، وأعرب العديد من أعضاء مجلس الأمن عن دعمهم لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى وقف لإطلاق النار خلال فترة عيد الفصح.

وبحسب تقرير نشر على الموقع الرسمي للأمم المتحدة، تحدثت عبر تقنية الفيديو نائبة مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، كيلي كليمنتس، من هنغاريا، حيث يوجد نصف مليون أوكراني، وهو جزء بسيط من خمسة ملايين شخص اضطروا إلى ترك بلدهم، على حدّ تعبيرها.

كما تقدّر الأمم المتحدة أيضًا أن 13 مليونا آخرين لا يزالون في المناطق الأكثر تضررًا، والعديد منهم غير قادرين على التنقل ويصعب الوصول إليهم بأمان.



وقالت "كليمنتس": "كانت المفوضية تستعد لأربعة ملايين لاجئ، والآن مع دخول الحرب أسبوعها الثامن، بلغ عدد اللاجئين خمسة ملايين ولا تزال الأعداد ترتفع"، وتحدثت عن قصص تنفطر لها القلوب لأولئك "الذين قُتلوا، ومن كان محظوظا فهرب، وأولئك الذين تُركوا أو ظلوا مع أحبّائهم حيث لا يزال مكانهم غير معلوم".

توسيع نطاق المساعدة للاجئين

شملت جولة نائبة المفوض السامي حتى الآن جمهورية التشيك والنمسا وستتواصل زيارتها إلى جمهورية سلوفاكيا، وهي زيارة مكمّلة لجولة المفوض السامي - والتي شملت أوكرانيا – ومساعده للعمليات، رؤوف مازو، والذي كان في مولدوفا ورومانيا منذ أن قدم إحاطة إلى مجلس الأمن.

وأشارت إلى أنه عندما زار المفوض السامي أوكرانيا قبل أسبوعين، تحدث مع الحكومة حول توسيع نطاق المساعدة النقدية للوصول إلى 360,000 شخص ضعيف داخل البلاد، وقالت إن المفوضية ستمدّ أوكرانيا بالخبرات في تقديم المأوى لمساعدة أولئك الذين لحقت الأضرار بمنازلهم، وإصلاح مراكز الاستقبال.

وتعمل المفوضية الآن على التوقيع على اتفاقيات مع ثلاث وزارات رئيسية في أوكرانيا للمضي قدما بالعمل، لدعم الحكومة التي تقود هذا الجهد.



وشددت "كليمنتس"، على الاستمرار في العمل لتوسيع نطاق المساعدة المنقذة للحياة للنازحين داخليًا في عموم أوكرانيا، وخاصة في وسط وشرق البلاد، حيث "يتكشف كابوس إنساني وحشي" مؤكدة على أن الأمر يتطلب الموارد إضافة إلى وصول آمن ودون إعاقة إلى أولئك الذين يحتاجون إلى المساعدة حيثما كانوا في البلاد حتى يتسنى لهم أيضا الحصول على المساعدة التي تشتد الحاجة إليها.

الفرار يأسًا وخوفًا ليس فقط في أوكرانيا.. والقائمة تطول

وأوضحت المسؤولة الأممية أن الكثير من الناس يفرّون يأسًا وخوفًا، ليس فقط في أوكرانيا، ولكن أيضًا في اليمن وميانمار وإثيوبيا وسوريا وفنزويلا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والقائمة تطول على حد قولها.

وقالت مخاطبة أعضاء مجلس الأمن: "نطلب من هذا المجلس أن يواصل، حتى لو كان تركيزنا اليوم على أوكرانيا، أخذ احتياجات جميع اللاجئين بعين الاعتبار من جميع أصقاع الأرض. يحتاج جميع من اقتُلعوا من ديارهم إلى نفس التضامن، ونفس الرحمة، ونفس الحماية"، مؤكدة أن الغالبية العظمى من الفارّين في أوكرانيا هم من النساء والأطفال، ولذلك تتعاظم مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي والاتجار والاستغلال الجنسي والإساءة.

وتعمل المفوضية مع المنظمة الدولية للهجرة للحد من هذه المخاطر ومنعها والاستجابة لها.

