تقرير: دعم مصر للسودان وتنسيق متبادل قبل الملء الثالث الأحادي للسد الإثيوبي
سلط تقرير لمجلة فريكا ريبورت الضوء على إعلان إرسال مصر مؤخرا مساعدات ودعم لوجيستي وإنساني إلى السودان في أعقاب زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة، وجاءت زيارة البرهان، قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة السوداني، في أعقاب سلسلة رحلات قام بها إلى عدة عواصم عربية وأفريقية خلال الأسابيع الماضية، كما تم إيفاد العديد من المبعوثين السودانيين إلى الدول الأفريقية، وآخرهم عضو مجلس السيادة إبراهيم جابر، الذي زار رواندا أواخر مارس الماضي.
وجاءت زيارة البرهان للقاهرة في 30 مارس، والتي التقى خلالها بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع اقتراب موسم الفيضانات، ومع استمرار إصرار إثيوبيا على استكمال ملء سد النهضة الإثيوبي على النيل الأزرق، والذي بدأ توليد الكهرباء في فبراير، كما تزعم أديس أبابا، ولا تزال المفاوضات بشأن سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان معلقة.
ومن المقرر انطلاق الملء الثالث في شهر يوليو المقبل، واهتم التقرير بإعلان الرئيس السيسي والبرهان خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة أن مصر والسودان اتفقتا على مواصلة التنسيق المتبادل بشأن تطورات أزمة سد النهضة، وأكد الجانبان مجدداً أن المياه قضية أمن قومي للشعبين، وقالا إن البلدين يسعيان إلى اتفاقية عادلة وقانونية وملزمة لملء السد وتشغيله.
وشدد السيسي على ضرورة العمل المشترك حتى لا تؤثر التطورات الجارية على الساحة الدولية على الجهود المبذولة لمساعدة السودان على تحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، وعقب المحادثات، شدد الجانبان على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري وأكد الجانبان على ضرورة تحقيق التكامل الزراعي وتنفيذ مشروع الربط الكهربائي مع تعميق التعاون المشترك على المستويين الأمني والعسكري وبحث السيسي والبرهان ايضا شؤون الجالية السودانية في مصر، وأكد الجانب السوداني "التزامه بالاستفادة من نقل التجربة المصرية في الإصلاح الاقتصادي، وتدريب الكوادر السودانية، وتقديم المساعدة لهم في مواجهة التحديات".
وعلق علي الحفني، نائب وزير الخارجية الأسبق، والسفير المصري السابق لدى بكين، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، في تصريحات لموقع "المونيتور" الأمريكي قائلا: "إن القاهرة والخرطوم تسعيان إلى مزيد من التكامل في جميع المجالات، لا سيما في المجالات الاقتصادية والفنية والأمنية والطاقة وتطمحان إلى تعزيز التعاون الثنائي"، كما أكد أن مصر تدعم الاستقرار الداخلي للسودان.
لا شك في أن السودان كونها دولة مجاورة لمصر، فإن ما يحدث فيها يؤثر على مصر، وحول أزمة سد النهضة، تبدو الكرة الآن في ملعب إثيوبيا، بسبب مماطلة إثيوبيا وقد احتفلت إثيوبيا بالذكرى الحادية عشرة لوضع حجر الأساس لسد النهضة الأسبوع الماضي وكان من المفترض أن يتم استكمال السد بالكامل في عام 2017. ولكن فشل إثيوبيا هو الذي أعاق تنفيذ مراحل ملء السد.
وفي 20 فبراير، دشن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد أول توربين للسد المثير للجدل، بطاقة 375 ميجاوات وسط المفاوضات الثلاثية المتوقفة، وفي غضون ذلك، وتواصل مصر والسودان التأكيد على ضرورة التوصل إلى اتفاق ثلاثي لملء السد وتشغيله، بينما تؤكد إثيوبيا أن السد لا يهدف إلى الإضرار بأحد.