الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

ما هو مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى الذي تريد إسرائيل تمريره؟

الرئيس نيوز

أعادت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، بحماية من الشرطة الإسرائيلية، الأنظار مجددًا إلى المخطط الصهيوني لفرض التقسيم الزماني والمكاني الذي يسعى نفتالي بينيت لتنفيذه.

ومنذ صباح الأحد 17 أبريل، وتشهد ساحات المسجد الأقصى اقتحامات من جانب المستوطنين اليهود في حماية الشرطة الإسرائيلية، التي قامت بإخلاء المسجد بشكل كامل من المصلين الفلسطينيين قبيل وصول المستوطنين.

استمر الاقتحام نحو ثلاث ساعات ونصف، قبل أن ينسحب المستوطنون، وقوات الشرطة من المسجد، لكن أفادت تقارير أن اقتحامات جديدة تمت اليوم.

اقتحام الأحد، يكتسب حساسية خاصة، نظراً لتزامنه مع عيد الفصح اليهودي (بدأ مساء الجمعة الماضي، ويستمر أسبوعاً). ودعت جماعات استيطانية إلى تكثيف الاقتحامات خلال فترة عيد الفصح، وخلال عملية الاقتحام، اندلعت مواجهات بين الشرطة، وشبان مقدسيين، في منطقة باب الأسباط، بالبلدة القديمة، المؤدية للمسجد الأقصى، ما أدى إلى إصابة 17 فلسطينياً.

أظهرت لقطات فيديو من داخل المسجد الأقصى تعرض عدد من الشباب للضرب بالهراوات واعتقال شخص واحد على الأقل، بحسب رويترز.



جماعات الهيكل تهدد باقتحام الأقصى وسيناريو المواجهة قادم – رويترز
وأضافت: "تعمل قوات الشرطة في الموقع على إزالتها، للسماح بزيارات الموقع كالمعتاد"، في إشارة لاقتحامات المستوطنين. وكانت الشرطة الإسرائيلية قد فرضت قيوداً، على دخول المصلين لأداء صلاة الفجر، إلى المسجد.

وقال شهود العيان إن الشرطة فرضت على المصلين إبقاء بطاقاتهم الشخصية، عند بوابات المسجد حتى انتهاء الصلاة. وفي وقت سابق، من صباح الأحد، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمها قدمت العلاج لفلسطينيَين، أُصيب أحدهما برصاصة مطاطية، والآخر أُصيب جراء تعرضه للضرب، على يد الشرطة الإسرائيلية، في باب الأسباط، أحد أبواب المسجد الأقصى.

كما كشفت تصريحات رئيس الوزراء نفتالي بينيت أمس الأحد، عن النوايا الإسرائيلية لإحداث تقسيم زماني ومكاني للمسجد الأقصى، حيث أكد أحقية أي شخص في الدخول للمسجد الأقصى والصلاة فيه.

نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم رئاسة السلطة الفلسطينية، قال في بيان إن تصريحات بينيت مرفوضة تماماً، وهي محاولة لتشريع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك، محذرًا من خطورة ما أقدمت عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى الأحد، وقال إن ما جرى في المسجد هو محاولة مرفوضة لتشريع ما يسمى التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.

شدد على أن الفلسطينيين لن يقبلوا، مهما كان الثمن، بهذا التقسيم الزماني والمكاني، وأن المسجد -كما قررت الشرعية الدولية بما فيها القرارات الأخيرة لليونسكو- هو مسجد للمسلمين، مشدداً على أن ما جرى في المسجد الأقصى تصعيد خطير تتحمّل الحكومة الإسرائيلية وحدها تداعياته.

"نطالب شعبنا الفلسطيني بشد الرحال للأقصى، للدفاع عنه، والتصدي لهذا التصعيد الإسرائيلي الخطير". وأضاف في بيانه: "نحمّل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد، ونطالب الإدارة الأمريكية بالخروج عن صمتها ووقف هذا العدوان الذي سيشعل المنطقة بأسرها".