وقالت: "إلى جانب تعزيز برامج العنف القائم على النوع الاجتماعي، نشرنا في الميدان منسقين يتمتعون بخبرة في مجال منع الاستغلال الجنسي والإساءة لدعم استجابة الحكومة"، ودعت الدول إلى إنهاء حصانة المتجارين، والمساعدة في تحديد احتياجات الحماية الدولية للناجين والأشخاص المعرّضين للمخاطر، ومضاعفة الجهود لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع والتي تسمح للمفترسين بانتهاز فرصة الحرب.

وشددت على أن المفوضية ستواصل العمل من أجل توفير المساعدة المنقذة للحياة. غير أنها أضافت: "لكن لن توقف كومات الأغطية ولا المبالغ النقدية ولا كميات الأدوية، الوفاة والدمار. الإغاثة وحدها لن توقف فرار الأشخاص بسبب الحرب، ولن تعطيهم ما يريدونه حقا وهو السلام والأمان في ديارهم، الفرصة للعودة الطوعية والاستدامة".

"وتماما كما تقوم المفوضية بعملها"، دعت "كليمنتس" في ختام كلمتها مجلس الأمن إلى القيام بعمله أيضًا، ووضع الخلافات جانبًا وإيجاد طريقة لإنهاء هذه الحرب المرعبة، على حدّ تعبيرها.

المنظمة الدولية للهجرة: 7.1 مليون نازح داخليًا.. و3 مخاطر تواجهمم

متحدثًا عبر تقنية الفيديو أيضًا، قال أنطونيو فيتورينو، المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة إنه بحسب آخر تقييم بواسطة مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، فإن عدد النازحين داخليًا بلغ 7.1 مليون شخص.

وحذر من أنه مع زيادة استهداف المدن فإن المدنيين يتعرّضون بشكل أكبر للهجوم ويتضررون، وهو ما يقود إلى معاناة أكبر ونزوح أكثر داخل البلاد وخارجها، مناشدًا أطراف النزاع التمسك بالتزاماتها ضمن القانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين ومنازلهم والبنية التحتية المدنية.

وقال: "عندما زرت بعض الدول المجاورة المعنية مؤخرا، شاهدت بأم عيني الثمن الذي يدفعه المدنيون لهذا الصراع: النساء والأطفال، كبار السن، الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة، كلهم تضرروا بشكل غير متناسب، فهم يمثلون الفئات الضعيفة".

وحدد "فيتورينو" مخاطر محددة يواجهها النازحون داخليا واللاجئون ورعايا الدول الثالثة:
  • أولًا، في الحالات التي فيها نزوح جماعي، يمكن للمرء أن يتوقع أن يعاني ما يصل إلى 30 في المائة من السكان من شكل من أشكال التأثير النفسي السلبي ومشاكل الصحة النفسية.
  • ثانيًا، تظل المنظمة الدولية للهجرة قلقة على وجه التحديد إزاء وضع النساء والأطفال الذين تركوا أوكرانيا أو ظلوا نازحين فيها، في إشارة إلى الاتجار بالبشر، والعنف القائم على النوع الاجتماعي.
  • ثالثًا، على الرغم من الإشادة بتضامن الدول المجاورة واستقبالها للأوكرانيين ورعايا الدول الثالثة، إلا أن المنظمة الدولية للهجرة قلقة حيال تقارير عن التمييز والعنف وكراهية الأجانب ضد رعايا الدول الثالثة.


وحول هذه النقطة، أكد "فيتورينو"، أن التمييز على أساس العرق والإثنية والجنسية أو وضع الهجرة غير مقبول، داعيا الدول إلى ضمان حمايتهم وتقديم المساعدة الفورية لهم على نحو غير تمييزي، مشددًا على الحاجة إلى توسيع نطاق الخدمات لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان.

أيرلندا تخاطب روسيا مباشرة

تحدّث وزير خارجية أيرلندا، سيمون كوفيني، أمام مجلس الأمن وقال مخاطبًا روسيا: "أود أن أدعو روسيا مباشرة إلى الموافقة على وقف إطلاق نار لأغراض إنسانية فورًا، والالتزام بالمفاوضات واحترام هذا الميثاق".

