الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

تركيا تهاجم شمال العراق برًا وجوًا وتُسمي حملتها "المخلب - القفل"

الرئيس نيوز

على الرغم من التحذيرات العراقية من الرد الحاسم على أي اعتداء تركي جديد على شمالي البلاد، بدأ الجيش التركي هجوماً برياً وجوياً واسعاً على معاقل لمسلحي الحزب في جبال إقليم كردستان العراق، فيما هدد قيادي في الحزب بنقل المعارك إلى داخل مدن تركيا والإقليم في حال دعم أربيل وبغداد الحملة التركية.

واتهم الجناح السياسي لحزب العمال في 26 مارس الماضي أنقرة والحزب "الديمقراطي" بزعامة مسعود بارزاني بـ"التخطيط لشن حملة عسكرية ضد مواقع الكريلا (عناصر حزب العمال)، في منتصف أبريل الحالي، وهو ما نفاه حزب بارزاني.

العملية جاءت بعد ثلاثة أيام على زيارة قام بها رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني إلى أنقرة ولقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحضور رئيس جهاز الاستخبارات التركي حقان فيدان، وذكر بيان لحكومة الإقليم أن الطرفين "أكدا توسيع آفاق التعاون من أجل أمن المنطقة واستقرارها، وتوطيد العلاقات في المجالات كافة، لا سيما في المجال الاقتصادي والتبادل التجاري"، لكن أصواتاً معارضة لحكومة الإقليم فسرت اللقاء بأنه "تنسيق مسبق وضعت فيه اللمسات الأخيرة على شن الحملة العسكرية ضد حزب العمال".

وشن سلاح الجو التركي منذ 15 أبريل الحالي غارات جوية مكثفة على أهداف تقول أنقرة إنها معاقل لمسلحي حزب العمال في سلسلة جبل متين شمال غربي بلدة العمادية، التي تبعد نحو 90 كيلومتراً عن مركز محافظة دهوك.

ووفقاً لمصادر محلية وشهود عيان فإن "مروحيات حربية تركية قصفت، مساء أمس الأول، أهدافاً في قمتي جبلي كورجار ولينكي، ونفذت عملية إنزال قبل أن تدخل في مواجهة مع عناصر حزب العمال استمرت لساعات متأخرة من الليل"، في حين تضاربت المعلومات المعلنة من الطرفين حول نتائج المعارك الجارية، إذ قال الجيش التركي إن عمليته حققت أهدافها، في حين أكد حزب العمال إحباطه العملية.

وأفادت وسائل إعلام محلية أن "الجيش التركي بموازاة حملة القصف على منطقتي ديرلوك وشيلادزي قرب منطقة العمادية، شيد أربعة مواقع عسكرية جديدة في جبل كورجار وكهف بريدنداران وقرية سيتا ومنطقة دوسكي، ونقل إليها المئات من الجنود عبر الطائرات المروحية"، مشيرة إلى أن "الحزب الديمقراطي أرسل قوة عسكرية كبيرة إلى ناحية شيلادزي"، في حين أكدت وسائل إعلام تابعة لحزب العمال أن "قوات حزب بارزاني توجهت نحو مناطق مقاتلينا"، إلا أن الأخير لم يصدر عنه أي موقف رسمي بعد.

وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، قال إن إطلاق عملية عسكرية برية وجوية باسم "المخلب - القفل" ضد ما وصفها بـ"أهداف إرهابية شمال العراق بهدف حماية أمن قواتنا وشعبنا وضمان أمن حدودنا"، حسبما نقلته وكالة الأناضول التركية، وقال إن "سلاح الجو استهدف بشكل مكثف أهدافاً في متينا وزاب وأفشين- باسيان، إذ نجح طيارونا الأبطال في إصابة أهداف كمخابئ وكهوف وأنفاق ومستودعات ذخيرة وما يسمى بمقار تابعة للتنظيم الإرهابي"، في إشارة إلى حزب العمال، مؤكداً "انتقال قوات النخبة والقوات الخاصة إلى المنطقة بدعم جوي من مروحيات أتاك والمسيرات العادية والمسلحة، وقد تم تحقيق الأهداف في المرحلة الأولى من العملية"، وشدد على أن بلاده "تنفذ هذه العمليات بشكل يحترم سيادة العراق الصديق والشقيق ووحدة أراضيه"، على حد قوله.

أكدت وزارة الدفاع التركية مقتل "أحد ضباط الجيش برتبة ملازم أول متأثراً بجروح أصيب بها جراء انفجار عبوة ناسفة في منطقة العمليات"، وجاءت العملية بموازاة حملتين عسكريتين تنفذهما وزارة الداخلية التركية في ولايتي هكاري وديار بكر الكرديتين جنوب شرقي البلاد.

حزب العمال حسمبا أفاد موقعغ "إندبندنت عربية" قال إن مسلحيه "أبدوا مقاومة عنيفة ووجهوا ضربة قوية لجيش الاحتلال التركي عندما واجهوا طائرة مروحية أثناء محاولتها الهبوط في منطقة شكفتا برينداران في منطقة الزاب وآفاشين"، معلناً "قتل 28 من الجنود وإصابة تسعة آخرين، وإلحاق أضرار بمروحيتين"، وأوضح أن مواقعه "تعرضت خلال الأيام الأربعة الماضية إلى نحو 150 غارة من قبل الطائرات المروحية التركية"، ونقل الحزب عن مصادر مطلعة قولها إن "قوة عسكرية كبيرة تابعة للحزب الديمقراطي (بزعامة مسعود بارزاني) وصلت منطقتي شيلادزي وديرلوك الواقعتين أسفل جبل كوري جهرو، حيث تشهد سهول هذه المنطقة والمحاذية لجبل كوري جهرو معارك عنيفة"، بين مقاتلي الحزب والجيش التركي، منوهاً إلى أن "الحزب الديمقراطي يستمر في نقل قواته العسكرية إلى مناطق الكريلا (مسلحي العمال)".

وفي ضوء ما أشيع عن مساندة قوات تابعة لحزب بارزاني العملية التركية، هدد القيادي في حزب "العمال" دوران كالكان في تصريحات نقلتها وسائل إعلام الحزب "بنقل الحرب إلى المدن التركية"، محذراً من أنه "في حال مشاركة العراق وإقليم كردستان في مهاجمة قواتنا، فإن الحرب ستتوسع وستشمل مناطق الإقليم أيضاً".

ويتخذ مسلحو حزب "العمال" والمعروفون اختصاراً بـ"البككة" من سلسلة جبال قنديل الفاصلة للحدود التركية العراقية والممتدة إلى الحدود مع إيران، معاقل لهم منذ انطلاق نشاطهم المسلح عام 1984 في مسعى للاستقلال عن تركيا، وتشكيل ما يعرف بـ"كردستان الكبرى" عبر توحيد الشعوب الكردية المنقسمة بين العراق وإيران وتركيا وسوريا.