تابع قائلاً إن "شعبنا الفلسطيني لن يسمح بتمرير هذه المؤامرة مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات".

فيما قالت الخارجية الفلسطينية: "ننظر بخطورة بالغة لاستمرار هذه الاعتداءات، ونعتبرها محاولة إسرائيلية رسمية لتثبيت التقسيم الزماني للمسجد على طريق تقسيمه مكانياً".

ويقع مجمع الأقصى أعلى مرتَفَع البلدة القديمة بالقدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 وضمتها فيما بعد، وتعد المنطقة التي تعرف عند اليهود باسم جبل المعبد أشد المواقع حساسية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود.

التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى 

تُرجع فكرة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى للأذهان مأساة ما حدث منذ مذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل قبل 23 عاما مضت، عندما قررت إسرائيل اقتطاع أكثر من نصف المسجد وتخصيصه للمستوطنين مع إغلاقه تماما أمام المسلمين أثناء الأعياد اليهودية.

المشروع الذي يهدف لتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين وإسرائيل يحمل شقين وهما، التقسيم الزّماني والتقسيم المكاني، وكانت إسرائيل قد بدأتهما بشكل عملي بالفعل، أما الأول فيعني تخصيص أوقات معينة لدخول المسلمين المسجد الأقصى وأخرى لدخول اليهود، ويقتضي منه اقتسام ساعات اليوم وأيام الأسبوع والسنة بين اليهود والمسلمين، ومن خلاله يرى الجانب الإسرائيلي أنه يستوجب على المسلمين مغادرة الأقصى من الساعة 07:30 حتى 11:00صباحًا، وفي فترة الظهيرة من الساعة 1:30 حتى 2:30،  وفترة ثالثة بعد العصر، لتخصيص هذا الوقت لليهود بحجة أنه لا صلاة للمسلمين في هذا الوقت ليتم السماح لليهود بأداء ثلاث صلوات في اليوم داخله، كما يتم تخصيص المسجد الأقصى لليهود خلال أعيادهم، والتي يقارب مجموع أعدادها نحو 100 يوم في السنة، إضافة إلى أيام السبت التي تخصص لليهود أي نحو خمسين يوماً بمجموع نحو 150 يوماً في السنة، كما يحظر رفع الأذان خلال الأعياد اليهودية.



 أما التقسيم المكاني فيعني تخصيص أماكن بعينها في المسجد الأقصى لكلًا من الطرفين، إذ يهدف إلى تخصيص أجزاء ومساحات من المسجد الأقصى يقتطعها الكيان الإسرائيلي ليحولوها لكنائس يهودية لأداء صلواتهم فيها، وقام الاحتلال خلال الفترات السابقة بتسويغ طرق ومسارات خاصة لهم للتمهيد للتقسيم المكاني، ويشمل التقسيم المكاني كذلك بسط السيطرة بالقوة على جميع الساحات الخارجية للمسجد الأقصى أما الأماكن المسقوفة مثل مصلى قبة الصخرة والمصلى المرواني فتكون للمسلمين، ويشمل هذا التقسيم مخططات لبناء الكنيس اليهودي والهيكل، فلم تعد تخفى تلك المطامع، بل بات التصريح بها أمرًا عاديًا وحقًا مشروعًا كما يرى الجانب الإسرائيلي.

زادت وتيرة المطالبات بالتقسيم الزّماني والمكاني، وزادت معها وتيرة الإجراءات التعسفية، فمنذ احتلال شرقي القدس في حرب الخامس من يونيو 1967،  سعت إسرائيل لتقسيم المسجد الأقصى في البداية لينتهي الأمر بهدمه وإقامة الهيكل، إلا أن خططها في هذه القضية التي هي بمثابة إعلان حرب دينية باتت واضحة.