وأكد أن أيرلندا لا تستطيع البقاء صامتة، ولن تفعل ذلك، في حين تستمر هذه الحرب المدمرة والرعناء، داعيًا جميع أعضاء المجلس إلى ألا يصمتوا أيضًا، مضيفًا: "كما كانت في 25 فبراير، هي اليوم كذلك حرب بالاختيار. يمكن إنهاؤها فورا إذا قرر الرئيس (فلاديمير) بوتين ذلك"، لكنه أشار إلى أنه عوضا عن ذلك، "نرى هجوما متجددا في شرق أوكرانيا".

وركّز الوزير الأيرلندي على تداعيات الحرب على الضعفاء حول العالم، وخاصة على الدول في الشرق الوسط والقرن الأفريقي وأميركا اللاتينية، مشيرا: "ارتفع سعر القمح والزيت بنسبة 300 في المائة في الصومال، حيث نزح أكثر من 700,000 شخص بسبب الجفاف. احتياطي القمح في فلسطين قد ينفد في غضون ثلاثة أسابيع".

فرنسا والمكسيك: لن تبقى هذه الجرائم بلا عقاب

تأتي جلسة مجلس الأمن بدعوة من فرنسا والمكسيك. وقبل الجلسة، تلا مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة، نيكولاس دي ريفيير، ومندوب المكسيك الدائم لدى الأمم المتحدة، خوان رامون دي لافيونت، بيانًا للصحفيين، أكدا فيه أن الدعوة إلى الجلسة تأتي لبحث وضع اللاجئين والأشخاص النازحين داخليا.

وذكر البيان أن واحدًا من بين كل أربعة أشخاص في أوكرانيا نزحوا بسبب الحرب الروسية ضد أوكرانيا. و90 في المائة من اللاجئين والنازحين هم من النساء والأطفال.

وقال المسؤولان في بيانهما إن مخاطر الاتجار بالبشر عالية، ولذلك جاءت دعوة البلدين إلى جلسة لمجلس الأمن بحضور المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.



وقال ممثلا الدولتين: "نعتقد أن لدينا مسؤولية جماعية لحماية وتقديم المساعدة للاجئين والنازحين داخليا دون أي تمييز. ندعم بالكامل جهود المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين والجهات الفاعلة الإنسانية الأخرى، لتقديم المساعدة وتنظيم عودة رعايا البلدان الثالثة".

وأشارا إلى أنه نتيجة لهذه الحرب المستمرة منذ شهرين تقريبا، قُتل مدنيون، بمن فيهم أطفال، وعاملون في المجال الإنساني والطبي، وصحفيون.

ونقلا عن منظمة الصحة العالمية، قال المسؤولان إنه جرى استهداف مرافق الرعاية الصحية بـ 136 هجوما. وهذا يعني أن أوكرانيا تمثّل أكثر من 68 في المائة من جميع الهجمات على الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم منذ بداية العام.

وقالا: "لن تبقى هذه الجرائم بلا عقاب"، وشددت الدولتان على أن الأولوية القصوى هي لتحقيق وقف فوري للأعمال العدائية والاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي.

وذكرت الدولتان العضوتان في مجلس الأمن: "حماية المدنيين ضرورة مطلقة، يجب ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. يجب ألا ندّخر وسعا لتحقيق هذه الأهداف"، مشيرتين إلى دعمهما لنداء الهدنة خلال عيد الفصح الذي أطلقه صباح اليوم الأمين العام.

تداعيات الوضع المتقلب في أوكرانيا على روسيا

قال نائب المندوب الدائم للاتحاد الروسي دميتري بوليانسكي، إن بلاده واجهت عواقب تدهور الوضع في أوكرانيا فور الانقلاب المناهض للدستور الذي حدث هناك في فبراير 2014، على حد تعبيره.

وأضاف أنه "بمجرد أن أظهرت السلطات القومية وجهها الحقيقي"، وأطلقت العنان لحرب ضد اللغة الروسية من ثم دمرت الجزء الشرقي من البلاد، "أغرقت روسيا باللاجئين الذين فروا من تصرفات نظام الميدان غير الشرعية،" والذين بلغ عددهم 1.7 مليون شخص على الأقل قبل العملية العسكرية الروسية الخاصة.

وأوضح السفير الروسي أن "النزوح الجماعي للأوكرانيين من بلادهم ليس بالأمر الجديد على تلك الدولة،" التي قال إنها فقدت ربع سكانها بين عامي 1990 و2021.

