الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بوركينا: كيف تحولت منطقة ولكايت غربي تيجراي إلى خط أحمر لا يمكن تجاوزه في إثيوبيا؟

الرئيس نيوز



 تتبادل الأطراف الإثيوبية الاتهامات بالتطهير العرقي ومحاولات تغيير التركيبة السكانية للعديد من المناطق، وهناك منطقة في شمال إثيوبيا تعتبر ذات طبيعة مركزية بل وأحد الأسباب الرئيسية للنزاعات التي طال أمدها والتي لا تنتهي، ومع ذلك لم يتم الإشارة إليها في مشاريع القوانين، وهذه المنطقة، وفقا لصحيفة بوركينا، تضم مدن ويلكايت وتيجيد وتسيلمت.

ويظهر ذلك النظر في مشاريع قوانين مجلسي الشيوخ والنواب التي يتم دفعها حاليًا من خلال الكونجرس الأمريكي، والمناقشات الحادة حول الصراع الدائر في إثيوبيا، والمأزق السياسي الذي تعد جبهة تحرير شعب تيجراي طرفا فيه،


وزعمت الصحيفة أنه قد تم ضم المنطقة بهدوء ومنهجية إلى منطقة تيجراي من قبل جبهة التحرير خلال ثلاثة عقود في السلطة لإنشاء البناء الاصطناعي لـ"تيجراي الغربية"، وتعد موطنا لأجداد الأمهرة الذين وثقوا الأدلة على أنهم أقاموا هناك لآلاف السنين ووفي الآونة الأخيرة أيضًا، أكدت المقابلات التي أجريت مع الأمير راس منغيشة، حفيد الإمبراطور يوهانس من تيجراي، وزعيم جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيجراي، أريجاوي برهي وجبر مدهن أرايا، أنه لا يوجد شك في أن هذه المنطقة الجغرافية المهمة من الناحية الاستراتيجية تنتمي إلى الأمهرة والأرض الواقعة وراء نهر تيكيزي حيث تقع هذه المنطقة لم تكن جزء من تيجراي تاريخيا، هذه المنطقة الكبيرة المتاخمة للسودان وإريتريا غنية بالأراضي الزراعية والموارد وقد حاولت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بشكل منهجي محو كل آثار الأمهرة الذين كانوا يعيشون هناك وهناك اتهامات للجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بتغيير الهوية والتاريخ والتركيب الثقافي لبلدة لويكايت علاوة على ذلك، نزح آلاف الأمهرة وقتلوا وسجنوا.

وتتعدد الاتهامات لكافة الأطراف المتنازعة بالتورط في أعمال القتل والنهب واستهداف الأمهرة، وفي الوقت ذاته توجه الأقاليم الأخرى الاتهامات للأمهرة بارتكاب أعمال وحشية من بينها القتل والاغتصاب، في الغالب وفي كل من الأقاليم الإثيوبية المتصارعة قُتل عدد كبير من الإثيوبيين، وعلى سبيل المثال قتل ما بين 500-1200 مدني في ماي كدرة أثناء لجوئهم إلى السودان المجاور، وعندما كان الدكتاتور الإثيوبي السابق ملس زيناوي وبقية قيادة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي يحاربون الديكتاتورية العسكرية في الثمانينيات، كانت أسلحتهم من خلال هذه المنطقة تأتي من السودان ومصادر أخرى لذلك، بالنسبة لجبهة التحرير الشعبية لتحرير تيجراي، يعد ضم ويلكايت مسألة استراتيجية من أجل الحصول على الموارد عبر الحدود.
وزعمت الصحيفة أن ولكايت ليست موطنًا للأمهرة فحسب، بل إنها مركزية لسلامة أراضي إثيوبيا، بينما تواصل الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي جهودها لإعلان الاستقلال وتمزيق الدولة، فمن الأهمية بمكان أن تتم حماية هذه المنطقة كسيادة إثيوبية، وعلى مدار تاريخ إثيوبيا جاء أشخاص من تيجراي وعملوا واستقروا في ويلكيت وهم يعيشون في وئام مع الأمهرة المحلية، وهناك بالفعل أشخاص يتحدثون اللغتين التيجراينية والأمهرية ولكن سكان المنطقة قبل سيطرة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي وأظهر آخر تعداد مفتوح تم إجراؤه أن أكثر من 80٪ من السكان كانوا أمهرة و6٪ فقط من تيجراي، ولكن الصحيفة تزعم أنه قد تم تغيير هذه الأرقام لتعكس أن الغالبية العظمى من السكان هم من أصل تيجراني، حتى لو تم تضخيم عدد التعداد لصالح جبهة التحرير، فإن هذا يطرح السؤال ماذا حدث؟ كيف يمكن أن تتغير التركيبة السكانية لمنطقة بأكملها بشكل جذري في مثل هذه الفترة القصيرة؟

وانتشرت على الساحة الإثيوبية خلال الصراعات الأخيرة ممارسات القتل الممنهج لأبناء الأقاليم المتنازعة بمجرد الاستيلاء على القرى والمدن التي يقيمون فيها، وفي المرتبة الثانية بعد القتل يأتي الاختطاف والاعتقال للفتيان والرجال ممن تجاوزوا سن 13 عامًا والذين يُلقى بهم في جُحُور (يُطلق عليهم "جيهانب" باللغة المحلية، وتعني جهنم)، ويكون مصيرهم إما القتل بالرصاص أو تعريضهم للدخان حتى الموت خنقا من أجل "توفير الرصاص" ويتم حفر بعض هذه المقابر الجماعية مؤخرًا من قبل أعضاء جامعة جوندر، وتم العثور على بقايا متحجرة لعدد كبير من الرجال والصبية وتشير التقديرات إلى أن هذا كان مصير 50.000 شخص.

وفي المرتبة الثالثة يأتي اغتصاب النساء من الأقليم المعادية ويشاع أن كل جندي عليه أن يغتصب ما لا يقل عن 5 من النساء وتم تنفيذ هذه السياسة في بعض الحالات في شكل الزواج القسري أو الاغتصاب تحت قوة السلاح.

يتم تنفيذ الهيمنة اللغوية والثقافية من خلال تغيير اللغة الرسمية لبعض الأقاليم بحيث يكبر أطفال وهم يتحدثون لغة الإقليم المغتصب لأراضيهم، بينما في نفس الوقت تمت إعادة كتابة تاريخ المنطقة وفي هذه الأثناء، يقتل الشيوخ الذين كانوا رعاة الثقافة والتاريخ حتى لا يتمكنوا من نقل التاريخ كما حدث، وبمجرد فرض السيطرة على أحد الأقاليم المعادية، يتم إبعاد أهله بالقوة من منازلهم وأراضيهم عن طريق فرض ضرائب باهظة لذلك يضطر عدد كبير من الإثيوبيين للتخلي عن أراضيهم أو أعمالهم، وفي النهاية، يتم طردهم رسميًا من خلال إخبارهم أن هذه الأرض تخضع لأقليمنا نحن وعليكم المغادرة ويذهب معظم النازحين إلى مدن مثل جوندر وأماكن أخرى.

تحولت إثيوبيا إلى ساحة لإعادة الهندسة الديموغرافية من خلال إعادة التوطين الجماعي لسكان إقليم ما في منطقة تابعة للإقليم المنهزم من أجل تغيير التراث العرقي للسكان، وضمان عزل المنطقة عن بقية إثيوبيا والعالم من خلال عدم السماح لأي منظمة غير حكومية أو استثمارات أو صحفيين بدخول المنطقة أثناء "التطهير العرقي" حتى لا يكون هناك شهود على تلك الجرائم.