وبات أمر التقسيم الزّماني والمكاني للمسجد الأقصى بالقدس واقعًا تعمل السلطات الإسرائيلية على تطبيقه بالقوة، فهو يتصدر قائمة الأولويات لدى الاحتلال، وهذه الإجراءات  المتعاقبة التي تقوم بها سلطة الاحتلال، لا تؤكد غير سعيها الحثيث على تطبيق مخطط التقسيم الزّماني والمكاني للمسجد الأقصى.



ووفق دراسة فلسطينية أعدتها مؤسسة الأقصى ونشرها موقع "سبوتنيك الروسي"، فإن أهم تفاصيل المقترح الإسرائيلي لتوزيع الأوقات والأماكن في الحرم فإن المقترح الإسرائيلي الذي يُفصّل توزيع الأوقات والأماكن والكيفية التي ستخصص للصلوات اليهودية على النحو التالي:

أولاً:
"الصلوات الفردية": يقوم بها فرد واحد فقط؛ بصوت منخفض يُسمع نفسه بشفتيه دون أن يحمل الكتب والأدوات المقدسة.

"الصلوات الجماعية": صلوات لعشرة أفراد أو أكثر .

"المواسم الإسرائيلية": الأيام التي توافق بها الأعياد ومواسم الصيام لدى اليهود.

يتم تعيين وتخصيص مسؤول يتحمل تنفيذ بنود ترتيب الصلوات اليهودية  بجبل الهيكل.

ثانياً:
-تقام الصلوات الفردية دون الكتب أو الأدوات المقدسة؛ وتؤدى في المساحات المشار إليها باللون الأخضر في الخريطة المرفقة لمدة ساعتين كل صباح؛ بعد فتح أبواب جبل الهيكل لليهود لأداء صلاة الافتتاح الصباحية (شحاريت)؛ ولمدة ساعة كاملة يومياً في ساعات بعد الظهر قبل إغلاق الجبل لأداء صلاة الإغلاق (منحه).

-أما الصلاة الفردية باصطحاب الكتب والأدوات المقدسة فتؤدى في المساحة المشار إليها باللون البني في الساعات المذكورة أعلاه .



-وتؤدى الصلاة الجماعية في المساحة المشار إليها باللون البني؛ يسمح خلالها باستعمال التوراة والكتب والأدوات المقدسة؛ أيام الاثنين والخميس والسبت من كل أسبوع؛ واليوم الأول من كل شهر عبري؛ وفي الأعياد والمواسم اليهودية؛ وتقام الصلوات الجماعية يومياً لمدة  ساعة بعد الافتتاح(شحاريت) ونصف ساعة قبل الإغلاق (منحه)؛ في أيام السبت والمواسم وتخصص ساعتين ونصف ساعة للصلاة الصباحية الجماعية؛ أما في رأس السنة العبرية؛ ويوم الغفران فتخصص أربع ساعات للصلاة الصباحية الجماعية وتخصص ساعتين ونصف الساعة يوم الغفران لصلاة (منحه) في المساحة المخصصة.

-يسمح نصب مؤقت لصفائح وخيم وكراسي؛ وطاولات لقراءة التوراة والخزانة المقدسة الملفوفة.

-خلال أوقات الصلاة أو بمحاذاتها لا يسمح أي نشاط معارض يهدد سلامة الموجودين في الموقع.

-يقوم وزير الأديان بتخصيص مسؤول عن تنفيذ البنود المذكورة مع إمكانية إضافة موظفين حسب الحاجة؛ بالتنسيق مع الجهات المختصة .

وكشفت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" يوم ٢٢/١٠/٢٠١٣ عبر وثيقة وخارطة لقوننة تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً بكامل تفاصيلها الدقيقة والخطيرة قام بإعدادها نشطاء من حزب الليكود يطلقون على أنفسهم اسم "منهيجوت يهوديت" (أو قيادة يهودية) يتزعمهم "موشيه فيجلين" نائب رئيس الكنيست آنذاك؛ ويحمل المقترح اسم "مشروع قانون ونظم للمحافظة على جبل الهيكل كمكان مقدس".