وقال إنه لا يريد أن يقلل من أهمية "حجم تحديات الهجرة التي قد تواجه أوكرانيا،" لكنه لا يوافق على محاولات البعض محو تاريخ أوكرانيا ما بعد الاتحاد السوفياتي ومحاولات غض الطرف عن جميع مشاكل البلاد قبل العملية العسكرية الروسية.



الغرب يتناسى ما فعله في أفغانستان والعراق ويوغوسلافيا وليبيا


وقال نائب الممثل الدائم دميتري بوليانسكي إنه خلال رسم "صورة (الغرب) للعالم"، يحاول مندوبو الدول الأعضاء تقديم أوكرانيا وكأنها "نوع من الخراف البيضاء النقية والبريئة"، مشددًا على أن هذه الصورة لا تتناسب مع حرب السنوات الثماني لنظام كييف مع السكان المدنيين في شرق بلادهم، سنوات التخريب العديدة لـ "اتفاقيات مينسك"، على حد قوله.

علاوة على ذلك، أضاف الدبلوماسي الروسي أنه من خلال محاولة مندوبي الدول الأعضاء بشكل غير معقول تقديم ما حدث في 24 فبراير على أنه "عدوان روسي غير مبرر وغير مسبوق‘ أو ’حرب اختيار‘، فهم يتظاهرون بنفاق بأنه لم يحدث شيء أكثر فظاعة في العالم منذ الحرب العالمية الثانية، ويغضّون الطرف عن "مئات آلاف الضحايا منذ انتهاء الحرب الباردة و"المغامرات العسكرية للدول الغربية في أفغانستان والعراق ويوغوسلافيا وليبيا.

وفي نفس السياق، ذكر السفير الروسي الرسالة التي وزعتها بعثة سوريا الدائمة على مجلس الأمن والتي تشير إلى "العواقب المروعة لتدمير مدينة الرقة من قبل الأمريكيين في عام 2017"، قائلا إن هذه العملية أصبحت اسما مألوفا لعمل غير إنساني، إذ سويت المدينة عمليا بالأرض مع سكانها.

روسيا تشكك بنوايا دعوات وقف إطلاق النار

وفي ختام كلمته تحدث السفير الروسي عن استخدام المركبات المدرعة لبعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا من قبل التشكيلات المسلحة في أوكرانيا، قائلا إن قيادة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا كانت على علم بالمشكلة، لكنها فضلت التكتم على هذه الحقيقة حتى النهاية.

ولفت الانتباه إلى أن مثل هذه الاكتشافات تقوض الثقة في أي منظمة دولية تهيمن عليها الدول الغربية.

وقال: "لن أخفي حقيقة أن الدعوات للسلام ووقف إطلاق النار تبدو كاذبة جدا وغير صادقة في ظل هذه الظروف".

ما يجري عمليا، بحسب نائب المندوب الروسي، هو فقط منح القوميين والراديكاليين في كييف فترة راحة حتى يتمكنوا من إعادة تجميع صفوفهم، وتلقي دفعات جديدة من الطائرات بدون طيار والصواريخ المضادة للدبابات... وعلى طول الطريق، يرتبون أيضا استفزازات غير إنسانية جديدة وإطلاق صور مزيفة جديدة عن تصرفات الجنود الروس.

وأكد أن بلاده سوف تفصل بعناية مثل هذه الدعوات التكتيكية "للسلام الزائف" عن الرغبة الصادقة لمساعدة أوكرانيا في اتخاذ القرارات الصحيحة الوحيدة التي طال انتظارها.

الولايات المتحدة تدعو لدعم اللاجئين الأوكرانيين والدول التي تستضيفهم

السفيرة الأمريكية ليندا توماس-غرينفيلد، ركزت في كلمتها اليوم على ما يمكن القيام به لمساعدة اللاجئين ومساعدة دول المواجهة على حماية أولئك الذين يبحثون عن الأمان، معربة عن الشكر للبلدان التي استقبلت في البداية الغالبية العظمى من اللاجئين.



من جانبها، رحبت الولايات المتحدة بما يصل إلى 100 ألف أوكراني، بحسب السفيرة الأمريكية التي قالت إن بلادها تمول الجهود لدعم جميع أولئك الذين فروا من أوكرانيا، داعية إلى توفير نفس القدر من الدعم والحماية للعديد من مواطني البلدان الثالثة الفارين من أوكرانيا: "اللاجئون هم لاجئون، بغض النظر عن خلفيتهم أو عرقهم أو دينهم أو البلد الذي أتوا منه."

