لا حرب ولا تراجع.. إسرائيل وحماس أعداء الشرق الأوسط يستأنفون توازن محفوف بالمخاطر
أثارت أيام العنف الأخيرة في القدس وتبادل إطلاق النار في غزة بين عشية وضحاها احتمال أن تدخل إسرائيل وحركة حماس مرة أخرى في الحرب، كما فعلوا قبل أقل من عام في ظل ظروف مماثلة، وهذه المرة، لدى كل من إسرائيل وحماس حوافز قوية للحفاظ على التهدئة الحالية وتجنب اندلاع حرب شاملة - لكن كل منهما لا تريد أن يُنظر إليها على أنها تنسحب من موقع مقدس في القدس يقع في قلب الصراع في الشرق الأوسط منذ قرن من الزمان ولذلك لا يمكن استبعاد المزيد من العنف.
ونقلت صحيفة تورنتو ستار الكندية عن جدعون رهط، زميل المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، وهو مؤسسة فكرية محلية قوله: "في هذه المرحلة، يلعب الجميع دوره على المسرح السياسي ولكن في بعض الأحيان البندقية التي تظهر في المشهد الأول ستطلق في النهاية، وهذا تكنيك مسرحي معروف"، وبالنسبة لحماس، حرب أخرى ستدمر غزة، التي بالكاد بدأت في إعادة البناء بعد الحرب الأخيرة وستستخدم إسرائيل سلاحًا جديدًا قويًا - القدرة على إلغاء آلاف تصاريح العمل الصادرة في الأشهر الأخيرة والتي توفر شريان حياة اقتصاديًا للفلسطينيين في الأراضي المحاصرة.
وبالنسبة لإسرائيل، قد تؤدي الحرب إلى انتكاسة الجهود المبذولة لتهميش الصراع وإلحاق الضرر بالعلاقات المزدهرة مؤخرا مع عدد من الدول العربية، وبالنسبة للائتلاف الحاكم ذو القاعدة العريضة، الذي فقد أغلبيته هذا الشهر، فإنه معرض لخطر ضئيل ولكنه متزايد من وجود شريك عربي رئيسي، الأمر الذي من شأنه أن يمهد الطريق لانتخابات جديدة.
تساعد كل هذه العوامل في تفسير نمط ضبط النفس النسبي حتى الآن: اعترضت إسرائيل صاروخ غزة، وتسببت غاراتها الجوية في أضرار طفيفة، ولم يصب أحد بأذى ولم تعلن حماس ولا أي جماعة أخرى مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ، وفي الوقت نفسه، لا يمكن النظر إلى إسرائيل أو حماس على أنهما يتراجعان عن موقع مقدس رئيسي في القدس الشرقية مقدس لليهود والمسلمين، حيث اشتبك الفلسطينيون والشرطة الإسرائيلية في نهاية الأسبوع، فالمسجد الأقصى هو ثالث الحرمين وينظر إليها الفلسطينيون على أنه الجزء الصغير الوحيد من وطنهم الذي لم تسيطر عليه إسرائيل بعد، والتي استولت على القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة في حرب عام 1967 في الشرق الأوسط.
تود حماس أن يستمر الضغط على إسرائيل من الضفة الغربية، من القدس الشرقية، دون إعطاء إسرائيل ذريعة لشن حرب كبرى ضد حماس والفلسطينيين في غزة،" وفقا لمخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة غزة- جامعة الأزهر، إلا أن قمة التلة التي بني عليها المسجد هي أقدس موقع لليهود، الذين يشيرون إليها باسم جبل الهيكل لأنهم يزعمون أنها كانت موقع المعابد اليهودية في العصور القديمة وبموجب ترتيبات طويلة الأمد، يُسمح لليهود بزيارة الموقع ولكن لا يصلون فيه. لكن في السنوات الأخيرة، قام عدد كبير من اليهود القوميين والمتدينين بجولة بالموقع وأقاموا الصلاة هناك في تكتم تحت حماية الشرطة الإسرائيلية.
وينظر كل من الفلسطينيين والأردن إلى تلك الزيارات على أنها استفزاز ولكن أي محاولة للحد منها ستعرض الحكومة لانتقادات شديدة من الأحزاب اليمينية المهيمنة في إسرائيل، والتي ستصورها على أنها استسلام لأعداء الدولة، وقد تكون مثل هذه الخطوة أكثر خطورة الآن، خلال عطلة عيد الفصح اليهودي التي تستمر أسبوعًا، والتي تتزامن هذا العام مع شهر رمضان المبارك وتقول السلطات الإسرائيلية إنها ملتزمة بضمان حرية العبادة لليهود والمسيحيين والمسلمين، حيث ألقى بينيت باللوم في أعمال العنف الأخيرة على "حملة التحريض بقيادة حماس".