ودعت السفيرة الأمريكية أيضًا إلى التصدي لخطر الاتجار بالبشر، مشيرة إلى أن غالبية النازحين واللاجئين من النساء والأطفال: "إنهم يواجهون مخاطر جسيمة - من التعرض للاتجار بهم واستغلالهم وتعرضهم للعنف القائم على النوع الاجتماعي. وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا للتخفيف من تلك المخاطر."

وقالت إن العالم يتطلع إلى الأمم المتحدة ويتساءل عن كيفية الاستجابة في أعقاب تصرفات روسيا غير المعقولة، مؤكدة في هذا السياق أن "دعم اللاجئين والدول التي تستقبلهم يعد إحدى أقوى الطرق التي يمكننا جميعا المساعدة فيها".

أوكرانيا ترحب بإعلان الأمين العام بشأن الهدنة الإنسانية

المندوب الأوكراني الدائم لدى الأمم المتحدة، سيرغي كيسليتسيا أشاد بنداء الأمين العام للأمم المتحدة، الذي أطلقه اليوم بغرض إقامة هدنة إنسانية للسماح بفتح معابر إنسانية، داعيا روسيا إلى أن تصغي وتلبي هذا النداء.

وأثنى على جهود الأمم المتحدة لدعم المواطنين الأوكرانيين في الميدان، مرحبًا بعودة بعثة الأمم المتحدة إلى كييف، "نظرا لجسامة الأزمة فإننا نطالب بزيادة المساعدة الإنسانية من الأمم المتحدة، داخل أوكرانيا وحولها، وسرعة إيصالها إلى المحتاجين".



وأعرب سيرغي كيسليتسيا عن امتنانه لكافة الدول التي استقبلت لاجئين أوكرانيين وفي طليعتهم النساء والفتيات.

"ترويع" في بوتشا
وقال المندوب الأوكراني إن القوات الروسية وبعد فشلها في الاستيلاء على كييف انتشرت في مدينة بوتشا طوال شهر مارس، قائلًا إن فترة الشهر هذه "تحولت إلى فترة ترويع للمدنيين في المدينة المحتلة".

واتهم القوات الروسية بارتكاب فظائع ونهب منازل المواطنين في بوتشا، وأضاف: "وبينما نجتمع الآن، تدور رحى المعركة في دونباس في أوكرانيا. تستهدف القوات الروسية المدن والقرى الأوكرانية في شرق البلاد وتسعى لمحوها من الخارطة ولا تميز بين العسكري والمدني".

وأضاف السفير الأوكراني أن الوضع في ماريوبول يظل سيئا، مشيرا إلى أن ملايين المدنيين "لا يزالون محتجزين في المدينة... وهم بحاجة إلى إجلاء فوري"، متهمًَا روسيا برفض طلبات الطرف الأوكراني "وطلبات قادة العالم وكبار موظفي الأمم المتحدة لتوفير معابر إجلاء للمدنيين."

ودعا مجلس الأمن إلى ممارسة سلطاته بشكل عاجل عملًا بميثاق الأمم المتحدة لإنقاذ المدنيين الأبرياء في ماريوبول وفي المدن الشرقية الأخرى.

مراكز للتعذيب ومعسكرات فرز

واتهم السفير الأوكراني القوات الروسية بفتح "مراكز للتعذيب ومعسكرات فرز" في المناطق التي تسيطر عليها، بما في ذلك خرسون وزابوريجيا، "ويواصلون اعتقال واختطاف ممثلي السلطات المحلية والناشطين،" وأضاف: "يواصل الغزاة الروس نقل الأوكرانيين قسرا من الأراضي المحتلة من دونباس إلى روسيا كما فعلت ألمانيا النازية في الماضي. إن معسكرات الفرز هي جزء لا يتجزء من نقلهم... وإلى يومنا هذا فإن ما يزيد على 500 ألف أوكراني، منهم 121 ألف طفل، نقلوا قسرا إلى الأراضي الروسية".

وحتى تاريخ اليوم، قال السفير الأوكراني إن ما يزيد على 12 مليون شخص غادروا ديارهم بسبب العدوان الروسي.